كلمة بندكتس السادس عشر في مطار غواناخواتو لدى وصوله إلى المكسيك

رسالة الكنيسة لا تستثني أحدًا بسبب عرقه أصله أو معتقده

 

 

المكسيك، الأحد 25 مارس 2012 (ZENIT.org).

"آتي اليوم كحاج للإيمان والرجاء والمحبة، راغباً بأن أثبّت في الإيمان المؤمنين بالمسيح، وأقوّيهم في هذا الإيمان من خلال دعوتهم إلى إعادة إحيائه بالإصغاء إلى كلمة الله، ومن خلال الأسرار المقدسة والحياة المستقيمة"، هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر لدى وصوله إلى مطار غواناخواتو الدولي في المكسيك يوم الجمعة 23 مارس بتمام الساعة الحادية عشر والنصف ليلاً بتوقيت روما أي الخامسة بالتوقيت المحلي.

وقال الأب الأقدس في حديثه الذي تلاه بحضور السلطات المدنية والدينية في المكسيك: "يغمرني فرح شديد بالتواجد هنا بينكم، وإني أشكر الله إذ سمح لي بأن أحققّ رغبة لطالما تملّكت قلبي، ألا وهي أن أتمكّن من تثبيت شعب الله المنتمي إلى هذه الأمة العظيمة في الإيمان ومن على هذه الأرض بالتحديد".

هذا وعبّر بندكتس السادس عشر عن الغاية من زيارته الرسولية قائلاً: "أرغب من خلال هذه الزيارة القصيرة أن أصافح جميع المكسيكيين وأعانق جميع الأمم والشعوب في أميركا اللاتينية، الممثلة خير تمثيل من خلال عدد من الأساقفة".

وأضاف: "آتي اليوم كحاج للإيمان والرجاء والمحبة، راغباً بأن أثبّت في الإيمان المؤمنين بالمسيح، وأقوّيهم في هذا الإيمان من خلال دعوتهم إلى إعادة إحيائه بالإصغاء إلى كلمة الله، ومن خلال الأسرار المقدسة والحياة المستقيمة".

وشدد الأب الأقدس على الترابط بين عيش الإيمان والدفاع عن الحياة فقال: " سيتمكن المؤمنون من مشاركة إيمانهم مع الآخرين، ويكونوا مرسلين بين إخوتهم، وخميرة صالحة في المجتمع بفضل مساهمتهم في تعزيز التعايش السلمي والمبنيّ على الاحترام والكرامة منقطعة النظير لكلّ إنسان خلقه الله، والتي لا يحقّ لأي قوة نسيانها أو التقليل من شأنها. وتتجلى هذه الكرامة بوضوح من خلال الحق الأساسي بالحرية الدينية بمعناها الحقيقي والمتكامل".

وذكر البابا أن الإيمان يدفعنا إلى الرجاء والثقة بالله التي "تمنح اليقين بلقائه وباستقبال النعمة".

هذا وأكد الاب الأقدس شمولية رسالة الكنيسة بالقول: "لن يتمّ استثناء أيّ إنسان من رسالة الكنيسة بسبب أصله أو معتقده، هذه الرسالة التي لا تنافس أياً من المبادرات الأخرى الخاصة أو العامة؛ بل تتخطاها وتعاون بفرح أولئك الذين يسعون إلى تحقيق الغايات نفسها".

وتابع قائلاُ أن الكنيسة "لا تسعى إلّا إلى تحقيق خير المحتاجين باحترام وبعيداً عن الأنانية، وعلى وجع الخصوص خير الذي يفتقر قبل كلّ شيء إلى دليل على الحب الحقيقي".