الجـندي الصالـح

خاص بالموقع 27/03/2012

نقرأ فـى رسالة القديس بولس لتلميذه تيموثاوس هذه الدعـوة[1]:

"فإشترك أنت فـى إحتمال الـمشقّات كجندي صالـح ليسوع الـمسيح. ليس أحد وهو يتجنّد يرتبك بأعـمال الحياة لكي يُرضي من جـنّده. وأيضاً إن كان أحد يُجاهـد لا يكلّل إن لـم يُجاهـد قانونيـاً" (2تيموثاوس3:2-5).

جاءت لنـا دعـوة، دعوة من ملك، ملك وديع ومتواضع القلب، ملك يـملك علينـا وعلى جميع البشر..

جاءت الدعوة لـى ولك وتقول "إتبعـني" (لوقا27:5)..

"إتبعـني" – قالهـا للاوي العشّار فقام وترك مائدة الجِبايـة وكل شيئ و"قام وتبِعـه"(لوقا28:5).

"إتبعـني"- قالهـا لسمعان وأندراوس أخاه "فللوقت تركا الشِباك وقامـا وتبعـاه"(متى20:4).

"إتبعـني"- قالهـا لفيلبس الجليليّ (يوحنا43:1) فتبعـه.

كل هؤلاء وغيرهـم لـم تُصم آذانهـم ولكنهـم سمعوا نداء الـمسيح وتبعـوه.

والرب يـريـد اليوم معاونيـن وأنصـار تساعده فـى إتـمام مقاصده

الإلـهيـة ومقاصد حبـه وغايـاتـه العظيـمة.

الله، هذا الإلـه العظيـم، رب الـمجد وملك الـملوك، الذى لا يحتاج لأحـد ولا منتهـى لـكـمالاتـه، والذى يصرخ اشعيـا عندمـا رأى مـجده: "السيد الجالس على كرسي عالِ مرتفع وأذيـالـه تـملأ الهيكل. السرافيـم واقفون فوقـه لكل واحد ستة أجنحـة" ويصرخون قائلين "قُدوس قُدّوس قُدّوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض"(اشعيا1:6-3).

الله، يدعـو لـه آخصـاء، يدعـو رسل، يدعـو جنـود، يدعو خدّام.

ولكل من هؤلاء يقول لـه: "أحبّائي.أنتم الذين إخترتهم"(يو15:15-16) من بين الآلاف لأجـل أن أزّينكم بتعليـم الإنجيل وروح الإنجيل وحياة الإنجيل، فهـل تريدون مساعدتـي ومناصرتـي ضد أعدائـي وأعداء بيعتـي؟. هـل تريـدون السيـر تحت لـوائـي؟

وكـما يقول على لسان اشعيا النبي:"أنـي أريد حرّاسـاً لا يسكتون كل النهـار وكل الليل على الدوام".

أي فرد مـنّا فـى رأسه عقل وصدره قلب، وأي فرد منـا يدرك منفعتـه ويشتاق للـمجد الحقيقي والسعادة الدائـمة، وبناء على هذه الدعـوة الـمقدّسة، يتقدم هذا الإنسان ويقول "هـاآنذا فأرسلني" ، هـاآنذا ذاهب حيثـما تريـد يارب، فأنـا ملك لك، أتبعـك حيثـما تـمضي.

دعوة اليوم هـى دعوة توجبهـا الحقوق ليسوع على كل فرد منـا، حقوق الخالـق على خليقتـه، حقوق الـمالك على مِلكه، حقوق الخزّاف على قطعـة الطيـن "أليس للخزّاف سلطان على الطيـن"(رومية21:9).

وكـما يقول لنـا القديس بولس:"فأنـه فيـه خُلق الكل ما فـى السموات وما على الأرض ما يُرى ومالا يُرى سواء أكان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين.بـه وإليـه خُلق الجميع"(كولوسي16:1).

دعـوتـه اليـوم للآخصـاء "ليس أنتم الذين إخترتـمونـي بل أنـا الذى إخترتـكم"(يوحنا15:15).

هـذه الدعـوة خاصـة ومـحددة، فانـه قد جـاز الجليل كلـه ونادى فيلبس، ومـرّ على موائد الجبايـة عديد الـمرّات ولكنـه إختـار لاوي او متى العشّار، وهـا هـو الآن يناديـك.

وهـا هـو اليوم يردد لنـا قول يشوع بن نون للشعب: "فاختاروا لكم اليوم من تعبدون إن ساء فى أعينكم أن تعبدوا الرّب"(يشوع15:24).

فإسمعـوا لصـوتـه فهو القائـل:"إسمعوا صوتـي فأكون لكم إلهـاً وأنتم تكونون لـي شعبـاً"(ارميا23:7).

هـل لنـا أن نجيب على هذه الدعوة ونقول كـما قال داود النبي:"أنتَ سيدي ومـا عداكَ لا خيـر لـي"(مزمور2:15).

هـذا الـملك وكـما يعلن الوحي أن "ممـلكته لا تنقرض أبداً..لـه سلطانـا ومجداً وملكوتـا لتتعبد لـه كل الشعوب والأمم والألسنة..

سلطانـه سلطان أبديّ"(دانيال44:2).

هـذا الـملك، مـاذا يريد مني بالتمام؟، ومـا هـى الإشتراطات الـمطلوبـة منيّ؟.

والآن فلنتصور أن السيد الـمسيح الـملك يقول لجنده: تعالوا ورائـي، اتبعونـي. هـنا الـملك قـد أمـر، فإذ لـم أسر ورائـه أصبح جنديـاً خائنـاً ووجب أن يُطلق على النار فـى الحال كـما يحدث فـى الجيوش الدنياويـة.

الـملك، رب الجنـود يدعـونـي إليـه..

راعـي الرعـاة ينادي رعيتـه، فيجب علينـا الطاعـة لأن عدم الطاعـة سوف يجلب سخطـه علينـا كـما حدث فى القديم مع جماعة قورح وداثان وأبيرام "ان فتحت الأرض فاهـا وابتلعتهم وكل ما لهم فهبطوا أحياء الى الهاويـة فإنكم تعلمون أن هؤلاء القوم قد ازدروا بالرب"(عدد30:16).

مـا الذى يدعـونـي إليـه الرب؟

1. أن أمجّد الله فى كل ما أفعل أو أقول

لهذا دعانا الرسول قائلاً: "فإذا أكلتم أو شربتم أو عملتم شيئاً فأعملوا كل

شيئ لمجد الله"(1كورنثوس31:10). لهذا أوصانـا السيد الـمسيح قائلاً:"فليضيئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويُمجّدوا أباكم الذى فى السماوات"(متى16:5).

2. أن أعـمل على نشر رسالة الـمسيح

كـما أرسل الرب يسوع تلاميذه للعالـم أجمع قائلاً لهم:

"اذهبوا الآن وتلمذوا كل الأمم.. وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم بـه"(متى19:28). فهل من عـمل أعظم وأشرف وأسمـى وأكثـر مشابهـة لأعـمال السيد الـمسيح نفسه والذى كـما يقول الكتاب "كان يجول يصنع خيـراً".

3. أن أسلّم للرب ذاتـي ليعـمل بـي

كـما يقول الرسول بولس:"لأن الله هو العامل فيكم الإرادة والعمل حسب مرضاتـِه. افعلوا كل شيئ بغير تذمّر ولا جدال لتكونوا بغير لوم وبسطاء وأبناء الله بغير عيب بين جيل مُعوج ملتو تُضيئون فيهم كأنوار فـى العالـم"(فيليبي13:2-15).

ولهذا يعلن الرسول لتلميذه تيموثاوس"الرب وقف معي وقوّانـي لكي تُتم بـي الكرازة ويسمع جميع الأمم"(2تيموثاوس17:4).

4. أن أبشر الآخـريـن بكلـمة الله وأعرفهـم بـه

فها هو اندراوس الرسول عندما آمن يقول عنه الكتاب:"وجد اولا أخاه سمعان فقال لـه قد وجدنـا مسيّا الذى تفسيره الـمسيح وجاء بـه الـى يسوع"(يوحنا41:1).

وفيلبس والذى تقابل مع نثنائيل ودعـاه قائلاً:"لقد وجدنـا الذى كتب عنه موسى فى الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذى من الناصرة"(يوحنا45:1).

والرعـاة عندمـا رأوا مـا أخبرهـم بـه الرب عن طريق ملائكتـه "أخبروا بالكلام الذى قيل لهم عن الصبي"(لوقا17:2).

والنبيّة حنـة تلك الأرملة التى كان عمرها 84 عاما والتى كانت لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام يذكر عنها الكتاب بعد أن رأت الطفل يسوع:"ففى تلك الساعة وقثت تسبّح الرب وتلكمت عنـه مع جميع الـمنتظرين فداء فى أورشليم"(لوقا36:2).

وذلك الأبرص الذى عندمـا رأى أنـه قد شُفي "رجع يُمجد الله بصوت عظيم"(لوقا15:17).

وقائد الـمئة الذى لـمّا رأى مجد الله صاح قائلاً:"بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً"(لوقا47:23).

وتلك السامريـة التى صرخت لأهل بلدتهـا قائلة:"هلّموا وأنظروا إنسانـاً قال لـي كل ما فعلت العلّ هذا هو الـمسيح"(يوحنا5:4).

أنـه يدعوك لأن تدعو الآخريـن ليعرفوا ويذوقوا حلاوة القرب من الله لهذا يرنم داود قائلاً:"ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب"(مزمور8:34)، ويصرخ بولس الرسول قائلاً:"الويل لـي إن لـم أبشّر"(2كورنثوس16:9).

5. أن نعـمل على خلاص النفوس

تلك النفوس التى إفتداهـا بدمـه على الصليب وكما يقول الرسول:"فكل من يدعو باسم الرب يخلُص. وكيف يَدعون إلـى من لم يؤمنوا بـه وكيف يؤمنون بـمن لم يسمعوا به وكيف يسمعون بلا مُبشّر وكيف يُبشّرون إن لم يُرسلوا"(رومية13:10-15).

6. أن يـملك الله عليك أولاً مُلكـاً تـامـاً

فتقول قول الرسول بولس "أنـا حيّ لا أنـا بلْ إنـمّا الـمسيح حيّ فـيّ"(غلاطية20:2). ومن غير أن يملك الرب علينـا سيكون عملنـا فى خلاص الآخرين هو عمل عقيم وغير سليم. فلنملأ مصابيحنـا أولاً بالزيت وبعدهـا يمكننا أن ننيـر للآخريـن.

7. أن نكون وكلاء صالحـون على بيعتـه

كذلك العبد الصالح والأمين (متى45:25) فتعـمل أعـمال السيد الذى وكلّك وتتكلم عنـه وعن أعـمالـه. والرسول بطرس يدعونا قائلاً : "ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبـه يخدم بهـا بعضكم بعضاً كوكلاء صالحين على نعـمة الله الـمتنوعـة.إن كان يتكلّم أحد فكأقوال اللـه وإن كان يخدم أحد فكأنـه من قوة يـمنحهـا اللـه لكي يتمجد اللـه فـى كل شيئ بيسوع الـمسيح الذى لـه الـمجد والسلطان الى الأبـد"(1بطرس10:4-12).

فيـا أيهـا الوكيل الآميـن إن الرب عطش للنفوس، عطش صرخ بـه وهو سط الآلام قائلاً:"أنـا عطشان".

8. أن أحـارب معـه أعـداؤه

أ- الحرب ضد ابليس

فالرسول بطرس يحذّرنـا قائلاً:"اصحوا واسهروا لأن ابليس خصمكم كأسد زائـريجول ملـتمساً من يبتلعـه هـو"(1بطرس8:5).

ويحذرنـا ايضاً الرسول بولس قائلاً:"إن مصارعتنا ليست ضد اللحم والدم بل ضد الرئاسات والسلاطين وولاة هذا العالم عالم الظلمة والأرواح الشريرة فى السماويات"(افسس12:6).

ب- الحرب ضد محبة العالـم

لهذا ينصحنـا يوحنا الرسول قائلاً:"لا تحبوا العالـم ولا الأشياء التى فى العالـم.إن كان أحد يُحب العالـم فليست فيـه محبة الآب"(1يو15:2).

ت- الحرب ضد الكبـريـاء

فكـما يقول الكتاب الـمقدس "الكبريـاء هو أول الخطأ ومن رسخت

فيـه فاض أرجاسـاً"(يشوع بن سيراخ15:10).

ث- الحرب ضد حب الذات

فالرب يسوع يقول "من أراد أن يتبعـني فليكفـر بنفسه"(لوقا23:9).

ج- الحرب ضد الحواس

القديس بولس يوضح أعمال الجسد قائلاً:"اعمال الجسد ظاهرة وهى الزنـى والنجاسة والعُهـر وعبادة الأوثان والسِحر والعداوات والِخصام والغيـرة والـمغاضبات والـمنازعات والـمُشقات والبدع والـمحاسدات والقتل والسُكر والقصوف وما يُشبـه ذلك. وعنها أقول لكم ايضاً كـما قلت إنّ الذّين يصنعون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله"(غلاطية19:5-21).

ان قائـدي هـو الـمسيح، اللـه، الإلـه الواحـد الذى لـه الكرامـة والمجد والسلطان، فـمن منـّا لا يُصبح بطلاً تحت نظر قيادة هذا القائد العظيم الذى "اعداؤه صاروا موطئاً تحت قدميه"(عب13:1)، وهو متأكـد من قوة هذا القائد وسلطتـه وأسلحتـه ومن أنـه لا يـمكن أن ينهزم أبداً.

تُـرى مـا هـى تلك الأسلحة التى أعطانـا إيـاهـا قائدنـا العظيـم وكيف يـمكن أن نستخدمهـا كجنود فـى حروبنـا؟

الرسول بولس يقول:"فلذلك إتخذوا سلاح الله لتستطيعوا الـمقاومـة فى اليوم الشرير حتى إذا تـممتم كل شيئ تثبتـون"(افسس13:6).

وهـو يصف تلك الأسلحة والتى تُشابـه اسلحة الجندي الرومانـي

من حذاء خاص ودرع خاص ولِباس خاص وخوذة خاصة وسيف خاص ومِجن خاص وهـى كالأتـى:

أسلحـة اللــه

1. الثبات فـى الإيـمان

"اسهروا واثبتوا فـى الإيـمان كونوا رجالاً تقووا"(1كورنثوس13:16).

2. الثقـة فـى اللـه

مردديـن دائـما قول الـمرّنم: "الرب نوري وخلاصي فـممن أخاف. الرب حصن حياتـي فـممن أرتعب"(مزمور1:26).

3. الصـلاة

يدعونـا الرسول قائلاً:"مصلّين بكل صلوة وطِلبة فى كل وقت فى الروح"(افسس18:6).

4. نلبس درع البـِر

"فأنهضوا إذن وشُدّوا أحقاءكم بالحق وألبسوا دِرع البـِر"(افسس14:6).

5. نرتدى خوذة الخلاص

"وإتخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذى هو كلمة الله"(17:6).

6. مـِجن الإيـمان

"وفى كل حال خذوا مِجن الإيـمان الذى بـه تقدرون أن تُطفئوا جميع سِهام الشرّير الناريـة"(افسس16:6).

 

7. أن نكون أبنـاء النهـار

"لأنكم جميعاً أبناء النور وأبناء النهار. لسنا نحن من أهل الليل ولا الظلام"

(1تسالونيكي4:5)، ولهذا فهو يكرر القول بضرورة أن نكون متيقظين لابسين اسلحة اللـه:"أمـّا نحن أبناء النهار فلنصح لابسين درع الإيـمان والـمحبـة وخوذة رجاء الخلاص"(1تسالونيكى7:5).

8. الفـرح فـى كل حيـن

"افرحـوا كل حيـن"(1تس16:5)

9. تعزيـة وتقويـة بعضنـا البعض

"لذلك ليعزّ بعضكم بعضاً وليبن أحدكم الآخـر"(1تس11:5)

"ثم نسألكم أيهـا الإخوة أن تعظوا أصحاب البلبلة وتُعزّوا صِغار النفوس وتُسندوا الضعفاء وتـتأنوا على الجميع"(1تس14:5).

10. الشكر الدائـم

"أشكروا على كل شيئ"(1تس18:5).

11. الحرص على عدم إطفاء روح الله

"لا تطفئـوا الروح"(1تس19:5).

12. الإمتناع عن كل شبـه شر ومحاربتـه

" لا تتغلّب للشر بل اغلب الشر بالخيـر"(رومية21:12)

13. عدم الخوف

" الرب هو القائـل "لا تخف لأنـي معك"(اشعيا10:41)،وأيضاً هو القائـل:"لا تخف من وجوههم لأنـي معك"(ارميا8:1)، "لأنـّي أنا الرب إلهك الـمُمسك بيمينك قائلاً لك لا تخف فإنّي قد نصرتُك"(اش13:41).

أن قائدي وملكي هو الذى يقود هذه الحرب ضد الشر والإثـم فى هذا العالـم فلستُ وحدي وأيضاً معي جنود آخريـن هم الرسل والشهداء والقديسين والـمعترفين والعذارى وجميع الـمسيحيين الـصادقيـن.

ان العدو كبيـر ولهذا فقوى السماء والأرض سوف تشترك معي فـى محاربـة عدوهـا وعدوي. أي شرف أن أكون فـى عِداد كل هؤلاء الأبطال الأقويـاء، فأنـي متجنـد معهـم ونسيـر كلنـا تحت رايـة رب الجنود "أعطيت خائفيك رايـة ترفع لأجل الحق"(مزمور4:60).

الكل متجند تحت رايـة الحق والعدل والـمحبة لإقرار ملك الرب على العالـم فالكتاب يذكر على لسان بولس الرسول:"ابفردوتس اخى العامل معي والـمتجند معى ورسولكم"(فيليبي25:2)، وايضاً"جمهور كل الأمم الـمتجنديـن"(اش7:29)، وايضاً"يجمع شعب الأرض للتجند"(ار25:52)

ولهذا يقول ايوب :"فهل من عدد لجنـوده"(ايوب3:20) ودانيال ايضا يعلن ان "ألوف ألوف تخدمـه"(دانيال20:7).

والسيد الـمسيح يُعلن كقائد الـمئة قولـه: "أن لـي جند تحت يدي أقول لهذا إذهب فيذهب ولآخـر إئتِ فيأتـي"(لوقا8:7).

ونحن لسنـا خدام اللـه فقط أو جنود تحت إمرتـه، بل نحن أخوة كـما يذكر لنا القديس بولس:"لأن الـمُقدّس والـمُقدّسين كلهم من واحد فلهذا السبب لا يستحيي أن يدعوهم إخوة"(عبرانيين11:2).

الرب لا يسـمينـا بعد عبيداً بل إخـوة، فهل لا يقف الأخ فـى جهاد أخوه الأكبـر؟

هـل لكم أن تشتركوا فـى مقاومـة التنين والوحش والنبي الكذّاب؟

هـل لكم أن تتسلّحوا الآن وصائحيـن صيحـة الحرب "ها نحن مستعدون"؟

هـل لكم أن تهتفـوا "نحو مجدك يارب نحن سائرون"؟.

مـا هـو الجــزاء؟

أعتقد أن هذا سيكون سؤالنـا لـماذا نتجند؟ ومـا هـى يا تُرى جائزتنـا؟، وهـل سأحصل على أسرى من الحرب أم مقتنيات أم مزايـا وأنواطاً عسكريـة شرفيـة؟

فى الحقيقة لا يستطيع أي عقل أن يقدر هذا الجزاء لأنـه يفوق كل وصف، لأنـه سيفوز بسعادة اللـه نفسه والذى ليس فيـه كذب فهو الذى يقول لك الآن:

"أنـا آجرك العظيـم جداً"(تكوين1:15).

·     "من يغلب فإنّي أؤتيـه أن يأكل من شجرة الحياة التى فى وسط فردوس الله"(رؤيا7:2).

·     "من يغلب فلا يؤذيه الـموت الثاني"0رؤيا11:2).

·     "من يغلب قسأعطيه أن يأكل من الـمنّ الـمخفي وأعطيه حصاة بيضاء وعلى الحصاة اسم جديد مكتوب لا يعرفه احد غير الذى يأخذ"(رؤيا17:2).

·     "من يغلب ويحفظ اعمالي الى النهاية فسأعطيه سلطاناً على الأمم"(رؤيا26:2).

·     "من يغلب فذلك سيلبس ثياباً بيضاً ولن أمحو اسمه من سفر الحياة وسأعترف باسمه أمام أبي وأمام ملائكته"(رؤيا5:3).

·     "من يغلب فسأجعله عموداً فى هيكل إلهي فلا يعود يخرج وأكتب عليه اسم إلهي وإسم مدينة إلهي"(رؤيا12:3).

·     "من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي فى عرشي كما غلبت أنا وجلستُ مع أبي على عرشه"(رؤيا21:3).

فـماذا يـمكن أن نطلب أكثـر من هـذا؟‍

ولهذا ينصحنـا الرسول بولس قائلاً:

"لا نجعل عثرة فى شيئ لئلا تُلام الخدمة. بل فى كل شيئ نُظهر انفسنا كخدام الله فى صبر كثير فى شدائد فى ضرورات فى ضيقات فى ضربات فى سجون فى اضطرابات فى اتعاب فى اسهار فى اصوام فى طهارة فى علم فى اناة فى لطف فى الروح القدس فى محبة بلا رياء…….كأن لا شيئ لنـا ونحن نملك كل شيئ"(2كور3:6-10).

وأيضاً يقول:"كل ما فعلتم فأعملوا من القلب كـما للرب ليس للناس

عالـمين أنكم من الرب ستأخذون جزاء الـميراث لأنكم تخدمون الرب الـمسيح"(كولوسي24:3).

وعندمـا نتبع يسوع ونخدمـه فيجب أن نقبل ونرضى بـما قبلـه هـو:

"إن كان أحد يخدمني فليتبعني وحيث أكون أنـا فهناك يكون خادمـي. إن كان أحـد يخدمني يُكرمـه أبـي"(يوحنا26:12).

فلنكن مع يسوع مستعديـن للعطـاء والعـمل والتعب والسهر، فـميدان الجهاد واسع ونحن جنود وقائدنـا هـو الـمسيح.

لا يكفـى أن تحارب الأعداء مثل عـموم الـمسيحيين، ولا يكفى أن تحارب الأهواء، ولكن الـمطلوب منك هو أكثـر من هذا.

يجب أن تجتهد لتكون ممتازاً فـى خدمـة الـملك، ولا تكتفى بالدفـاع فقط، بل هاجم بكل قـوة. ان عـموم الـمسيحيين يدافعون عن أنفسهم، ولكن أنت يا خاصـة الـمسيح لا تكتف بالدفاع ولكن يجب أن تتخذ خطة للهجوم، تهاجم فيهـا عدوك وتحاربـه وتنقض عليـه وتسحقـه سحقـاً لأجل أن تعصف بقوة الأميال وتُخمد قوة الشهوات قبل أن تستـمر من مجرد فكرة.

"تقلّد سيفك على فخدِك..اقتحم. إركب. من أجل الحق والدِعـّة والبِر" (مزمور3:45-4).

"إخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيـرة"(اعمال19:20). وردد ما قاله بولس الرسول"ولكنى لستُ أحتسب لشيئ ولا نفسي ثمينة عندي حتى اتمم بفرح سعيي والخدمة التى اخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله"(اعمال20:24).

وكـما يقول الرسول بولس:"لأن اللـه ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التى اظهرتموها نحو اسمه إذ خدمتم القديسين وتخدمونهم. ولكننا نشتهى أنّ كل واحد منكم يُظهر هذا الإجتهاد عينه ليقين الرجاء الى النهاية"(عبرانيين10:6-11).

فكن خادمـاً أمينـا كموسى الذى قال عنه الرسول:"موسى كان أمينـاً فى كل بيته كخادم شهادةً للعتيد أن يُتكلم بـه"(عب5:3). وكيشوع بن نون الذى ذكر الكتاب الـمقدس عنه ان "كان خادم موسى من حداثتـه"(عدد28:11)، وكداود النبي الذى كان

يخدم شاول الـملك حتى انه قال ذات يوم"لا أمدّ يدي إلـى سيديّ"(1ملوك11:24).

فـماذا تطلب الآن أيهـا الجندي الصالح؟

"فإشترك فـى إحتمال الـمشقات كجندي صالح ليسوع الـمسيح" والرب يعيننـا أجمعيـن. آميـن.

الشماس نبيل حليم يعقوب (الـمنيا فـى 1979)

كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بلوس أنجلوس

       ________________________

 

 



[1] من كتاب "عجائب الرب" للمؤلف فبراير 2002