المجمع الفاتيكاني الثاني، بوصلة موثوق بها في الضباب أو العواصف

شهادة الكاردينال روجي اتشيغاراي في لورد

 

 

روما، الثلاثاء 27 مارس 2012 (ZENIT.org).

ذكّر الكاردينال روجي اتشيغاراي، الرئيس الفخري للمجلس البابويّ قلب واحد وعدالة وسلام، بأنه "في نهاية يوبيل العام 2000، لم يتردد يوحنا بولس الثاني بتقديم المجمع كـ"بوصلة موثوق بها"، في الضباب والعواصف"، وذلك في شهادته لحظة التجمع في لورد، السبت 24 مارس. ننشر في ما يلي شهادة الكاردينال اتشيغاراي.
* * *
لورد، السبت 24 مارس  في التاسعة والربع صباحا

شكراً (…) على تجمعكم هذا، فهو فعلٌ كنسيّ، وهو من شعب الله بأكمله. شكراً على هذه الفكرة السعيدة… والفريدة!
لقد طلبتم مني شهادة لـ "5 أو 6 دقائق"، حول هذا المجمع الضخم الذي شاركت فيه من ناحية إلى أخرى حتى تجاويفه الصغيرة. لذلك، وبدون أي تردد، قلت نعم للفرح والرجاء اللذان قدمتهما لي بوجودي بينكم، وبوجودي في لورد، حيث رافقت من قاعة المجمع مجموعة من الأساقفة الحجّاج القادمين من القارات الخمسة…
لست هنا لكي أتباهى،  ولكن في كل مرحلة من المجمع الفاتيكاني الثاني، تمكنت من لقاء بعض الفرنسيين، الأساقفة، اللاهوتيين، المراقبين (رجال أو نساء)، والفعاليّات الكبيرة من التاريخ العظيم الذي أنتم ورَثَته.
ماذا سمعت عندما أعلن يوحنا الثالث والعشرين عن المجمع؟ "أريد فتح نوافذ الكنيسة، حتى نتمكن من النظر إلى ما يجري في الخارج، وحتى يتمكن العالم من رؤية ما يجري عندنا". وجعل نفسه شريك مع الصحفيين الذين سمحوا لشعب الله بالمشاركة. وهكذا اضطر المجمع أن يقوم بـ "التحديث".

أمّا بولس السادس، وفي نهاية دورات المجمع الأربعة، وفي أسلوبه المعبّر أعلن: "إن المجمع  وفي دفعة واحدة قد أظهر واختبر حيويّة الكنيسة". إن الكنيسة قادرة على الشهادة لجوهر الله في صلب الإنسانيّة.

 وبالنسبة ليوحنا بولس الثاني، كان أولاً الأسقف المجتهد الذي قاد خلال عشر سنوات في كاركوفيا السينودس الأبرشيّ حول المجمع  الذي عاشه بشكل مكثف. وعندما أصبح الحبر الأعظم، عقد في أواخر 1985 سينودسًا استثنائياً ليرى ما قد صنعته الكنيسة بالمجمع بعد مرور 20 عاماً. وفي نهاية يوبيل لعام 2000، لم يتردد بتسمية هذا المجمع  "البوصلة الموثوق بها" في الضباب والعواصف.

ثم أضاف عن بندكتس السادس عشر، إن أسقفا موجود بيننا قد نشر لتوّه وتحت عنوان "مجمعي الفاتيكاني الثاني" السجل المؤثر للخبير راتزينغر، ولا يمكننا الشك بوفائه الصلب. وفي حين أن المجمع  يبدو للبعض بأنه يبتعد عن آفاقه والذي، حقا، لم يعد ذاته اليوم، فالطريق الوحيد الممكن سلوكه هو التعمق في الرسالة والروح معا. يمكننا قراءة ما كتبه أستاذ تيوبنغن للكاثوليك في بانبيرغ، في 14 يوليو 1966،  والذي استخرج منه هذه الكلمات الختمايّة: "ان المجمع  ليس فضلاً من أفضال الكنيسة، فضل قد تتمكن من أن تتباهى به وتتعالى على الآخرين وكأنه عنوان مجد، بل إنه نداء الرب للسير على خطاه. ليس المجمع  مخبأً نسترخي فيه وننسى الطريق. إنه انطلاقة جديدة".
كلمتي الأخيرة… في الدقيقة السابعة! يجب ألا نفوّت ساعة المجمع!
كاردينال روجي  اتشيغاراي     

*** نقلته إلى العربيّة م.ي.