يا سيـــدة الآلام …
أراك واقفة تحت الصليب . . وأنت في أشدَ الآلام . . ساجدة وشاكرة إليك الذي خلّصك وخلّصني وخلّص جميع البشر . . واقفة تحت الصليب وسيف بنفذ نفسك . . تصلّين بخشوع أمام أبنك المصلوب . . فأصبحت أم الآلام . . وذبيحة معه لمغفرة خطايا العالم .
يا سيـــدة الآلام …
آلامك مريرة وقاسية ، لكنها مثمرة . . فلقد غّيرت قلوبنا الحجرية . . فصرنا ، تائبين إلى أبنك يسوع بإنسحاق القلب ، بفضل استحقاقاته . . إنه سر لا يمكن قبوله وفهمه إلا إن كنا نؤمن بمحبته غير المتناهية .
يا سيـــدة الآلام …
يا ينبوع الحب والحنان ، إجعليني أبكي دموعك وأوجاعك ، أدخليني في سر آلامك . . أشعلي قلبي بالحب والحمد والشكر للمخلّص الوديع . . علّميني طريق الباب الضيق . . طريق محبة يسوع ابنك . . اجعليني أن أمكث معكِ هناك تحت الصليب ، أشاركك حزنك ورأفتك نحو المصلوب . . أعطيني قسطاً من آلامه . . دعيني أن أقبّل معك جروحاته المقدسة فأتطهّر وأتقدّس وأحمل معه ومعك آلامي وآلام الناس كى أمتلىء من حبه العظيم . .
وأنت يا يسوع مخلّصي …
الذي بذلت حياتك من أجلنا . . أذكرني عندما آتي في ملكوتك . لتتشفع فينا العذراء مريم والدتك ، الآن وفي ساعة موتنا ، هى التي جاز في نفسها سيف الآلام عند الصليب يا مخلّصي ، أذكر الراهبات التي تخدم بكل حب وحنان المرضى والمتألمين هنا في مصر وفي العالم أجمع وبارك عملهم ورسالتهم الإنسانية العظيمة .
الأب / يوســف المصـــري
