القيامة تدعو كل إنسان للفرح والبهجة . . خاصة إن كان حزيناً أو متألماً . . مظلوماً أو مطحوناً . . لقسوة الدنيا ومتاعبها . . لأن المسيح الذي قام ، حاضر معنا ، يرافقنا في الطريق مع تلميذىْ عماوس . . يفهمنا ويشعر بإحتياجاتنا . . يكفي أن نلجأ إليه . . إنه يردد لك : " سلامي أعطيك . . سلامي أمنحك " وسلامي هو ثمرة قيامتي . . ثمرة حبي لك . القيامة تدعوك أن تردد مع داود : " هذا هو اليوم الذي صنعه الرب ، فلنفرح ولنبتهج فيه ! " القيامة تدعو كل إنسان إلى الثقة والرجاء . . لأنه انتصار الحياة على الموت . . انتصار نور الأمل والرجاء على الشك والخوف واليأس . فقد قال : " أنا ، عندما ارتفعت (قمت) جذبت إلىّ الجميع " (يو12: 32) .
صديقي ، أذهب أنت أيضاً مع تلميذىْ عماوس . . مع مريم المجدلية ومع يوحنا وبطرس ، وأعلن للجميع أن المسيح هو الأخ الحبيب للجميع . . يحب الجميع . . ويدعو الجميع أن يكتشفوا حضوره الخفي في كل إنسان وفي كل أحداث الدنيا لأنه سيد التاريخ والأزمنة . . يدعو الجميع أن يعيشوا سعداء في هذه الدنيا لأنها هبة من الله . . وطريق وجسر إلى حياة أفضل وأسعد وأبقى . . هى الحياة مع الله إلى الأبد !
يا رب . . أمام قبرك الفارغ ، أسجد خاشعاً . . مؤمناً . ها قد أضأت شمعة تنير وتحترق أمام قبرك المقدس لكى أعبّر عن شكري وحبي لك ! هذه الشعلة التي ترتفع أمامك هى أنت . . نور العالم ! هى أنا معك ! هكذا أريد أن أكون : أن أرفع إليك قلبي ، واحترق معك حباً لجميع الناس . . أن أذوب معك ، مثل الشمع ، في أفراحي ةآلامي وطموحي !
ساعدني ، يا رب أن أضىء حولي نور قيامتك . وحرارة حبك . . مثل هذه الشمعة الفصحية !
الأب / يوســف المصـــري