المملكة العربية السعودية

المسيحييون يبدون قلقهم إزاء الفتوى التي أطلقها المفتي ضد كنائسهم

روما، الأربعاء 4 نيسان 2012 (ZENIT.org)

واجهت الفتوى التي أطلقها مفتي السعودية منذ خمسة عشر يومًا بهدم الكنائس المسيحية في الجزيرة العربية ردات فعل غاضبة، بحسب ما أعلمت مؤسسة "كنائس آسيا".
يُقدَّر عدد المسيحيين في المملكة العربية السعودية ما بين 800000 و 1,5 مليون حيث يهيمن الدين الإسلامي ولا يُسمح بأن تمارس أية ديانة أخرى علنًا أو بالسر إلا في مناطق معدودة كذلك يُحَظّر تشييد الكنائس واستيراد الكتب غير الإسلامية. إن أغلبية المسيحيين الموجودين في السعودية هم من أصل هندي أو فيليبيني يشكلون الأيدي العاملة في الجزيرة العربية بعضهم من العاملين في المنازل ولكن البعض الآخر يشغل مراكز عالية. الشيخ عبد العزيز بن عبدالله الذي يمثل المرجعية الكبرى فى المملكة أصدر فتوى تقضي بهدم جميع الكنائس في الجزيرة العربية، أتت في سياق رده على منظمة كويتية سألته عن موقف الشريعة إزاء القرار الذي اتخذه البرلمان الكويتي بمنع تشييد الكنائس. استند الشيخ عبد الله في قراره الى حديث يفيد بأن الرسول على فراش الموت صرّح بأنه لا يجب أن يتواجد دينان في الجزيرة العربية.
وجه المفتي هذه الفتوى إلى دول الخليج حيث تتواجد الجماعات المسيحية بخاصة الكاثوليكية: الإمارات العربية المتحدة، والكويت، وعمان، وقطر، والبحرين واليمن حيث ينتشر الجيش السعودي. كما وأن مختلف الأساقفة بالإضافة الى أساقفة أوروبيين والمؤسسات التابعة للكنيسة الكاثوليكية أدانوا بشدة هذا القرار، والفيليبينيون الذين يشكلون قسما كبيرا من المجتمع المسيحي في المملكة طالبوا بتوضيحات من الحكومة السعودية التي لا تزال حتى اليوم قابعة في صمتها.
ذكّر الأساقفة النمساويون في مؤتمر أقاموه بالمركز الذي افتتح في أكتوبر الماضي في فييننا للحوار بين الدين المسيحي والإسلامي والذي مولته المملكة العربية السعودية كما أفادوا بأن القرار غير مفهوم وغير مقبول وأكدوا أن كلمات المفتي تضع جميع المسيحيين في دائرة الخطر. كذلك أعربوا عن دهشتهم إزاء التناقض بين الحوار الذي بدأه الملك السعودي وموقف المفتي وطالبوا بتفسير من الرياض. بالإضافة الى ذلك، أصدر المجلس المسيحي الهندي بيانا في 30 مارس يدعو فيه نيو دلهي للتدخل على الفور.
وفي موقف ينبذ العنف الذي قد تنتجه هذه الفتوى بحق المسيحيين الذين يعيشون في الأراضي الإسلامية، دعا المجلس الحكومة الهندية وكل البلدان المتحضرة الى التأكد من رفض جميع دول الجزيرة العربية هذا القرار. وفقا للمجلس أيضا، فإن هذه الفتوى تخرق بوضوح ميثاق الأمم المتحدة بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد.
كما أعرب مسؤولون دينيون إسلاميون في مؤسسة "أهل البيت" في إيران عن معارضتهم لقرار المفتي بحجة أن المفتيين الوهابيين والسلفيين السعوديين لا يمثلون الإسلام وبالتالي لا يملكون أية شرعية لإصدار فتاوى من هذا النوع