لا نكوننّ مشاهدين، بل شهودًا لسر المسيح الفصحي

 

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الجمعة 6 أبريل 2012 (ZENIT.org)

"تذكار القيامة يضحي واقعًا لا بشكل أوتوماتيكي، بل فقط إذا ما قبلنا معنى السر في حياتنا"، كان هذا كنه العظة التي تلاها واعظ الدار الرسولية نهار الجمعة العظيمة في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان بعنوان "كنت ميتًا ولكني الآن حي إلى الأبد" (رؤ 1، 18).
وقد شرح الأب رانيرو كانتالامسا في عظته التي تلاها في حضرة البابا أن الليتورجية "تجدد" حدث موت المسيح الذي تم مرة واحدة لأجلنا بالمعنى القوي للكلمة أي تجعله حاضرًا في زمننا.
ثم لفت الأب الكبوشي أنه ما من أحد "يشارك في ذكرى موته، إلا المسيح وذلك لأنه قام من الموت"، وعليه يجب علينا أن ننتبه لكي لا نستحق التأنيب الذي كان من نصيب النساء التقيات: "لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات؟".
إن هذا النوع من التذكار (المختلف عن الذكرى) الذي تتحدث عنه الليتورجية مستعملة الكلمة اليونانية "أنامنزي" يجعلنا معاصرين للواقع الذي يتم تذكره لدرجة أن "الحدث يضحي أكثر حقيقة مما كان عليه لما تم للمرة الأولى!". هو أكثر حقيقة وواقعية لأننا الآن نعيشه "بحسب الروح"، لا فقط بحسب الجسد كما عاشه معاصرو الحدث الأول. هو أكثر حقيقة لأن الروح القدس قد كشف للكنيسة المعنى الكامل.
وعليه فالتذكار ليس فقط ذكرى سنوية، بل هو سر نعيشه ونقبله في الوقت الذي نتلقاه فيه.
هذا الأمر يغير الأمور بالكلية، فنحن لسنا مجرد مشاهدين أمام استعراض مسرحي بل نحن جزء من الدراما، نحن شهود، نتلقى دعوة ملحة لكي نختار.
الاشتراك في هذه الليتورجية هو دعوة لكي نأخذ قرارًا ولا أن نغسل أيدينا مثل بيلاطس. وإذا ما رجعنا هذا المساء إلى بيوتنا من الخدمة الليتورجية، حبذا لو أجبنا لمن يسألنا: "أين كنتم؟" – "على الجلجلة".
تذكار القيامة يضحي واقعًا لا بشكل أوتوماتيكي، بل فقط إذا ما قبلنا معنى السر في حياتنا. فالمسيح مات لأجل الجميع، ولكننا نتلقى معنى ونعمة موته لأجلنا عندما نضحي واعين للهبة التي نلناها، بحسب ما يعلم القديس أغسطينوس. وهذا الأمر قد تم بشكل أسراري في سر المعمودية، ولكنه يجب أن يتحقق بشكل واعٍ من جديد في حياتنا.