القيامة دعوة الى الرجاء

 
عندما قام المسيح ، غير الإنسان فى عمقه وفى كيانه كليا..غير البشرية كلها والكون بأسره ..غير مجرى التاريخ…بقيامته حطم قيود الموت والشر وأعطى قيمة عظيمة لحياة الإنسان وكرامته ،وحرره من كل التيارت الفكرية والخلقية الخاطئة التى كانت تبعد قلبه من آفاق الخلاص النورانية ومن التمسك بالرجاء فى المسيح المخلص الذى قال بالأمس ويردد اليوم :"لا تخافوا .."بموته وقيامته صار المسيح "رجاءنا وقيامتنا " فهو يدعونا أن نؤمن بحبه لنا ..يدعونا أن نقبل حبه ونعطيه للأخرين ..ونكمل معه ومع الكنيسة ما حققه وما أبدعه فينا وفى البشرية وفى الكون بواسطة قيامته المجيدة
أن قيامة المسيح فينا مسيرة إيمانية ،يومية،فيها نعمق هويتنا المسيحية ..ونجدد لقاءنا مع المسيح والسير فى خطاه ..فنتحرر من كل المؤثرات والمغريات التى تبعدنا عنه .
أن القيامة تؤكد لنا أن تاريخ الإنسان والبشرية فى يد الله الرحيم والذى "يريد أن الجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون " عندما قمت ،أيها المسيح ،حولت الخبز الى جسدك الطاهر.. وعصير الكرمة الى دمك الزكى . حولت صليب العار الى علامة خلاصنا . غيرت لصا ومجرما .. وجعلته شريكا فى ملكوتك ..توبت مريم المجدلية الخاطئة ..فأصبحت الشاهدة الأولى لقيامتك ..بقيامتك حولت نكران بطرس الى حب وعطاء .. الى شهادة لك حتى الموت .. الى صخرة صامدة لثبات الكنيسة . حولت بولس الفريسى ،العنيد و المتعصب ، الى رسول وكارز لجميع الشعوب وجعلته من أعظم المرسلين والكارزين برسالتك الخلاصية على الأرض .
حولنى أنا ايضاً إليك ، أيها المسيح ، كما حولت فرنسيس ، فقير أسيزى ، المدلل والمغرور .. غيرنى كما غيرت أغسطينوس وشارل دى فوكو وغيرهم .. طهرنى وقدسنى بألآمك .. وشكلنى برفق وحنان .. كما فعلت مع تريزا الصغيرة وريتا دى كادشيا .. أشعل قلبى بنار حبك الألهى كما فعلت مع الأم تريزا حتى أخفف على مثالها ومعك ،آلام الناس .. فأكون لهم أداة للرجاء والفرح والسلام فى المسيح .. الذى وهب حياته للذين فى القبور …
"أن الآم هذا الدهر لا تقاس بالمجد المزمع أن يتجلى فينا " (بولس الرسول )
الأب/ يوسف المصرى