أقسم الله ولن يندم، أنك أنت كاهن إلى الأبد

 

كلمة قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة "افرحي يا ملكة السماء "

 

 

الفاتيكان، الإثنين 30 أبريل 2012 (ZENIT.org)

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة إفرحي يا ملكة السماء يوم الأحد 29 أبريل 2012.

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

انتهى الاحتفال الإفخارستي الذي أقيم في بازليك القديس بطرس، والذي منحت خلاله السيامة الكهنوتية لتسعة شمامسة من أبرشية روما. فلنرفع شكرنا للرب على هذه العطية، علامة على حبه الأمين والإلهي للكنيسة! فلنتعانق روحيًّا حول هؤلاء الكهنة الجدد ولنصلِّ لكي يتلقوا بالكامل نعمة هذا السر الذي جعلهم مشابهين ليسوع المسيح، الكاهن والراعي.

لنصلِّ أيضًا لكي يتنبّه جميع الشباب الى صوت الله الذي يكلّمهم في أعماق قلوبهم ويدعوهم لكي يتركوا كل شيء ويتبعوه. هذا هو الهدف من اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات. بالفعل، يدعونا الرب دائما ولكن غالبًا ما لا نصغي اليه. تصرفنا عنه الكثير من الأمور والأصوات السطحية؛ ونخشى أن نسمع صوت الرب لأننا نعتقد أنه قد يسلبنا حريتنا. في الواقع، كل واحد منا هو ثمرة الحب: بالتأكيد حب والدينا ولكن بالأكثر حب الله. يقول الكتاب المقدس: "حتى ولو نسيت النساء، فأنا لا أنساك" (أشعيا 49، 15). عندما أدرك ذلك تتبدل حياتي: تصبح استجابة لهذا الحب، هذا الحب الذي هو أكبر من كل حب آخر، وهكذا تتحقق حريتي كليًّا.

الشبان الذين منحتهم اليوم السيامة الكهنوتية، لا يختلفوا عن الشبان الآخرين، ولكن جمال حب الله قد لمسهم في الصميم فلم يستطيعوا إلا أن يهبوه حياتهم بكاملها. كيف صادفوا حب الله؟ صادفوه بيسوع المسيح: في إنجيله، والإفخارستيا، وفي الجماعة أي الكنيسة. نكتشف في الكنيسة أن حياة كل إنسان هي قصة حب. هذا ما تبينه لنا الكتب المقدسة وتؤكده لنا شهادات القديسين. يأتي تعبير القديس أغسطيونس كمثال على ذلك عندما يناجي الله في كتابه الإعترافات قائلا: "لقد أحببتك متأخراً أيها الجمال القديم، الحديث، أجل، متأخراً أحببتك! أنت كنت في داخلي وأنا خارجاً عن نفسي…دعوتني وصرخت بي فانتصر صوتك على صممي" (الكتاب العاشر 27، 38).

أيها الأصدقاء الأعزاء، فلنصلّ من أجل الكنيسة – من أجل كل الجماعات المحلية- لكي تكون كحديقة مروية يمكن أن تنمو فيها وتنضج جميع بذور الدعوات التي يسكبها الله بوفرة. ولنصلِّ بخاصة لكي تزرع هذه الحديقة، بالفرح الذي يجعلنا نشعر بأننا مدعوون جميعًا، بالعطايا المختلفة. لتكن العائلات المكان الأول الذي "نتنشق" فيه حب الله الذي يعطينا القوة الداخلية، حتى في خضم مصاعب الحياة وتجاربها. إن أولئك الذين يعيشون تجربة حب الله في عائلاتهم، يحصلون على عطية لا تقدر بثمن وتثمر في وقتها. فلتنل لنا كل هذا مريم العذراء الكلية الطوبى، مثال الاستجابة الحرة والمطيعة وأم كل دعوة في الكنيسة.

***

نقلته من الفرنسية الى العربية نانسي لحود – وكالة زينيت العالمية

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية