البابا يستقبل أساقفة الولايات المتحدة المنتمين إلى الكنائس الشرقية في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرس

استقبل البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة الولايات المتحدة الأمريكية المنتمين إلى الكنائس الشرقية في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية. وجه الحبر الأعظم لضيوفه الخمسة عشر كلمة استهلها مرحبا بهم ولفت إلى أنه شاء أن يتطرق مع الأساقفة الأمريكيين إلى التحديات الروحية والثقافية التي تواجه الكنيسة اليوم في الولايات المتحدة خلال قيامها برسالة الكرازة بالإنجيل. أعرب بندكتس السادس عشر عن سروره لوجود أساقفة ينتمون إلى مختلف الكنائس الشرقية على أراضي الولايات المتحدة والتي تجسد بطريقة مميزة الغنى العرقي والروحي والثقافي للجماعة الكاثوليكية الأمريكية.

بعدها أكد البابا أنه شدد خلال لقاءاته مع الأساقفة الأمريكيين على أهمية الحفاظ على هبة الوحدة الكاثوليكية وتعزيزها لكونها الشرط الأساسي لإتمام رسالة الكنيسة في الولايات المتحدة. ثم أشاد الأب الأقدس بالجهود المبذولة للتجاوب بطريقة ملائمة مع ظاهرة الهجرة. وقال إن الجماعة الكاثوليكية هناك ما تزال تستقبل ـ بسخاء كبير ـ أفواجا كبيرة من المهاجرين الجدد وتمدهم بالدعم الرعوي والمساعدات، كما تسعى إلى تسوية أوضاعهم القانونية، لاسيما فيما يتعلق بلم شمل العائلات. ولفت البابا إلى أن الكنيسة تولي اهتماما كبيرا بمسألة إصلاح قانون الهجرة مع التأكيد على واجب احترام حقوق الإنسان وكرامته.

هذا ثم أشار بندكتس السادس عشر إلى أن الكنيسة في الولايات المتحدة مدعوة اليوم إلى معانقة وتنمية الإرث الإيماني الذي يميز جماعات المهاجرين، من بينهم القادمون من أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا وشدد أيضا على أهمية وضع برامج رعوية ترمي إلى ترسيخ الإيمان لدى مختلف الجماعات الكنسية.

وأعرب البابا عن تقديره الكبير للجهود المبذولة من أجل تشجيع المؤمنين على السير قدما ومواجهة التحديات المطروحة في مجتمع اليوم. وذكّر الأساقفة بالنداء الذي أطلقه خلال زيارته الرعوية إلى الولايات المتحدة في أبريل نيسان 2008 عندما سطر ضرورة توجيه الأنظار إلى المسيح لافتا إلى أن الكنيسة تحتاج إلى مسيرة تجدد على طريق القداسة كي تتمكن من إعلان الإنجيل في عالم اليوم.

هذا وحث بندكتس السادس عشر الأساقفة الأمريكيين على أن يكونوا قريبين دوما من الكهنة والرهبان والراهبات كي يكونوا شهودا مصداقيين لقوة الإنجيل التي تبدل قلب الإنسان. وأعرب البابا عن أمله بأن تتمكن سنة الإيمان التي ستبدأ في الثاني عشر من تشرين الأول أكتوبر المقبل لمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لافتتاح المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني من إيقاظ الرغبة لدى الجماعة الكاثوليكية في أمريكا لتستعيد إرثها الإيماني الثمين.
في ختام كلمته سأل البابا الله أن يعضد رعاة الكنيسة بالولايات المتحدة في مهمة قيادة الجماعة الكاثوليكية ثم أوكل رعاة الكنيسة ومؤمنيها إلى شفاعة سيدة الحبل بلا دنس ومنح الكل فيض بركاته الرسولية.

عن موقع راديو الفاتيكان- 18 مايو 2012