دافعوا عن النساء أولى ضحايا الهجرة القسرية

نداء الكاردينال فيليو

 

 

بقلم نانسي لحود

روما، الجمعة 25 مايو 2012 (ZENIT.org)

تشمل الهجرة القسرية عدة أشخاص من شتى أنحاء العالم ولكن تظل النساء ضحيتها الأولى. على الرغم من أنهن يواجهن الوضع "بشجاعة ملحوظة"، ولكنهن يبقين الأكثر ضعفًا وتعرضًا للاتجار بالبشر.

سعى الكاردينال فيليو خلال اللقاء الذي دار في الكرسي الرسولي يوم الخميس 24 مايو تحت شعار "بناء جسور من الفرص: بين المرأة والهجرة" الى طرح هذه المشكلة وإظهار ضرورة التزام الكنيسة والدولة لتأمين المساعدة اللازمة لتلك النساء.

شجاعة النساء

تشكل النساء النسبة الأكبر من الأشخاص الذين يفرون بسبب تأزم الأوضاع والنزاعات في بلدهم الى بلدان أخرى، فبحسب الكاردينال فيليو من بين 43 مليون شخص، 80% هم من النساء، والأطفال، والشباب.

تخوض النساء الهجرة القسرية بشجاعة مميزة، وجرأة، ويهدفن الى بناء حياة جديدة أفضل ولكنهن للأسف يعايشن أوضاعًا مأساوية تتسم بالوحشية والعنف. إن تساءلنا: ما الذي يدفع بتلك النساء الى الهرب؟ يأتي الجواب المؤسف ليعلمنا بأنه في البلدان التي تعيش نزاعات كبيرة، نكون النساء والفتيات الشابات عرضة للخطف وللممارسات الوحشية وذلك لزرع الرعب في المجتمع والسيطرة على الأرض، ولهذا الهدف "يجبرن على العبودية الجنسية" التي لا تمزق صحتهن الجسدية والنفسية فحسب بل يمكن أن تشكل خللًا على المستوى العائلي والإجتماعي.

تابع الكاردينال شرحه قائلا بأن مخيمات اللاجئين ليست كافية لتحول دون تعرض النساء للخطر، فيمكن أن يتعرضن لأي اعتداء جنسي عندما يخرجن لجمع الحطب للنار. كما يمكن للوضع المأساوي والنقص بالمواد الغذائية أن يشكلا سببًا يدفع بالنساء الى "ممارسة الدعارة للعيش".

بالإضافة الى ذلك، إن احتمال عيش حياة أفضل ضئيل، مما يطرح علامة استفهام حول مستقبل الأطفال، أو حتى التحديات التي يمكن أن تواجه النساء عندما يتنافسن مع السكان المحليين حول فرصة عمل، غالبًا من دون الأوراق اللازمة.

يجب على النساء أن "يتكيفن مع حياتهن الجديدة"، كما يجب على الأطفال أن يعتادوا على تغيّر المجتمع والثقافة، واللغة، أما الأهل فعليهم أن يندمجوا في مجتمع حيث تختلف الحياة اليومية في بعض الأحيان عن بلدهم الأم.

علاوة على ذلك، قال الكاردينال: "الإتجار بالبشر يحدث أمام أعيننا"، وشدد على أنه لا يوجد أي بلد بمنأى عن ذلك، كما يتم خداع عدد كبير من الناس من أجل " وعود مستقبلية كاذبة".

الدعم والإلتزام

خلال الإلتزام مع اللاجئين، يجب إيلاء أهمية كبيرة للمواد الأولية (كالطعام، والمأوى، والرعاية الطبية…)، ومع ذلك، شدد الكاردينال على أنه لا يجب أن نغض النظر عن كرامة الأشخاص بحسب ما قالته امرأة لاجئة: "إن مشكلة اللاجئين الحقيقية هي أننا أشخاص لديهم مشاعر. أنتم تبحثون عن حلول لأطفالنا في الوقت الذي نحتاج أشخاصًا يهتمون فعليًّا بنا".

دعا الكاردينال الكنيسة، والحكومات، والنقابات، وعدة أشخاص "للمكافحة معًا بالحوار والتعاون" الإتجار بالبشر "لإحداث فرق".

إن الكنيسة هي المعني الأول في مساعدة اللاجئين من خلال شبكاتها الدولية، فإلى جانب المساعدة المادية والإجتماعية، تعزز الكنيسة الوقاية والتوعية. إذا يدعو الكاردينال الجماعة الكنسية الى مواكبة النساء والشابات اللاجئات برعاية كبيرة واهتمام خاص للواتي جرحت كرامتهن وبراءتهن. كما شدد على أن ضحايا الإتجار بالبشر لهم الحق بالمطالبة بالعدالة والحصول على المساعدة الإجتماعية والقانونية، وتعويضات عن الضرر الذي ألحق بهم.

أخيرًا، سلط الكاردينال الضوء على مسؤولية المستهلكين، طالبًا منهم أن يعوا أنه من الممكن أن تكون المنتجات قد أنجزت "بعمل قسري". لذلك، من الضروري تواجد رموز تجارية تبيّن ظروف العمل اللائقة التي أنجز من خلالها المنتج.