كلمة قداسة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

روما، الإثنين 11 يونيو 2012 (ZENIT.org)

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان نهار الأحد 10 يونيو 2012.

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

نحتفل اليوم في إيطاليا كما في عدد كبير من البلدان، بعيد جسد الرب، وهو الاحتفال العظيم بجسد ودم المسيح، أي الإفخارستيا. من العادة، وفي مثل هذا اليوم، القيام بتطواف بالقربان المقدس في الشوارع والساحات. لقد تم تنظيم هذا التطواف في روما على صعيد أبرشي يوم الخميس الماضي، أي يوم العيد، الذي يوقظ سنويًّا لدى المسيحيين الفرح والامتنان للحضور الإفخارستي للمسيح بينهم.

إن عيد الرب هو فعل عظيم من العبادة العامة لسر الإفخارستيا الذي يبقى الرب حاضرًا فيه حتى بعد انتهاء وقت الإحتفال، ليكون دائمًا معنا، طوال الساعات والأيام. يؤكد القديس يوستينوس الذي ترك لنا واحدة من أقدم الشهادات حول ليتورجيّة الإفخارستيا، أنه بعد أن تتم مناولة المؤمنين الحاضرين، كان الشمامسة يحملون القربان المقدس الى الغائبين (راجع Apologia 1، 65). لذلك إن المكان الأكثر قدسية في الكنائس هو الذي نحفظ فيه القربان المقدس. في هذا الصدد، لا يمكنني إلا أن أفكر بتأثر شديد بالكنائس الكثيرة التي تضررت بشدة من جراء الزلزال الذي وقع مؤخرًا في إميليا رومانيا، وحقيقة أن جسد المسيح الإفخارستي في بيت القربان، بقي هو أيضًا، في بعض الحالات، تحت الأنقاض. أفكر بمودة، وأصلي من أجل الجماعات التي عليها أن تجتمع مع كهنتها من أجل الاحتفال بالقداس في الهواء الطلق أو داخل خيم. أشكر هذه الجماعات على شهادتها، وعلى كل ما تقوم به من أجل السكان المنكوبين. يبين هذا النوع من الحالات بوضوح أكبر أهمية أن نكون متحدين باسم الرب، ويظهر القوة التي تأتي من الخبز الإفخارستي، المسمى أيضًا "بخبز الحجاج". فمن اقتسام هذا الخبز تولد قدرتنا على تقاسم حياتنا وخيراتنا، وتحمل أعباء بعضنا البعض، وأن نكون مضيافين ومرحبين.

إن الاحتفال بعيد جسد الرب ودمه يبين لنا مرة أخرى أهمية السجود للقربان المقدس. وقد ذكّر خادم الله بولس السادس بأن الكنيسة الكاثوليكية تمارس عبادة الإفخارستيا "ليس خلال القداس فحسب بل أيضًا خارج الإحتفال الإفخارستي، محتفظة بالقربان المقدس بعناية شديدة، وتقديمه للمؤمنين المسيحيين، والتطواف به وسط فرح الجماعة المسيحية" (Enc. Mysterium fidei, 57). يمكن لصلاة العبادة أن تكون فعلًا فرديًّا بالسجود أمام بيت القربان، أم جماعيًّا، وحتى وسط مزامير وتراتيل، ولكن مع إعطاء أهمية للصمت الذي من خلاله نستطيع أن نصغي الى الرب الحي والحاضر في هذا السر. إن العذراء مريم هي معلمة هذه الصلاة، لأن أحدًا لم يعلم أكثر منها، كيف يتأمل يسوع بنظرة الإيمان ويستقبل في قلبه أصداء حضوره البشري والإلهي. فلينتشر بشفاعتها الإيمان الحقيقي والعميق في سر الإفخارستيا وينمو بين كل الجماعات الكنسية.

***

نقلته من الفرنسية الى العربية نانسي لحود – وكالة زينيت العالمية

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية