للأخت سامية صموئيل
من راهبات القلب المقدس
يونيو 2012
ذُكرت عبارة بعضكم بعضاً مرات عديدة في العهد الجديد ، فهي تعبر عن البعد الجماعي في حياتنا وإننا لسنا بمفردنا في علاقتنا بالله، بل هناك الآخر المخلوق على صورة الله، الذي نتعامل معه يومياً في شتى مجالات الحياة . توصينا هذه القائمة بالإهتمام ببعضنا البعض في كافة جوانب التعاملات الإنسانية، وتوضح لنا ما يجب أن نكون عليه معاً في مسيرتنا المسيحية. ولنبدأ بوصية السيد المسيح لنا، فهي الباب الذي ندخل منه إلى بقية القائمة ، وهذه الوصية هي:
"أحبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم" (يو 13 : 34 – 35 )
يدعونا السيد المسيح إلى حب بعضنا لبعض .. ويقول لنا أن هذا الحب غير عادي ولكنه على مثال حبي " كما أنا أحببتكم" هذا الحب الذي ظهر جلياً عندما خلقنا الله الآب على صورته كمثاله ، هنا يريدنا يسوع أن نحافظ على هذه الصورة التى تم خلقنا عليها. نعلن حبه للجميع، أن بذور المحبة التي وضعها الله في قلوبنا تحثنا على حب الغير. فالمحبة المسيحية ليس واجب بل وصية ، وصية عظيمة … وأمام هذا الحب الإلهي لنا ، يجب أن ننزع من قاموس حياتنا كلمات الشر .. العدو ……. الكراهية …. الأنـتقام … البغض …. الخ.
فماذا تعني هذه العبارة: "كما أنا أحببتكم " ؟
علامة الحب الحقيقي هوَ أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه.. وهذا ما فعله الرب على الصليب.. وقد يكون هذا الأمر سهلاً عندما يتعلق بأن نضع أنفسنا أو أقله عندما نضحي ونسامح ونساعد أحباءنا، وهذا ما قاله الرسول بولس:
" فإنّه بالجهد يموت أحد لأجل بار. ربّما لأجل الصالح يجسر أحد أيضاً أن يموت، ولكن الله بيّن محبته لنا لأنّه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا " (رومية 5 : 7 – 8).
لكن.. الله بيّن محبته لنا إذ مات المسيح من أجلنا ونحن بعد خطاة.. أي بعيدين عنه.. أعداء له بالفكر والقول والعمل، شتّامين، زناة، غير رحومين، غضوبين، متكبرين، محبين لأنفسنا، ، أنانيين وما إلى ما هنالك من أفعال مشابهة..
هكذا أحبّنا الرب.. وهكذا طلب منا أن نحب الآخرين بنفس الحب الذي أحبنا به.
كما أنا أحببتكم ، أي :
كما أحبّ الزانية ولم يدنها بل سامحها وأطلقها.. وكما أحبّ بطرس عندما أنكره، وكان أول من أظهر نفسه له.. كما أحب يهوذا بالرغم من معرفته المسبقة بأنه سيخونه وسيسلمه.. كما أحب الذين صلبوه، إذ قال: "يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.." ، كما أحبني وأحبك ، بالرغم من ضعفنا وتقصيرنا وحدودنا وخطايانا.
والسؤال هو : هل نحب بعضنا بعضاً كما أحبّنا الرب؟
في الواقع لا ، لكن لا ينبغي أن نظل متجمدين في مكاننا ، بل علينا أن نبدأ من نقطة ما، للعمل بوصية الرب هذه.. فإذا أردنا ان نكون تلاميذه وأن يعرف العالم ذلك ، وأن نكون أحباءه كما قال لنا، " علينا أن نسلك في المحبة كما أحبنا المسيح أيضاً وأسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة " (أفسس 4 : 31 – 5 : 2).
ماذا يعني السلوك في المحبة؟
لكي نسلك بالمحبة يلزمنا قنوات من التواصل في معاملاتنا ، يلزمنا أن تكثر بيننا المعاملات الرقيقة والروحية ، فقد أهتم الرسل في كل رسائلهم الرعوية لأولادهم بنوعية وشكل معاملاتهم لبعضهم البعض ، من خلال التوجيهات والأرشادات التي نجدها في رسائلهم إلى الكنائس المختلفة .
إن قائمة بعضنا بعضاً هي قنوات من التواصل تشرح لنا عملياً كيف نسلك في المحبة، واليكم القائمة:
1- وادين بعضكم بعضاً بالمحبة الأخوية مقدمين بعضكم بعضاً في الكرامة (رو 10:12).
2- وأما المحبة الأخوية فلا حاجة لكم أن أكتب إليكم عنها لأنكم أنفسكم متعلمون من الله أن يحب بعضكم بعضاً (1تس 9:4).
3- أن ينصح بعضكم بعضاً (رو 14:15).
4- أعملوا الخير بعضكم لبعض (1تس 15:5).
5- أحملوا بعضكم أثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح (غل 2:6).
6- إعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا (يع 16:5).
7- إقبلوا بعضكم بعضاً كما أن المسيح أيضاً قبلنا لمجد الله (رو 7:15).
8- بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً (غل 13:5).
9- بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم (فيلبي 3:2).
10- بطول أناة محتملين بعضكم بعضاً في المحبة (أف 2:4).
11- بكل حكمة معلمون ومنذورون بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب (كو 16:3).
12- تفتكروا فكراً واحداً ولكم محبة واحدة بنفس واحدة مفتكرين شيئاً واحداً (فيلبي 2:2).
13- تكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه. لأننا بعضنا أعضاء البعض (أف 25:4).
14- حين تجتمعون للأكل انتظروا بعضكم بعضاً (1كو 33:11).
15- خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله (أف 21:5).
16- سالموا بعضكم بعضاً (1تس 13:5).
17- سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة (رو 16:16).
18- طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء فأحبوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة (1بط 22:1).
19- عزوا بعضكم بعضاً وابنوا أحدكم الآخر (1تس 11:5).
20- فلنعكف إذاً على ما هو للسلام وما هو للبنيان بعضنا لبعض (رو 19:14).
21- كونوا جميعاً خاضعين بعضكم لبعض وتسربلوا بالتواضع (1بط 5:5).
22- كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح (أف 32:4).
23- كونوا مضيفين بعضكم بعضاً بلا دمدمة (1بط 9:4).
24- لا تكذبوا بعضكم على بعض (كو 9:3).
25- لا تكونوا مديونين لأحد بشيء إلا بأن يحب بعضكم بعضاً (رو 8:13).
26- لا نكن معجبين نغاضب بعضنا بعضاً ونحسد بعضنا بعضاً (غل 26:5).
27- لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضاً (فيلبي 4:2).
28- لا يتذمر بعضكم على بعض (يع 9:5).
29- لا يجازي أحد عن شراً بشر بل كل حين أعملوا الخير بعضكم لبعض وللجميع (1تس 15:5).
30- لايتكلم بعضكم على بعض بالسوء بعضكم بعضاً (يع 11:4).
31- لا يحكم بعضنا على بعض … (رو 13:14).
32- لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا (1بط 8:4).
33- أهتموا بعضكم ببعض ، متعاونين في المحبة والعمل الصالح ، وشجعوا بعضكم بعضاً.. (عب 24:10).
34- ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضاً (1بط 10:4).
35- لتزداد محبة كل واحد منكم جميعاً بعضكم لبعض (2تس 3:1).
36- محتملين بعضكم بعضاً ومسامحين بعضكم بعضاً إن كان لأحد على أحد شكوى. كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً (كو 13:3).
37- مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية (أف 19:5).
38- مهتمين بعضكم لبعض إهتماماً واحداً (رو 16:12).
39- هكذا نحن في كثرتنا جسد واحد في المسيح، وأعضاء بعضنا لبعض (رو 5:12).
عزيزي القارئ :
إن قائمة بعضكم بعضاً لا تقف عند هذا الحد ، بل يمكنك التعمق والبحث أكثر في العهدين القديم والجديد ، لتكتشف نداءات الله ووصاياه فيما يختص بعلاقتنا مع الآخر ، فعلاقتنا بالآخر هي جزء هام من علاقتنا بالله .
" ليُرفَع من بيننا كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث. ولنكون لطفاء بعضنا نحو بعض، شفوقين متسامحين كما سامحنا الله أيضاً في المسيح، فلنكن متمثلين بالله كأولاد أحباء، ولنسلك في المحبة "
هذه إرادة الله لنا أن نكون
" لطفاء ، شفوقين ، متسامحين ، متمثلين بالله ،
كأولاد أحباء، وأن نسلك في المحبة " .