البشارة الجديدة، دعوة إلى الفرح المسيحي

وثيقة عمل سينودس 2012

 

 

بقلم أنيتا بوردين

روما، الجمعة 22 يونيو 2012 (ZENIT.org)

"لنستقبل البشارة الجديدة بحماسة. ولنتعلّم أن نعيش فرحها العذب والمطمئن": هذا ما تحثنا عليه وثيقة عمل الجمعية العامة العادية الثانية عشرة لسينودس الأساقفة.

تشكل عودة البحث عن الله في المجتمع القضية الأساسية في سينودس الأساقفة 2012 (7-28 أكتوبر) حول "البشارة الجديدة لنشر الإيمان المسيحي" كعلاج للوحدة والإحباط وكدعوة إلى الفرح المسيحي.

خرج ميثاق العمل إلى النور في التاسع عشر من الشهر الجاري في الفاتيكان، وأعلن عنه أمين عام السينودس، رئيس أساقفة كرواتيا نيكولا إيتيروفيش ونائب أمين السر الإيطالي المونسينيور فورتوناتو فريزّا. وهو ثمرة استشارات أكاديمية شملت رعايا العالم والجماعات الرهبانية ونقلت إلى الفاتيكان الواقع المحلّي لكل منطقة وعرضت في الرابع من مارس 2011.

فرح البشارة الجديدة

"البشارة الجديدة، بحسب المستند المذكور، تعني أن ندرك معنى إيماننا، بأن نحمل إلى العالم كلمة الرجاء بالسلام. لا يستطيع الإنسان عيش حاضره ما لم يكن له الرّجاء، ولهذا أخذت الكنيسة هذا الدّور الرّسولي وقدّمت للعالم تجلّيا لوجه الله، الذي، هو نفسه بيسوع المسيح، أخذ الوجه الإنساني وأحبّنا حتى الغاية. بلقائنا بيسوع المسيح تلقّينا كلمات الحياة الأبدية الموجّهة لكلّ البشر، ولكل إنسان شخصيّا. ونحن، إن وعينا ذلك أم لا، فعصرنا بحاجة لهذه البشارة" (167)

تدعو الوثيقة إلى الفرح المسيحي: "إنّ غياب هذا الوعي هو السبب في ظهور مشاكل الوحشة والإحباط. ومن العوائق التي تقف بوجه انتشار البشارة الجديدة، هو بالتحديد هذا النقص في الفرح والرجاء بين البشر في زمننا الحاضر. وغالبا ما يكون هذه النّقص قويّا لدرجة أنه يضرب نسيج مجتمعاتنا المسيحية. وفي مواجهة هذه المشكلة تظهر البشارة الجديدة كحلّ يبثّ الفرح والحياة بوجه كلّ ارتباك".

يركّز البيان بنوع خاص على هذا الفرح كخاصيّة تميّز المسيحي: " لنستقبل البشارة الجديدة بحماسة. ولنتعلّم أن نعيش فرحها العذب والمطمئن، حتّى حين تبدو لنا الكرازة بمنتهى العبثيّة. بهذا سيتمكّن العالم الباحث عن الحقيقة وعن معنى لوجوده أن يلتقي ،وبدهشة متجدّدة، بشهود للإنجيل، تتجلّى فيهم ببساطة وأمانة قوّة الإيمان المسيحي"

ويختم أداة العمل بالنّداء: "لا تخافوا": هذا ما تكلّم به الرّب (متى 14،27) والملاك (متى 28,5) مشدّدا به عزيمة المبشّرين وزارعا فيهم القوّة والعزيمة. هذا ما يصرخ به أيضا المبشّرون لكل انسان، ليثبّتوه ويدعموه في مسيرته نحو الله. عسى أن تكون هذه العبارة "لا تخافوا" لغة البشارة الجديدة، ومن خلالها تستطيع الكنيسة بواسطة الروح القدس أن تعلن حتى أقاصي الأرض (أع 1،8) يسوع المسيح، إنجيل الله، لإيمان البشر".

تقوية إيمان المعمّدين

إليكم الرّابط بين البشارة الجديدة وسنة الإيمان: " من الضّروري إحياء إيماننا،هذا ما يطلبه منا البابا بندكتس السادس عشر: "يحثّنا الإيمان على أن نصبح علامات حيّة لحضور القائم من الموت في العالم عبر التّنبّه لعلامات الأزمنة في الحاضر كما في التّاريخ. ما يحتاجه العالم اليوم هو هذه الشّهادة الصادقة لكلّ الّذين استناروا بالرّوح القدس وحملوا في قلوبهم كلمة الرّب، ففتحوا قلوب وأرواح الكثيرين على الرّغبة في الله وعلى الحياة الحقّة، الّتي لا نهاية لها".

تقسم أداة العمل إلى أربعة فصول، بالإضافة إلى مقدّمة وخلاصة. وتذكّر بنوع خاص بطلب سينودسات الأساقفة السابقة بابتكار "مواثيق وأنماط جديدة لعرض الكلمة، لتصبح على مستوى فهم الإنسان المعاصر". على السينودس أن يمنح فرصة مشاركة الخبرات والتّحاليل. وتحمل الفصول الأربعة العناوين التالية: "يسوع المسيح، انجيل الله للإنسان"، "حان الوقت للبشارة كالجديدة"، "نشر الإيمان"، "إحياء العمل الرّعوي".

يتمحور الفصل الأول حول المسيح ويعرض البشارة الجديدة "كتعبير عن الحركة الدّاخلية في المسيحية، التي تريد أن تعلن الإنجيل للعالم، فتعرّفه على سرّ الله المتجسّد في يسوع المسيح".

أما الفصل الثاني فيدعو إلى "تجديد العمل الرّعوي التّقليدي" وإلى "وعي جديد" و"إبداع" و"جرأة إنجيلية" باتجاه الأشخاص البعيدين عن الكنيسة. ويحثّ أيضا على الجرأة نحو الدّعوات الكهنوتية والحياة المكرّسة.

الحاجة للخلاص

يحفّز الفصل الثالث جميع المعمّدين على بذل الجهد في خدمة البشارة الجديدة رغم العقبات. ومن العقبات ما هو داخلي: كالإيمان السّطحي أو الفردي، والنّقص في التّعليم المسيحي، والتفاوت بين الإيمان والحياة، ومنها ما هو خارجي: كالعلمانية والنزعة العدميّة ومنطق الإستهلاكيّة ومذهب اللذّة.

أمّا الفصل الرابع والأخير من ميثاق العمل فيستعرض الطّريقة المعتمدة منذ الكنيسة الأولى، الدّاعية إلى "فهم أكبر للبعد اللاهوتي، وترتيب أسرار التّنشئة المسيحيّة لتتويجها في الإفخارستيا، والتّفكير في نماذج قادرة على ترجمة عمليّة للتعمّق المرتجى"

ويبقى السّبب الأساسي لحضور قضيّة الله في المجتمع هو حاجة البشريّة للخلاص.