ونحن في انتظار الإرشاد الرسولي

السينودس ..حوار الحياة المثمر مع المسلمين

 

 

للمونسينيور بيوس قاشا

بغداد، الخميس 12 يوليو 2012

في الرابع عشر من أيلـــــــول القادم سيقوم قداسة البابا بندكتس السادس عشر بزيارة تاريخية إرشادية سينودسية إلى لبنان حيث سيوقّع وثيقة الإرشاد الرسولي الصادر عن سينودس أساقفة كنائس الشرق الأوسط "سينودس الشراكة والشهادة"، الذي عُقد في روما للفترة من 10-24 أكتوبر 2010 كما سيقوم قداسته في السادس عشر من سبتمبر القادم ايضا بتسليم وثيقة الارشاد الرسولي الى الاساقفة الاجلاء  في قداس احتفالي يقيمه في وسط بيروت ليكون رجاءً جديداً من أجل الشرق وشعوبه مسيحيين ومسلمين.

نعم، اقول أولا ..لقد أدرك قداسة البابا بندكتس السادس عشر المخاطر التي تحيق بعالم الكنيسة الشرق أوسطية، كما أدرك تخوفه من أن تفقد الكنيسة ثبات وجودها وعمق هويتها وأصالة إيمانها ونزوح أولادها وفقر مؤمنيها، فكان أن أعلن عن دعوته لانعقاد سينودس خاص بكنائس الشرق الأوسط من أكتوبر 2010، وفي هذا أصاب قداسته المعضلة في عمقها وقوة مركزها، وأدرك _ وأكيداً بقوة الروح القدس _ أنه لابدّ من سينودس يدعو الكنيسة إلى تعميق مفهوم الشركة ورسالتها في الشهادة مع الكنيسة الكاثوليكية الأمّ، وكذلك مع الكنائس الأخرى على قول بولس الرسول:"إذا تألم عضو….." (1كو26:12).

نحن والسينودس :

نعم، لقد لامني الكثيرون والعديد من رفاق الدعوة على الكتابات التي أدرجتُها على صفحات المواقع الإلكترونية في موضوع السينودس،والبالغة لحد الان اثني عشر مقالاً  سائلين ومستفسرين عن مدى أهميته وضرورته، وما الذي قدّمه السينودس لمسيحيي المنطقة،وما هي الثمار التي قطفوها أو جنوها من شجرة السينودس.

كما أقول، من حق كل واحد أن يقول ما يشاء، وأما المؤمن ، والمدعو دعوة خاصة ، عليه أن يكون رجاءً أكيداً وحاملاً لرسالة السينودس في الشركة والشهادة إلى الآخر. وكل مسيحي حُرّ في أن يتصرف بأمواله وفي كيفية رسم مستقبله وكما يشاء أو وكما يشاؤون، ولكنهم ليسوا أحراراً في أن يُميتوا الحسّ الإيماني لدعوتهم والوجودي لمسيحهم ولمسيحيتهم حيث أرادهم الرب أن يكونوا في هذه المنطقة من العالم رسلاً حاملي رسالة الحياة والحوار المثمر في هذا الزمن القاسي، عبر الرجاء وليس أن يكونوا كلمة في مجال اليأس وقطع الرجاء ، فبولس الرسول يقول:"مَن يفصلنا عن محبة المسيح: أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف…" (رو 35:8).

وأضافوا أيضاً وقالوا: بعد السينودس ، حلّت علينا كارثة كنيسة سيدة النجاة في العراق، وبعدها الهجوم على كنيسة القديسين في مصر، وحالات أخرى في بلدان مختلفة مثل النيجر وكينيا والهند. وبسبب هذه الكوارث هجر أبناؤنا بلدانهم، وتركوا أوطانهم، وبدءوا يسألون: أين نحن من مستقبل الإنسانية؟، أين أصبحنا في تقاطع الحياة؟، فالكثيرون هجروا بيوتهم وباعوا ممتلكاتهم، ولا زالت تلك الأزمة وحتى اليوم تجرّ أذيالها وتورق أفكار المربّين والأطفال والشباب، وتكتب تاريخاً سمّته "كانوا يوماً هنا".

أقولها: مهما يكن من أمر، فسينودس كنائس الشرق الأوسط ما هو إلا عنصرة الحياة، وروح المسيرة الإيمانية، حملها إلينا قداسة البابا مع الأساقفة الأجلاء عبر حسّ إيماني وفي هذا الزمن القاسي، فقد شعر الجميع أن الشراكة والشهادة كلمتان انطلقتا من الشرق… إنهما كلمتان في الرجاء، في الوحدة في عائلة مسيحية وعبر إعلان للمسيح الذي أحبّنا حتى بذل الذات… إنه فداء الحب. ولكن المشكلة ليست في السينودس وما حمله إلينا، المشكلة فينا أولاً كوننا نسمح للعولمة وللحياة الهانئة ولمسيرة الذهب ولقطعة الفضة وأخرى أن يعملوا فينا ، فنكون عبيداً لهم ولمصالحهم ومصالحنا، وننسى أن المسيحية كانت قبل كل شيء شركة وشهادة أمام الذين قتلوا شهداءنا واضطهدوا مؤمنينا ،  منذ أن انطلقت شرارة الروح القدس تعمل في رسل الرب ، وعلى العيش مع الأخر المختلف ، ولا يجوز ان نماشي نياتنا وكأننا نملك ناصية الدنيا وننسى أنّ الرب هو المالك القدير ، فالمسيح يسوع علمنا على حب المختلف عن ايماننا والغريب عن أفكارنا ، وعلينا ان ندعو الجميع أخوة لنا وليس أن نقول لا نستطيع مقاسمة إلا حياتنا ، فهذا بؤس وشقاء وربما يكون العيب فينا وليس في المختلف عنّا . 

فمسيرة الاضطهاد كانت ولا زالت وستبقى ،كون كلام المسيح لم يقال لنا لساعة من الزمن أو لفترة من السنين أو لعدد من الأجيال ، بل للمسيرة حتى النهاية… إنه هو هو أمس واليوم وإلى الأبد (عبر    ). إذن المشكلة فينا، وربما أيضاً تكمن في الذين حملوا حقائبهم وعادوا إلينا كما رحلوا، ولم يضعوا حقائق السينودس ومسيرة الأعمال أمام المؤمنين في كنائسهم ومعابدهم، ربما لانشغالات الزمن أو لضيق الوقت أو لأمور أخرى هم لها ملوكها، وربما الأوضاع التي نعيشها في عدد من بلداننا الشرق أوسطية والتي تفتش عن السلام الضائع جعلتنا أن نكون في سؤال مواجهة للإرشاد الرسولي الذي هو ثمرة الحوار السينودسية اليانعة.

هذه حالنا :

من المؤكد أننا نخاف الآتي وإنْ كنا لا نبالي به، أقولها حقيقة وليس شؤماً، فمسيرتنا نحوه جبراً شئنا أم أبينا كوننا لا نملك من مقومات تجعلنا أن نُصلح ما أفسده الدهر وما شوّهه صاحب السلطان وذو الضمير الفاسد وأمير المصلحة الأنانية بتدمير الآخر وإنْ كان على حساب الحقيقة… فالأحداث تسير، ونحن نعيش في قلق الزمن وهاجس الآتي، وما يخبئه لنا أصحاب القرار وكأننا عبيد لا نملك سوى الطاعة ولا نملك شيئاً سوى أصوات ليس إلا، والزمن يفرض علينا الطاعة وأية طاعة ، طاعة الأذلاّء. ليس لأننا لا يمكننا أن نقف ندّاً تجاه هذا السيل العارم من المصالح والذي يهتك بحقيقة حياة المسيحيين، أصلاء الأرض وكتّاب حضارتها ومدرّسي ثقافتها ومؤسسي عمرانها وواضعي قوانينها، فيُطرَدون من بلدانهم وأوطانهم، فيكونوا مهاجرين في درجات مختلفة ليقفوا على أبواب الأقوياء _ خانعين، ربما في شمس ملتهبة _ صفوفاً ينتظرون قوت أيامهم، والباقون وإنْ كانوا قليلي العدد هم أمناء لرائحة ترابهم وحب وطنهم وإنْ لفظهم شعبهم حتى في وجودهم، ولكنهم حملوا السينودس ونعمته الرسولية وحسّه الإيماني ليكونوا دوماً شهداء للزمن وشهوداً لحقيقة الحياة، والحوار المثمر مهما كان صاحب القرار قاسياً، مصلحياً، مُحباً لأفكاره ومخططاته، وظالماً لفقراء الكلمة الصامتة… فالمسيحيون الفقراء هم أناس يتأملون بصمتهم ما الذي يحصل، ولماذا هذا كله!. فبالصمت والأيمان وليس بقساوة الحياة وعنف الفكر فنزرع الشقاق والخصام وكأننا نحن يجب أن نكون وليس غيرنا ، وفي ذلك تشويه لوجه الخالق .

إن حضورنا المشرقي كان حضوراً مشرقاً، والدور الريادي الذي لعبه أبناؤنا في بلدانهم يقرّ به التاريخ كما يعترف به أوفياء البلد وإنْ كنا بعددٍ ما. ومن المؤسف أن هناك مَن يستهزأ بنا مدّعياً أننا أعداد وأرقام ليس إلا، مما يستوجب تسليم كل مسؤولياتنا بأيديهم ويقودوننا كما يشاؤون وحينما يشاؤون ومتى ما يشاؤون، فنقدم البسطاء هدايا لمآرب كبار الزمن ومصالحهم ليس إلا،  بعد أن كشفنا لهم أسرار مشاكلنا، وفتشنا عن أنانيات مصالحنا، ونسينا أن الحقيقة تكمن في الشراكة والوحدة وليس في الأنا والإنفرادية المزيَّفة صاحبة الدعاية الكاذبة أو حاملة المركز المرموق… فتراه يعيش من أجل مصلحة حزبه وحركته وإمارته ومجلسه وتنظيمه، وكأنه أقيم قيّماً أو وصيّاً على الآخر، فتضيع النحن في الأنا، ويصورون الأنا تزييفاً بنحن، ولن يبقى لنا كلمة واحدة ولا رأي واحد، بل كلمات متبعثرة بل متقاطعة، ولهم آراء متعبة لا تتفق حتى مع الاتفاق، فيأكل الهزل فينا، ويتفرج علينا مَن كانوا يوماً طلابنا.

السينودس حوار الحياة المثمر:

نعم، في خضمّ هذه الصراعات النفسية والوجودية جاء السينودس حاملاً المحبة بدل الحقد، والتسامح بدل الكراهية، والحوار بدل الانغلاق، وخطاب التعايش بدل صكوك الطرد والاضطهاد، مؤكداً بذلك قول قداسة البابا بندكتس السادس عشر حينما قال في حديثه في افتتاح سينودس كنائس الشرق الأوسط "شركة وشهادة": عليكم أيها المسيحيون أن تثابروا على حوار الحياة المثمر مع الجميع، وبالخصوص مع الأخوة المسلمين. ففي التوصية الثانية والأربعين من توصيات السينودس، يوصي السينودس في العلاقة مع ألأخوة الإسلام "يتشارك المسيحيون والمسلمون معاً في الشرق الأوسط في الحياة والمصير، ومعاً يبنون المجتمع. لذلك من المهم تعزيز مفهوم المواطنة وكرامة الشخص البشري والمساواة في الحقوق والواجبات والحرية الدينية التي تتضمن حرية العبادة وحرية الضمير " .

إن هذا العالم، عالم مطبوع بتهديدات العنف والإرهاب. وما يحصل في زمننا تسوده إمارات الموت والضياع، فكَثُرت مصائبنا، وأصبحت مشاكلنا وكأنها استؤصلت في داخلنا، وأصبحنا بلا حركة ولا هران تجاه الحالة النفسية التي غلبت علينا، ولا نعرف تشخيص الداء بالضبط كي نصف الدواء الناجع واللازم.

وفي مجتمعاتنا المشرقية، مسيحيون وإسلام، كنا ولا زلنا توأمان لم ينفصلا يوماً ما إلا هذه السنين وخصوصاً بعد الاحتلال عام 2003، وكنا ننتبه أنْ لا نشوّه مسيرتنا الأخوية المشتركة ولا حقيقة إيمان كل واحد منا. كنا نتبادل الاحترام ولا زلنا حتى اليوم وإنْ بطريقة تراقبية، ففي ذلك تدخل مصداقية الأديان في قالب المَحَكّ، ونبقى نتساءل عن جدواها وعن مدى انسجامها مع ذواتنا، فكما يقول الكاردينال بول بوبار:"إن العالم اليوم بحاجة إلى مسيحيين ومسلمين، يتبادلون الاحترام والتقدير، كما يؤدون شهادة المحبة والعمل معاً لمجد الله وخير جميع البشر".

الحوار المثمر… حوار الحقيقة:

يناشد قداسة البابا بندكتس السادس عشر قائلاً: على المسيحيين والإسلام مواصلة طريق الحوار انطلاقاً من كوننا أولاداً لله الواحد، الخالق الأسمى. إن الحوار الحقيقي صخرة لبناء العلاقة المتينة بين الحضارات والأديان. وفي كل حين يدعو قداسته إلى هذا الحوار من أجل إقامة جسور الصداقة بهدف نشدان الخير الحقيقي لكل إنسان، كونه نابع من العقل النيّر في حوار صادق وأصيل، حوار مبني على الفكر ومحبة الله ومحبة الآخر.

إن تعزيز الحوار هو الطريق الأكيدة في العيش الأخوي، فقد أكد المطران مايكل فيتسجيرالد رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في 27 أيلول 2005 قائلا: إن الكنيسة تنظر باحترام لجميع الأشخاص، وتقدر ومضات الحقيقة الكامنة في تقاليد الأديان غير المسيحية الأخرى. فالحوار مع باقي الأديان الأخرى لا يعني التخلي عن هويتنا المسيحية الكاثوليكية لتسهيل علاقاتنا مع الآخرين، وإن الاختلافات بين الأديان تدفع الكنيسة لاكتشاف أكبر لعظمة إيمانها، وبنوع خاص سر تجسد المسيح "… فالحوار مع الأديان الأخرى لا يدمّر هذه الحقيقة الإيمانية إنما يدفعنا إلى الواجهة، لأن إعلان كلمة الإنجيل هو حوار مع العالم، ومن حق كل واحد البحث عن الحقيقة، ولكن حسب ضميره الشخصي والمسؤول.

الحوار المثمر… حوار التبادل:

إذا ما كان الحوار صادقاً وليس كبرياءً، يكون تبادل الآراء بالحسنى وبكلمة صادقة، تزول الفوارق وتتلاشى الأحقاد، ويرى كل إنسان في الآخر تتميماً له وليس نقيضاً. فالحوار وحده يعبّر عن احترام الآخرين، ويحفظ المصالح المشتركة دون الحاجة للجوء إلى العنف، وهو وحده يجعلنا أن نتخطى كافة التوترات بروح تفاهم ومثمر من أجل بناء وإقامة علاقات حقيقية وصادقة، كما يحث الجميع إلى سبيل الصفح والغفران والمصالحة وتتوِّجهنّ المحبة، ودون هذه الصفات الأساسية في ركيزة الحياة لا يمكن بناء السلام الحقيقي الذي تنشده شعوب الأرض قاطبة. نعم، إن المسيحيين ينظرون إلى الأخوة الإسلام نظرة تقدير ومحبة، رافضين كل أحكام سلبية مسبَقَة ضدهم، وإنهم مدعوون إلى أن يكتشفوا معاً القيم الدينية عند بعضهم البعض، وهكذا يقدمون للعالم صورة عن اللقاء الإيجابي وعن التعاون المثمر بين مؤمني هاتين الديانتين من خلال مناهضتهم المشتركة لكل أنواع الأصولية والعنف باسم الدين.  

 الحوار المثمر… رسالة سماوية :

يقول قداسة البابا بندكتس السادس عشر: إن الحياة، لاسيما الحياة البشرية، هي مُلْكٌ لله وحده. ولذا فكل مَن يتعدى على حياة الإنسان فكأنه يتعدى على الله نفسه. وعندما يفقد الإنسان معنى الله فهو يجنح إلى فقدان معنى الإنسان أيضاً وكرامته. فحياة الإنسان هبة من عند الله، وعبر الحوار تُبنى الحياة، كونه رسالة سماوية رسمها الله لنا، كما يسهم إسهاماً فعّالاً في أبعاد شرح الحروب والنزاعات الدينية والاجتماعية التي تُدمي قلب البشرية… إنها رسالة الاعتراف بهبة الله إلى الآخرين في حفظ حقوقه وكرامته وإنسانيته ومسيرة إيمانه.

من المؤكد أن الدين حوار ورسالة السماء إلى الأرض من أجل الإنسان في عيش مبادئ وقيم الحق، كي لا يسمح مجالاً للذين نصّبوا أنفسهم ناطقين بلسان الحق، ويحلّلون ويحرّمون كما يشاؤون، ويفسّرون جانباً لأجلهم ويقفلون جوانب أخرى، ويرفعون شعارات التعصب والانكفاء وإلغاء الآخر، ويدعون إلى فرض لائحة من اللاءات والمحرَّمات، فيصبح الحوار حالة سلبية، بل حالة هدم، بل إلى قنابل عنقودية تنفجر في أي تناقضات.

نعم، طريق الحوار دعت إليه الكنيسة ولا زالت عبر أحبارها العِظام وعلى مرّ أزمنة التاريخ، وبالخصوص الالتفاتات الإنسانية والكنسية التي بدأها نبي الرجاء وخادم الله البابا يوحنا بولس الثاني طوال فترة حبريته تجاه جميع الأديان غير المسيحية، وبالخصوص مؤمني الديانة الإسلامية، ومن هؤلاء الأحبار أيضاً البابا بندكتس السادس عشر المالك سعيداً الذي يعمل جاهداً على تنمية الحوار بين الشعوب والديانات المختلفة، إيماناً منه بأن السلام يصنعه الحوار، وحاثّاً جميعَ سامعيه وقارئيه ومشاهديه إلى سلوك السبيل الوحيد للعيش المشترك، ألا وهو الحوار… نعم، الحوار الصادق والحقيقي، والمبني على احترام كرامة كل كائن بشري، وبالخصوص بين أبناء الديانات المختلفة.

كي يكون الحوار مثمراً :

يجب أن لا يكون خياراً إضافياً كما يقول البابا بندكتس السادس عشر، بل يجب أن يكون ضرورة حيوية يتوقف عليها مستقبلنا. ومن المؤكد أن الحوار ليس سهلاً وخالياً من الصعاب، كون الأحكام المسبقة وسوء التفاهم في قبول رأي الآخر قد يشكّلان عائقاً في وجه الحوار… لذا، فالمسيحيون والإسلام مدعوون جميعاً للمضي قُدُماً مهما اشتدت الصعاب، وهما علت الأصوات في بناء حوار حقيقي مبني على الحقيقة، ومتّخذاً من الحقيقة الرغبة في معرفة أفضل للآخر، وفي احترام خيارات كل إنسان وخاصة المتعلقة منها بالقيم الأساسية وبالقناعات الدينية الشخصية.

ألم يحن الوقت، قال قداسة البابا، وقد دخل المسيحيون والمسلمون في مرحلة جديدة من التاريخ لتعزيز الروابط الروحية التي تربطنا، لكيما نسعى سوية لحماية المبادئ الأخلاقية، مبادئ السلام والحرية.

نعم، إن دعوتنا في الحقيقة تكمن في حوار مشترك، حوار المحبة. فنحن وكلاء لرسالة السماء، وعلى الوكلاء أن يكونوا أمناء في حمل كلمة الحوار… القلب النابض لحياة الزمن ولمسيرة الروح ، ففي ذلك يكون الحوار مثمراً والطريق سالكة لعيش الحياة في المحبة والشراكة والأخوة والشهادة والتسامح .. نعم وآمين .