البطريرك لحّام: نصلي لأجل أمن وأمان السوريين وإنهاء العنف

دمشق – المركزية
وجّه البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والأسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك رسالة لمناسبة صوم العذراء أو "قطاعة السيدة" وشهر رمضان بعنوان، "المسيحيون والمسلمون يصومون ويصلون معاً".

وقال: "إلى الإخوة السادة الأساقفة أعضاء مجمعنا المقدس في الشرق العربي وفي العالم أجمع وإلى أبنائنا الكهنة والرهبان والراهبات وإلى أبناء رعايانا الروم الملكيين الكاثوليك، "سلام الرب الذي يفوق كل سلام يحفظ قلوبكم ونفوسكم. من جديد يصوم ويصلي المسلمون والمسيحيون معا في وقت واحد، وهذا من أجمل علامات عيشهم المشترك وتلاحمهم".

أضاف: "منذ أيام بدأ المسلمون صوم رمضان، الشهر الفضيل (20 تموز- 20 آب)، وبعد أيام (1-15 آب) يبدأ المسيحيون صوم السيدة العذراء أو قطاعة السيدة. إنه صوم فصل الصيف، يتمم أصوام الفصول الثلاثة الأخرى: صوم الخريف أو صوم الميلاد (40 يوما)، وصوم الشتاء أو الصوم الكبير قبل عيد القيامة (40 إلى 50 يوما)، وصوم الربيع أو صوم الرسل في شهر حزيران (من 20 إلى 25 يوما)".

وتابع: "صوم العذراء أو قطاعة السيدة هو من الأصوام المحببة إلى قلوب العائلات المسيحية. في هذه الأيام المقدسة تقام صلاة التعزية أو الابتهال، وتسمى باليونانية "الباراكليسي"، وهي صلاة شعبية تملأ القلب رجاء وتعزية وفرحا، تقام لأجل نيات متنوعة، وبنوع خاص لأجل المرضى والجرحى والأسرى والمسافرين والمعوزين واليتامى والمشردين والموتى الراقدين.

ندعو الجميع ولاسيما في أبرشيتنا البطريركية الدمشقية، إلى أن يشتركوا في هذه الصلاة لأجل النيات التي ذكرناها وإلى أن يقرنوها بعبادة الصوم والتوبة. على هذا النحو تنضم أصوات الصلوات بعضها إلى بعض، صلوات المسلمين والمسيحيين، مع أصوامهم وعباداتهم وأناشيد حمدهم، في الجوامع والكنائس وفي المعابد والبيوت.

نصلي بنوع خاص لأجل أمن وأمان جميع السوريين، لأجل إنهاء أعمال العنف التي تزرع الرعب في الأحياء الآمنة، مسببة نزوح الكثيرين من بيوتهم وأرزاقهم. نصلي لأجل عودة المحبة والألفة والتضامن والتراحم بين جميع المواطنين. إن السوريين لا يزالون قادرين على المحبة والصفح والمصالحة والتسامح. إنهم قادرون على أن يبنوا معا سورية المتجددة الحرة الآمنة المسالمة التي يجتمع فيها جميع المواطنين من كل فئة ودين وانتماء، بالحرية والكرامة وبفرص العمل والتحصيل العلمي. إنهم قادرون على العمل معا من أجل ازدهار بلدهم وتقدمه ومن أجل مستقبل أفضل لهم جميعا.

لنصل معا ضارعين ومنشدين: "خلص يا رب شعبك وبارك ميراثك، مانحا العالم السلام، ومانحا سورية السلام. واحفظ بصليبك رعيتك". ولنطلب من أجل جميع الصائمين في هذه الأيام المباركة قائلين:

"لأجل الذين يقومون بعبادة الصوم والصلاة والتوبة، تكفيرا عن الخطايا، أن تنير أذهانهم وتتقبل عباداتهم وتثبت في قلوبهم الإيمان والمحبة الصادقة. إليك نطلب يارب فاستجب وارحم.

– لأجل إخوتنا المسلمين الذين يرددون في صلاتهم وزكاتهم اسمك الكريم بإيمان وتقوى. أن تتقبل عباداتهم وتشرق عليهم نور روحك القدوس. وتضيء في قلوبهم طريق المحبة والفداء والسلام. إليك نطلب يارب فاستجب وارحم.

– لأجل أن تجود علينا بالطمأنينة والسلام. وتملأنا روحا قدوسا. وتلبسنا قوة من العلاء. لنكون لك شهودا في العالم أجمع. إليك نطلب يارب فاستجب وارحم.

– لأجل كل نفس مسيحية حزينة، محتاجة إلى رحمتك ومعونتك، أن يكون لها المسيح تعزية وشفاء. إليك نطلب يارب فاستجب وارحم.

– لأجل الرؤساء وجميع المسؤولين، أن تنير أذهانهم وتهديهم جميعا سبل التفاهم والتعاون الفعال لإصلاح الأمور وتحسين الأوضاع الاجتماعية. إليك نطلب يا رب فاستجب وارحم.

– لأجل جميع المواطنين أن تنعم عليهم بالإيمان والمحبة، وتثبت في قلوبهم ما هو للتفاهم والسلام. إليك نطلب يا رب فاستجب وارحم.

– لأجل جميع المسيحيين أن تثبت في قلوبهم الإيمان المستقيم، وتحفظهم من ثورات البدع وتجمعهم في كنيستك، مظهرا إياهم أبناء النور وأبناء النهار. إليك نطلب يا رب فاستجب وارحم.

– لأجل الكنيسة المقدسة التي أقمتها نورا للعالم، أن تهتدي بها جميع الشعوب إلى معرفتك وإلى الحياة الأبدية. إليك نطلب يا رب فاستجب وارحم".

وختم البطريرك لحام: "صوم مبارك للجميع مع محبتي وبركتي".