إنّ العلمانيين مسؤولون أيضاً عن الكنيسة

بندكتس السادس عشر يدعو إلى "تغيير النظرة" إلى دور العلمانيين

 

 

بقلم آن كوريان

روما، الأربعاء 29 أغسطس 2012 (ZENIT.org).

صرح بندكتس السادس عشر بأنّ العلمانيين مسؤولون أيضاً عن كيان الكنيسة وعملها مقدّماً "مراجع" عن دورهم وهو يحثّهم على الالتزام "بهدف الكنيسة الرسولي" و"بالاتحاد" مع الكهنة.

توجّه البابا برسالة إلى المطران دومينيك سيغاليي، المساعد العام للمنتدى العام للحركة الكاثوليكية، وذلك في إطار التجمّع العادي السادس لهذا المنتدى الذي افتتح في 22 أغسطس 2012 في "ياش" في رومانيا تحت عنوان "المسؤولية الكنسية والاجتماعية".

دعا البابا إلى "تغيير النظرة" وخصوصاً فيما يخصّ دور العلمانيين في الكنيسة، والذين يجب "اعتبارهم أشخاصاً مسؤولين فعلياً عن كيان وعمل الكنيسة وليس مجرّد معاونين للإكليروس".

المسؤولية المشتركة في الكنيسة

يحثّ بندكتس السادس عشر العلمانيين على "الالتزام بالعمل من أجل مهمّة الكنيسة" كما من أجل "الصلاة والدراسة والمشاركة الفعلية في الحياة الكنسية" وذلك مع التمتع "بنظرة متنبّهة وإيجابية عن العالم طوال البحث المستمر عن علامات الأزمنة".

كما يشجّعهم على "المباشرة في خدمتهم للكنيسة بكرم" و"عيش مواهبهم التي من شأنها أن تساهم في هدف الكنيسة الرسولي بأكمله مع الحفاظ على التوازن بين الكنيسة العالمية والكنيسة المحلية".

بالإضافة إلى ذلك، يدعوهم البابا إلى "فهم الخيارات الرعوية للأبرشيات والكنائس والمشاركة فيها، مع تعزيز فرص اللقاء والمشاركة مع العناصر الأخرى للجماعة الكنسية بالإضافة إلى خلق علاقات أمل واتحاد مع الكهنة من أجل جماعة حيّة تعيش الخدمة الأسرارية والتبشير".

في هذا السياق، إنّ العلمانيين مدعوون للعمل "بروح اتحاد مع خليفة بطرس وليكونوا مسؤولين ناشطين مع الكهنة".

الاتحاد مع الكهنة

بالنسبة إلى بندكتس السادس عشر، لتكون المشاركة في المسؤولية ممكنة "يجب الاعتراف بعلمانية ناضجة وملتزمة وقادرة على المساهمة في المهمّة الكنسية مع احترام مهام وموجبات كلّ من الأفراد في الحياة الكنسية والبقاء على اتحاد ودي دائم مع الكهنة".

أضاف البابا أنّه إذا كان على العلمانيين "المضي في درب القداسة هذا" فهم ليسوا بمفردهم إنّما "يرافقهم الكهنة والمسؤولون القادرون على تعليم المشاركة في المسؤولية الكنيسة والاجتماعية".

بناءً على هذه النقطة الأخيرة، ذكّر البابا مستشهداً بالدستور العقائدي "نور الأمم" بأنّ العلاقة بين العلمانيين والكهنة يجب أن تكون "عائلية": "فمن المهم التعمّق وعيش روح الاتحاد العميق مع الكنيسة وهي ميزة بدايات الجماعة المسيحيّة. 

مسؤولية مشتركة تجاه المجتمع

إن العلمانيين مدعوون "إلى بناء علاقات حقيقية مع الجميع" بدءاً من "داخل العائلة" و"ليكونوا جاهزين للمشاركة على جميع أصعدة الحياة الإجتماعية والثقافية والسياسية وذلك بهدف الخير المشترك".

يعتقد بندكتس السادس عشر بأنّه يجب أن تكون حياتهم "شفافة"، "يقودها الإنجيل" و"ينيرها اللقاء مع يسوع المسيح المحبوب والتابعين له بدون خوف".

كما شجّعهم على "تحسين جوانب دعوتهم كعلمانيين على الدوام بطريقة جدية ويومية" و"دعاهم ليكونوا شهوداً شجعان وموثوقين أينما كانوا في المجتمع".

وقد أفاد البابا أنّه بالنسبة إليهم، الإنجيل هو "نور يعود بالرجاء في أوقات المحن والصعوبات والظلمة" التي تواكب عالم اليوم.

لذلك، يحثّهم ليكونوا في باطن العالم "مختبر عولمة للتضامن والمحبّة" وليتحلّوا "بالشجاعة لتحقيق المقترحات المتطلّبة" بهدف "النمو مع الكنيسة في المشاركة في مسؤولية تقديم مستقبل للبشرية يملأه الأمل".