قضيّة خطف شهباز تاسير

لا يزال ابن الحاكم بونجاب الذي قتل بسبب انتقاده قانون التجديف، مخطوفاً

 

 

بقلم ماري يعقوب

روما، الأربعاء 5 سبتمبر 2012 (ZENIT.org).

نكتب التاريخ وندرسه ولكن يبدو أننا لا نتعلّم من أخطائنا! لطالما انتقدنا القتل بشكل لاذع واعتبرنا بأنه لا تبرير للقتل لأن الحياة منحت لنا ولذلك علينا الاعتناء بها ولا يحقّ لنا التصرّف بها، واعتقد بأن هذا هو ما تريده جميع الأديان، ومن بينها الإسلام، ولا يجوز نظراً لما يحدث اليوم، نسيان من يدافع عن الحياة ومن يعتقد ان القتل العشوائيّ هو أمر بربريّ وجريمة فعليّة.

ولذلك علينا ان نتذكّر، نظراً للقضيّة التي تقلقل العالم اليوم، والمتعلقة بالطفلة المختلّة عقليّاً المتّهمة بالتجديف في الباكستان، سلمان تاسير، الحاكم الباكستاني الذي وبكل شجاعة وقف بوجه العنف مناقضاً قانون التجديف، والذي قتل على يد مرافقه الشخصيّ في 4 يناير 2011. وعلى الرغم من أن قضيته جالت العالم فقد نسينا اليوم عائلته وبالأخص ابنه شهباز الذي بدوره تمّ خطفه، وهذا للأسف ما يجري في الباكستان، فقد حكم على هذه العائلة بالعذاب من جيل إلى جيل بسبب وقوفهم ضد قانون التجديف.

لا يزال منذ عام شهباز مخطوفاً على يد اسلاميين يطالبون اليوم، عبر التفاوض الذي يجري معهم، إطلاق سراح بعض المساجين مع فديّة. ولـشهباز تاسير صفحة تويتر، عالقة منذ 25 أغسطس 2011، فيها صورة له قد رسم على وجهه علم الباكستان، وشعار كتب فيه: "أنا ابن أكثر الرجال شجاعة في الباكستان. مشجّع فريق المنشيستر يونيتد. رائد فضاء لم يزر القمر يوماً". 

أمّا ما هو محزن جدّاً، مع هذه المفاوضات، هو صمت الغرب بهذا الشأن. لأن العالم ترك هذه العائلة بمفردها. وبهذا الشكل يجعل من مواجهة قانون القتل بسبب التجديف قضيّة مسيحيّة فقط، وبالتالي اضعاف المسلمين في الباكستان الذين يرغبون ببناء دولة جديدة مختلفة.