الزواج والعائلة هما محرّكا التطوّر لاجتماعي

بندكتس السادس عشر في حديث مع "الوسط الديمقراطي الدولي"

 

 

بقلم ريتا قرقماز

روما، الجمعة 28 سبتمبر 2012 (ZENIT.org)

كيف نحافظ على التعايش في المجتمع؟ ما هو دور المسيحيين في التطوّر الاجتماعي؟ على ماذا يعتمد هذا التطوّر؟ هذا ما تحدّث عنه بندكتس السادس عشر في لقاء مع المشاركين في أعمال اللجنة التنفيذية التابعة للوسط الديمقراطي الدولي الأسبوع الماضي في المقر الصيفي كاستل غاندولفو.

استهلّ قداسة البابا بندكتس السادس عشر حديثه بالتكلّم عن الوضع الاقتصادي الحالي المقلق حيث دعا المسيحيين إلى التفتيش عبر التاريخ عن "وجود الله الدائم والغامض" موضحاً ضرورة التفتيش عن "أساس أخلاقي متين" في المجتمع، لذلك على المسيحيين أن يركّزوا على "التفتيش عن الخير العام" وعن سبل  "لتعزيز كرامة الإنسان وحمايتها". 

أضاف البابا أنّ المسيحي مدعو للتركيز على "احترام الحياة في كل مراحلها، منذ الولادة وحتى الموت الطبيعي مع رفض الإجهاض والموت الرحيم وغيرها من الممارسات لتحسين النسل". يعتقد بندكتس السادس عشر أنّ مثل هذا الالتزام يعتمد أولاً على "احترام الزواج الذي يُعتبر وحدة متماسكة بين رجل وامرأة وأساس جماعة الحياة العائلية".

علاوة على ذلك، قال البابا أنّ "تطوّر المجتمع الحقيقي" لا يمكن أن يحصل بدون "سياسات حماية الزواج والجماعة الناتجة عنه وتعزيزهما". فالحياة "مبنية على الزواج ومنفتحة على العالم" وهي بالتالي مكان "للمشاركة والاحترام والحب غير المشروط" كما أنّها "المكان الأساسي والأكثر تأثيراً لنشأة الفرد" إذ أنّها "الجذور التي تغذّي الشخص والتعايش في المجتمع ككلّ".

وأخيراً تحدّث بندكتس السادس عشر عن "التزام المسيحيين في المجتمع" الذي عليه أن "ينتشر بحيوية متجددة نظراً إلى تفاقم الأوضاع المهيمنة" مذكّراُ بأنّ "نظام الأشياء يجب أن يتبع نظام الأشخاص لا العكس" إذ أنّ نظام الشخص "أساسه الحقيقة ويبنى على العدالة ويحيا في الحب" إنّه نظام لا يمكن أن يتحقق بدون التنبّه إلى كلمة الله وتعاليم الكنيسة وذلك من جهة الأشخاص الذين يرتكزون على القيم المسيحية في أعمالهم".