كلمة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

أنتم لا تعلمون ما تكون حياتكم غدًا. فإنكم بخار يظهر قليلا ثم يزول"

 

روما، الإثنين 1 أكتوبر 2012 (ZENIT.org)

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في الباحة الداخلية للقصر الرسولي الصيفي نهار الأحد 30 سبتمبر 2012.

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

يقدم إنجيل هذا الأحد، مرحلة من مراحل حياة المسيح التي وإن جاز التعبير، قد نمر عليها مرورًا سطحيًّا، إلا أنها تحوي معنى عميقًا (مرقس 9، 38- 41). يتناول النص رجل، ولم يكن ممن يتبعون يسوع، ولكنه كان قد طرد شياطين باسمه. أما التلميذ يوحنا، الشاب المتحمس، فأراد أن يردعه، إلا أن يسوع على العكس لم يسمح له، بل استغل هذه الفرصة ليعلّم تلاميذه أن الله يستطيع أن يتمم أشياء جيدة أو حتى مذهلة، حتى خارج دائرتهم، وأننا نستطيع أن نساهم بملكوت الله بطرق مختلفة، بما في ذلك من خلال تقديم كوب بسيط من الماء لمبشر (الآية 41).

يكتب القديس أغسطينس عن هذا الموضوع: "بالطريقة نفسها التي يمكننا فيها أن نجد ما ليس كاثوليكيًّا في الكنيسة الكاثوليكية، هكذا بإمكاننا أن نجد ما هو كاثوليكي خارج الكنيسة" (Augustin, Sur le baptême contre les donatistes: PL 43, VII, 39,77). لذلك، يجب على أعضاء الكنيسة ألا يشعروا بالغيرة، بل أن يفرحوا إن كان أحد ما من خارج الجماعة يفعل الخير باسم المسيح، بشرط أن يفعله بنية حسنة وباحترام.

في داخل الكنيسة أيضًا، يمكن لهذا أن يحدث في بعض الأحيان، عندما نجد من الصعب تقدير، بروح شراكة عميقة، الأشياء الحسنة التي تممتها فعاليات كنسية مختلفة. لكن يجب علينا جميعًا أن نكون دائمًا قادرين على تقدير واحترام بعضنا البعض، مسبحين الرب "لمخيلته" اللامحدودة التي تعمل في الكنيسة والعالم.

يتردد في قداس اليوم أيضًا صدى الإهانة التي وجهها التلميذ يعقوب الى الأغنياء غير الشرفاء، الذين يضعون سلامتهم في الثروات التي كدسوها من كثرة الإساءة (يعقوب 5، 1-6). في هذا الصدد يؤكد القديس سيزار دارل في كلمته بالقول: "لا يمكن للغنى أن يؤذي رجل طيب، لأنه يعطي برحمة، ولا يستطيع الغنى أن يساعد رجل شرير طالما يحافظ على ثروته بجشع أو يبددها ويهدرها" (Sermons 35, 4). إن كلمات التلميذ يعقوب، التي تحذر من رغبة المحافظة بلا جدوى على الخيرات المادية، تشكل تذكير قوي لاستخدام هذه الخيرات لسبيل التضامن والخير العام، والعمل دومًا بعدالة واحترام على جميع المستويات.

أصدقائي الأعزاء، بشفاعة العذراء الكلية الطوبى، فلنصل لكي نعرف كيف نفرح بكل عمل ومبادرة خير، من دون حسد وغيرة، واستخدام الخيرات الدنيوية بشكل حكيم في البحث الدائم عن الخيرات الأبدية.

***

نقلته من الفرنسية الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية