سنة الإيمان ورعوية الصحة

التفكير في ديناميكية "المعالجة" و"الشفاء"

 

 

روما، الأربعاء 3 سبتمبر 2012 (ZENIT.org).

صرّح المطران لورينزو لوزي، الأسقف المساعد في روما وممثل اللجنة التابعة لرعوية الصحة ، في مداخلة له خلال المؤتمر الأبرشي للأفراد المشاركين في رعوية الصحة قائلاً إنّ سنة الإيمان هذه هي "فرصة لمواجهة التفرقة الأساسية بين "المعالجة" و"الشفاء" وذلك بطريقة صارمة وبدون تردد". كما طرح مسألة دور الكنيسة ومكانها اليوم في العالم الاجتماعي والطبي.

ففي القدم كان الدين يساعد على المحافظة على جمع "المعالجة" و"الشفاء" والتي من شأنها دعم أولوية الإنسان فيما يخص التدخّل الاجتماعي والطبي. وفي المجتمع الذي ولد بعد الثورة الصناعية، لم يعد بإمكان الديانات تأدية هذا الدور ولكنّها هل في خدمة مفهوم الصحة الإيديولوجي؟ من المفترض أنّها تلعب دور التهدئة بعد فشل العلاج،  وتعرض أيضاً أفكار ما بعد الموت مثل الحياة الأبدية، الثواب والعقاب. وبالتالي، يفتش الناس بهذه الطريقة عن الدين الذي يصبح مخصصاً لخدمتهم.

إنّ سنة الإيمان هي نعمة كبيرة لرعوية الصحة، إذ يجب اكتشاف أنّ الدين المسيحي ليس إيمان تعزية أو شفاء أو وعد، إنّما هو إيمان لاهوتي يعني الإيمان بالحياة الجديدة التي تمنح في المعمودية والتي تتحرّك في الإنسان وتعالجه والتي تمنحه طاقة لتحمّل المعاناة والمرض والموت خلال تواجده على الأرض. وبعبارة أخرى، إنّ الإيمان اللاهوتي يساعده على التواجد بطريقة أفضل.

هذه الحياة الجديدة تولد وتنمو في الكنيسة وتصبح حدثاً تاريخياً لعناية الله لكلّ العالم. وبالنسبة إلى المعاناة والمرض والموت، فهي أقوى علامات الوجود البشري وتخبأتها أو التفكير في إلغائها من خلال الشفاء هو أمر وهمي، فهو بمثابة المجتمع الذي يلغي الإنسان. من خلال العلاج فقط، يمكن للإنسان أن يعيشها وكأنّها "مشاركة في بناء الكنيسة والمجتمع".

بالنسبة إلى الإيمان الديني، إنّ المعاناة والمرض والموت هي أحداث غير طبيعية أمّا بالنسبة إلى الإيمان اللاهوتي، فهي أحداث متعلّقة بالوجود البشري والتي بدونها لا يمكننا أن فهم الحالة البشرية ولا حتى اكتشاف الله الحقيقي.

إنّ إله يسوع المسيح هو الله الذي يعالج، والذي يتحمّل المعاناة والمرض والموت ليحوّلها، ليجعل من هذه الحقائق الخارجية أوقاتاً متّصلة بقصّتنا الشخصية والفريدة. أمّا الآلهة الآخرون فهم يشفون ولكن لا يعالجون، ويحكمون بدون أن يغفروا!

إنّ العلاج يعني ضمان هويّة الفرد والاستقرار والأبدية: إنّه عظمة كل إنسان. إله يسوع المسيح وحده له مثل هذا الحضور!

وأخيراً، يجب أن يكون حضور الكنيسة في العالم الاجتماعي والطبي بمثابة ضمانة لكرامة الإنسان والتي تحميه من جميع أشكال "التشييء" إذا كان فكرياً أكثر من أن يكون دينياً. إنّه التبشير الجديد لرعوية الصحة.

أن نكون سامريين صالحين يعني أن نكون إشارة لمرور يسوع الذي يعالج والمعلنين عن الوجود الحقيقي والتاريخي الذي يخلّص الحياة البشرية ويدعمها.