البابا يختار مصري قبطي للغة العربية في الفاتيكان

 

الفاتيكان – 11 أكتوبر 2012

       في سابقة تاريخية تحية المقابلة العامة الأسبوعية باللغة العربية من فم بابا الفاتيكان بيندكتوس السادس عشر لأول مرة اليوم .

 

قام قداسة البابا بيندكتوس السادس عشر بمباركة الحجاج في ساحة القديس بطرس قائلا باللغة العربية قائلا: "البابا يصلي من أجل جميع الناطقين باللغة العربية… الرب يبارك جميعكم". 

وقد قرر قداسته إدراج اللغة العربية ضمن قائمة اللغات الرسمية المعتمدة في المقابلة العامة الأسبوعية لقداسة بابا الفاتيكان في ساحة القديس بطرس المقامة اليوم الأربعاء.

بدأ اللقاء بقراءة من سفر أعمال الرسل: أع 2: 1-4 "ولمَّا جاءَ اليومُ الخَمسونَ، كانوا مُجتَمعينَ كُلُّهُم في مكانٍ واحدٍ، فخرَجَ مِنَ السَّماءِ فجأةً دَوِيًّ كَرِيحِ عاصِفَةٍ، فمَلأ البَيتَ الذي كانوا فيهِ. وظَهرَت لهُم ألسِنَةِ كأنَّها مِنْ نارٍ، فاَنقَسَمَت ووقَفَ على كُلِّ واحدٍ مِنهُم لِسانِ. فاَمتَلأوا كُلُّهُم مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، وأخذوا يتكَلَّمونَ بِلُغاتٍ غَيرِ لُغَتِهِم، على قَدْرِ ما مَنَحهُمُ الرُّوحُ القُدُسُ أنْ ينطِقُوا".

ثم قام المتحدثون بتلخيص كلمة قداسة البابا كل في لغته. وقد ألقى الكلمة باللغة العربية المونسنيور يوأنس لحظي جيد أحد أبناء الكنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك بمصر.

وجاء بالملخص: "إِرْتَبَطَ مَوْضُوعُ التَّعْلِيمِ الْمَسِيحِيِّ لِلْمُقَابَلَةِ الْعَامَّةِ بِالِاحْتِفَالِ بِالذِّكْرَى الْخَمْسِينَ عَلَى الْمَجْمَعِ الْمَسْكُونِيِّ الفَاتِيكَانِيِّ الثَّانِيِّ، وَأَيْضًا بِافْتِتَاحِ "سَنَةِ الْإِيْمَانِ". إِنَّ تَعَالِيمَ الْمَجْمَعِ الفَاتِيكَانِيِّ الثَّانِيِّ لَا تَزَالُ مُهِمَّةً وَآنِيَّةً لِعَصْرِنَا الْيَوْمَ، لِأَنَّهَا تُؤَكِّدُ ضَرُورَةَ التَّجَذُّرِ فِي الْمَسِيحِ وَالْبَحْثَ عَنْ طُرُقٍ جَدِيدَةٍ لِتَوْصِيلِ بَهَاءِ وَعَظْمَةِ الإِيْمَانِ الْمَسِيحِيَّ بِلُغَةٍ مُتَجَدِّدَةٍ وَبِأَمَانَةٍ لِلتَّقْلِيدِ الْكَنَسِيِّ الرَّسُولِيِّ الْعَرِيقِ. إِنَّ هَذَا الْمَجْمَعَ يُذَكِّرُنَا بِأَنَّ وَاجِبَ الْكَنِيسَةِ وَرِسَالَتَهَا هُوَ التَّبْشِيرُ بِكَلِمَةِ الْمَحَبَّةِ الإِلَهِيَّةِ الَّتِي تُعْطِي الْخَلَاصَ عِنْدَمَا تُقْبَلُ بِالْإِيْمَانِ. ذَاكَ الْإِيْمَانُ الَّذِي هُوَ دَعْوَةٌ إِلَهِيَّةٌ تَحْتَوِي فِي ذَاتِهَا عَلَى فَرَحِنَا الْأَبَدِيِّ".

ويلقي البابا كل أربعاء كلمة الى عشرات آلاف الحشود في ساحة القديس بطرس، أو في قاعة بولص السادس وسيوجز متحدث باللغة العربية أقوال البابا المتحدث باللغة الإيطالية عدا تحياته الموجهة للمصلين بمختلف لغات العالم: الفرنسية والألمانية والإنجليزية والإسبانية والبرتغالية والبولندية.

ومن الجدير بالذكر أن هذه هي المرة الأولى الذي يعتمد فيها الكرسي الرسولي اللغة العربية في اللقاءات العامة بساحة القديس بطرس. وقد جاء القرار على ضوء زيارة البابا إلى لبنان مؤخرا وتأكيدا على ارتباط الكنيسة بمنطقة الشرق الأوسط، وتعبيرا عن اهتمام قداسة البابا وتشجيعه ودعمه للمسيحيين في الشرق الأوسط، وأن يدعو المؤمنين إلى الصلاة من أجل السلام.

يقطن في منطقة الشرق الأوسط ما يقارب 22 مليون شخص يعتنقون الدين المسيحي على مختلف انتماءاتهم الطائفية، فحسب بعض الاحصائيات، يشكل الكاثوليك الأغلبية المنتمية إلى الكنائس الكاثوليكية الشرقية بنسبة تقدر بحوالي 43.5 بالمائة من مجمل المسيحيين وبفارق صغير جدا عن المسيحيين الأرثوذكس الذين يشكلون 43 بالمائة من مسيحيي الشرق الأوسط. أما البروتستانت فنسبتهم حوالي 13.5 بالمائة من مجمل المسيحيين في هذه المنطقة.