توجيهات رعوية لـسنة الإيمان

حول "وثيقة" عقيدة الإيمان

 

 

روما، الخميس 11 أكتوبر 2012 (ZENIT.org)- في بيان لمجمع عقيدة الإيمان "وثيقته" المقبلة حول سنة الإيمان التي بدأت اليوم (11 أكتوبر 2012- 24 أكتوبر 2013)، يعلن المجمع إنشاء "لجنة" لتنظيم المبادرات العالمية: متصلة بالمجلس الحبري لتعزيز التبشير الجديد. كما إنه يتم تشجيع المبادرات على مختلف مستويات المجالس الحبرية، ومن ثم على مستوى الأبرشيات، وأخيرًا الرعايا، والجمعيات، والحركات…

بيان عن "وثيقة مجمع عقيدة الإيمان يتعلق بالتوجيهات الرعوية حول سنة الإيمان"

تم الإعلان عن سنة الإيمان بواسطة الرسالة الحبرية باب الإيمان في 11 أكتوبر 2011. سيتم العمل بها في 11 أكتوبر المقبل، والذي يصادف الذكرى السنوية الخمسين لافتتاح المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ، وستختتم في 24 أكتوبر 2013، يوم الإحتفال بعيد المسيح الملك. كذلك، كان البابا بندكتس السادس عشر قد أعلن في بداية بابويته أنه عازم على جعل اللقاء مع يسوع محور الإهتمام الكنسي، بالإضافة الى جمال الإيمان الذي يظهر منه. وبما أن الكنيسة على وعي كامل حول الأسئلة التي تتعلق بالإيمان، هي تتبنى الآن السؤال الذي طرحه الرب: "متى جاء ابن الإنسان، ألعله يجد الإيمان على الأرض؟" (لوقا 18، 8). وقد أعلن الأب الأقدس خلال التهاني للكوريا الرومانية (في 22 ديسمبر 2011) أنه إن لم يتم تنشيط الإيمان، وإن لم يكن الإيمان قناعة عميقة، وقوة منبثقة من اللقاء مع المسيح، لن يجدي أي إصلاح نفعًا.

بناء على طلب قداسة البابا، وبالإشتراك مع بعض الأبرشيات واللجنة المحضرة لسنة الإيمان، نص المجمع وثيقة حول التوجيهات الرعوية لسنة الإيمان. تضم هذه اللجنة كل من الكاردينال ويليام ليفادا، والكاردينال فرنسيس أرينز، والكاردينال أنجيلو بانياسكو، والكاردينال إيفان دياس، والكاردينال فرنسيس جورج، والكاردينال زينون غروشولويسكي، والكاردينال مارك أوللي، والكاردينال ماورو بياشنزا، والكاردينال جان بيار ريكارد، والكاردينال ستانيسلاو ريلكو، والكاردينال كريستوف شونبورن، الى جانب المطران سالفاتوري فيسيكيللا، والمطران لويس ف. لاداريا، والمطران ماريو دل فاللي مورونتا رودريغيز، والمطران غيرهارد لودفيك موللر، والمطران رافايللو مارتينيللي.

إن هذه الوثيقة التي سجلت بتاريخ عيد الغطاس ونشرت في اليوم الثاني، تشتمل على مقدمة تذكر بسنة الإيمان وهي تهدف الى المساهمة في إحياء الإلتزام مع الرب لدى المؤمنين، وتعميق الإيمان. هكذا يستطيعون أن يكونوا شهودًا صادقين للقائم من الموت، قادرين على إرشاد الآخرين نحو باب الإيمان.

تتزامن بداية سنة الإيمان مع حدثين مهمين في تاريخ الكنيسة وهما: افتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني (11 أكتوبر 1962)، وهو مجمع أراده الطوباوي يوحنا الثالث والعشرون، والتعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية (11 أكتوبر 1992) الذي أراده الطوباوي يوحنا بولس الثاني.

"أراد المجمع الفاتيكاني الثاني أن يعمّق على ضوء المسيح الطبيعة الحميمة للكنيسة وعلاقتها مع العالم المعاصر…بعد المجمع، التزمت الكنيسة في قبول وتطبيق تعاليمها الغنية، بالتماشي مع كل التقاليد، تحت إدارة السلطة التعليمية في الكنيسة."

"لتعزيز فهم المجمع بشكل واضح، استشار الأحبار مرات عدة سينودس الأساقفة…مقترحين على الكنيسة توجيهات واضحة عن طريق النصائح الرسولية مابعد السينودس. إن الإجتماع العام القادم للسينودس (في أكتوبر 2012) سيكون موضوعه: التبشير الجديد لنقل الإيمان المسيحي."

"منذ بداية بابويته، التزم بندكتس السادس عشر بحزم لمصلحة فهم المجمع بشكل صحيح، مبعدًا المفهوم الخاطىء الذي يسمى "بتفسير الإنقطاع والقطيعة" ومعززا ما بناه وهو" تفسير الإصلاح" والتجديد في الإستمرارية.

إن تعليم الكنيسة الكاثوليكية وهو"الثمرة الأصلية للمجمع الفاتيكاني الثاني" الذي يقام في "تجديد في الإستمرارية"، يشتمل على "الجديد والقديم". هو يأخذ الترتيب التقليدي للتعليم والذي يوضحه في أربعة أجزاء: العقيدة، والليتورجية، والعمل المسيحي، والصلاة، وكل ذلك مشروح في طريقة تناسب عصرنا.

ستكون سنة الإيمان مناسبة ممتازة لدراسة ونشر مضمون المجمع الفاتيكاني الثاني والتعليم المسيحي.

تهدف الإرشادات الرعوية للوثيقة الى تعزيز "اللقاء بالمسيح من خلال شهود حقيقيين للإيمان، كمعرفة فضلى لمحتويات الإيمان." ولكنها لا تسعى الى استبعاد مقترحات أخرى يمكن أن ينشئها الروح في العالم من خلال الرعاة والمؤمنين. وبما أن هذه المهارات لا تقتصر على الدفاع عن العقيدة الأصلية، وعلى تصحيح الأخطاء، سيقوم مجمع عقيدة الإيمان بدعم كل ما يعزز حقيقة الإيمان (Pastor Bonus, nn. 48-51)..

تنقسم اقتراحات الوثيقة الى أربعة أجزاء: 1- الكنيسة الجامعة، 2- المجالس الحبرية، 3- أبرشيات، 4- رعايا، وجماعات، وجمعيات، وحركات وهنا بعض الأمثلة على ذلك.

الى جانب الإفتتاح الرسمي لسنة الإيمان والى الأحداث الأخرى التي يرأسها البابا، كسينودس الأساقفة 2012 أو يوم الشبيبة العالمي 2013، هناك اقتراح لمبادرات مسكونية هدفها تعزيز استعادة وحدة المسيحيين. بالإضافة الى احتفال مسكوني ليؤكد من جديد إيمان جميع المعتمدين بالمسيح.

يتم تشجيع المجالس الحبرية لتحسين نوعية التعليم المسيحي العالمي، وكذلك التعاليم المسيحية والكتب المحلية لكيما تصبح جميعها مطابقة لتعليم الكنيسة الكاثوليكية. والإهتمام نفسه سيمنح لاستخدام تقنيات التواصل، والتعبير الفني ستعرض للجمهور الكبير: من برامج إذاعية  ومتلفزة، أفلام وإعلانات حول الإيمان ومضمونه ، وحول القيمة الكنسية للمجمع الفاتيكاني الثاني.

أما على مستوى الأبرشيات، هذه السنة بالذات يجب أن تكون مناسبة خاصة للتفاعل ما بين الإيمان والعقل، عن طريق المحاضرات أو حلقات عمل، لا سيما في الجامعات الكاثوليكية. الى جانب تنظيم احتفالات توبة، تشدد بخاصة على الخطايا التي اقترفت ضد الإيمان.

وأخيرًا، في مختلف الهياكل الأساسية للجماعة الكنسية، سيتم التشديد على الإحتفال بالإيمان في القداس، بخاصة في الإفخارستيا، لأن "الإفخارستيا هي سر الإيمان ومصدر التبشير الجديد، إن إيمان الكنيسة هو الذي يعلن، ويحتفل به، ويعزز." من كل هذه المبادرات يجب أن تخلق، وتعتمد جميع الإقتراحات الأخرى، بخاصة تلك التي تنتمي الى الجماعات الجديدة والحركات الكنسية.

الى جانب المجلس الحبري للتبشير الجديد، سيتم إنشاء أمانة عامة لسنة الإيمان لتنسيق مبادرات المكاتب الفاتيكانية الرومانية كتلك ذات البعد الكنسي العالمي. بهدف اقتراح مبادرات لهذه السنة، سيتم إنشاء موقعًا خاصًا على شبكة الإنترنت مهمته توفير جميع المعلومات المتعلقة بها.

تود الإرشادات الرعوية لوثيقة مجمع عقيدة الإيمان أن تدعو جميع المؤمنين ليلتزموا في سنة الإيمان، بهدف "مشاركة أعز ما يملكه المسيحيون، يسوع المسيح، مخلص الإنسان، ملك الكون، مبدأ الإيمان وهدفه."

* * *

نقلته إلى العربية نانسي لحود – وكالة زينيت العالمية

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية