التبشير الجديد هو "تحديث"!
بقلم ريتا قرقماز
روما، الجمعة 12 أكتوبر 2012 (ZENIT.org).
"التبشير الجديد هو مرادف "للتحديث" والمجمع الفاتيكاني الثاني هو "التحديث" بحد ذاته فالدين المسيحي معقّد لذلك يجب إيجاد سبل جديدة لإفهام المؤمنين جوهره…
هذا ما تحدّث عنه غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام، مخلّصيّ، بطريرك أنطاكية للروم الملكيّين ورئيس أساقفة دمشق للروم الملكيّين الكاثوليك في مداخلة له خلال الجمعية العامة العادية الثالثة عشر لسينودس الأساقفة من أجل التبشير الجديد.
بحسب البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام، نعيش اليوم في عالم غير مسيحي إذ نعدّ "قطيعاً صغيراً" وذلك لسببين، فمن جهة نحن أقلية بالنسبة إلى الدين الإسلامي ومن جهة أخرى قلَّت الممارسات الدينية عند المؤمنين. لذلك، فمن المهمّ التصرّف استناداً إلى هذين الواقعين وبالتالي يجب التركيز في التبشير الجديد على "هذا القطيع الصغير" الذي يضمّ أيضاً المؤمنين القليلي الممارسة الدينية. وهنا تكمن الاستراتيجية الإرسالية، ألا وهي "تهيئة القطيع الصغير ليرافق القطيع الكبير ويعمل من أجله".
علاوة على ذلك، تحدّث البطريرك لحّام عن "صعوبة" الدين المسيحي نظراً لمحتواه ونصوصه الصعبة. الدين المسيحي دين جميل ولكن بالمقارنة مع الدين الإسلامي الذي ينصّ على: "لا إله إلّا الله، محمد رسول الله" نجد أنّ الدين المسيحي ينصّ على "أنا الرب إلهك وليس غيري! ستحب الرب إلهك من كلّ قلبك وتحبّ قريبك كنفسك"، هذا ما يبيّن مدى تعقيد الدين المسيحي من ناحية المصطلحات والمحتوى وتفسيراته فهو يتضمّن الثالوث الأقدس والتجسّد والخلاص والأسرار المقدّسة".
من هنا، أبرز البطريرك ضرورة تفسير هذه العقائد بطريقة تؤثّر في الحياة اليومية والتطلعات البشيرية والهناء والوقائع اليومية في حياة كلّ مؤمن. وهنا يبان دور التبشير الجديد في وضع نصّ دقيق وواضح عن الإيمان يكون مهمّاَ للمؤمنين وغير المؤمنين أي ضرورة "التحديث".
وأخيراً تحدّث البطريرك لحّام عن مدى تأثّر التبشير بالكنيسة المحلية وبعناصر الوقت والعادات والتقاليد والثقافة والحاجات ولذلك أبدى اقتراحات عمليّة للتبشير الجديد تهدف إلى تبسيط وإفهام المؤمنين جوهر الدين المسيحي.