أشجار بستان الزيتون في الجسمانية، إعلان نتائج البحوث العلمية

 

تقرير كارلو جيورجي

روما، الاثنين 22 أكتوبر 2012 (ZENIT.org).

المرسلون الفرنسيسكان في خدمة الأراضي المقدسة –  الشرح الذي يستمع إليه الحجاج بالنسبة لشجر بستان الزيتون في الجثمانية، أحد الأماكن الأكثر تقديسا في المسيحية، الذكرى النابضة لآلام السيد المسيح قبل إلقاء القبض عليه، ستصبح أكثر دقة من أي وقت مضى. نتائج الأبحاث العلمية التي أجريت على الأشجار الثمان المعمرة آلاف السنوات في البستان متوفرة حاليا. حراسة الأرض المقدسة التي كانت قد طلبت إجراء هذه الدراسة تشاركنا في النتائج.

الأبحاث التي بدأت عام 2009 استمرت مدة ثلاث أعوام. قام فريق من المتخصصين الإيطاليين التابعين لمجلس الأبحاث الوطني الإيطالي بالتعاون مع عدد من الجامعات الإيطالية بهذه الأبحاث. أعلن راديو الفاتيكان عن النتائج صباح اليوم. كان الأب ماسيمو بازيني، عميد كلية الفرنسيسكان لدراسات الكتاب المقدس في القدس قد شارك في هذه الدراسة مع المختصين الذين شرحوا الأوضاع بوجود حارس الأرض المقدسة الأخ بييرباتيستا بيتزابالا.

أعمار الأشجار في قسمها العلوي، أي ما يعلو منها فوق الأرض، تعود إلى 900 سنة وبينت الأبحاث أن القسم المدفون في الأرض، أي الجذور، هي أقدم من ذلك.

أخذت الدراسات بعين الاعتبار روايات الحجاج في الأزمنة القديمة أيضا وما كتب عن بناء كنيسة الجثمانية الثانية ما بين أعوام 1150 و1170. قد يكون أن قاموا بإعادة تخطيط البستان في هذه الفترة، مما حدا بهم إنقاذ الأشجار الموجودة آنذاك. ودراسة الحامض النووي للأشجار الثمان بينت أنها جميعها من أصل واحد، أي زرعت من فروع شجرة أم واحدة قبل القرن الثاني عشر. إذا يبقى السؤال متى، عبر القرون، زرعت هذه الجذوع؟ في الأناجيل نقرأ أن أشجار الزيتون في أيام المسيح كان لها وجود هنا. كتابات المؤرخين والحجاج عبر القرون تؤكد وجود شجر الزيتون المتواصل في هذا المكان.

الأخ بييرباتيستا بيتزابالا الذي قدم نتائج الأبحاث أشار إلى أن “لكل مسيحي، شجرات بستان الزيتون في الجثمانية تمثل شارة ’حية‘ لآلام المسيح. أنها الشهادة لطاعة المسيح الكاملة للآب، إلى أن ضحّى بنفسه لخلاص جميع البشر. إنها تشير أيضا إلى أنه يجب على الإنسان أن يكون مستعدا ’للعمل بإرادة الله‘. وهذا هو ما يميز المؤمن.”

تمثل هذه الأشجار “الجذور” وأيضا “الاستمرار المتوارث” لوجود الجماعة المسيحية التابعة للكنيسة الأم في القدس. فكما أن استمر وجود هذه الأشجار رغم أعمال الحرق والتقلبات عبر التاريخ استمر وجود الجماعة المسيحية الأولى رغم العقبات والاضطهاد نشيطا حيويا بروح الله.”

* * *

تعريب : إلهام مرشي، نايف خوري