لماذا الكرادلة جدد؟

ماذا وراء قرار البابا إعلان كونسيستوار جديد؟

Mon, 10/29/2012 –

روبرت موينيهان – ترجمة موقع أيثيا (aleteia.org)

A +A

 

اتخذ اليوم البابا بندكتس قراراً استثنائياً للغاية بإعلانه عن عقد مجمع كنسي ثان في هذه السنة بتاريخ 24 أكتوبر لتعيين ستة كرادلة جدد.

مجمع آخر

جاءت خطوة البابا بندكتس السادس عشر مفاجئة للجميع تقريباً، إذ أعلن في ختام مقابلته العامة ليوم الأربعاء أنه ينوي الدعوة إلى مجمع لتعيين كرادلة جدد في 24 نوفمبر.

لم تشهد السنوات الخمسون الماضية مجمعين في سنة تقويمية واحدة. وسيعقد هذا المجمع بعد مرور تسعة أشهر فقط على المجمع الأخير لبندكتس في فبراير.

وسجلت سنة 1960-1961 المرة الأخيرة التي حصل فيها انعقاد مجمعين في أقل من 12 شهراً، لكنهما لم ينعقدا في السنة عينها (28 مارس 1960 و16 يناير 1961).

كما يجب العودة بالذاكرة إلى أكثر من 80 سنة، أي إلى سنة 1929 التي شهدت للمرة الأخيرة انعقاد مجمعين في السنة عينها، وذلك خلال حبرية البابا بيوس الحادي عشر.

نذكر في ما يلي أسماء الكرادلة الستة الجدد:

الكرادلة الجدد
1. جايمس مايكل هارفي؛ عميد الدار الحبرية (أميركي)
2. بشارة بطرس الراعي من الرهبنة المريمية المارونية؛ بطريرك أنطاكيا، لبنان (ماروني)
3. باسيليوس كليميس توتونكال؛ رئيس أساقفة تريفاندروم الأكبر، الهند (سرياني مالانكاري)
4. جون أولورونفيمي أوناييكان؛ رئيس أساقفة أبوجا، نيجيريا
5. خيسوس روبن سالاسار غوميس؛ رئيس أساقفة بوغوتا، كولومبيا
6. لويس أنطونيو غوكيم تاغل؛ رئيس أساقفة مانيلا، الفيليبين

ما الذي يميّز هذا القرار؟

1. لم يتم اختيار إيطاليين. في مجمع عادي، لكان من المتوقع تعيين رجال كـ "فرنشيسكو موراليا" في البندقية، و "سيساري نوسيليا" في تورينو. لكن البابا لم يشملهما. لماذا؟ اختير عدد كبير من الإيطاليين في المجمعين الأخيرين، مما أثار بعض الانتقادات حول التغاضي عن أساقفة مؤهلين من خارج إيطاليا. ونسب بشكل عام قرار اختيار إيطاليين كثيرين إلى الكاردينال ترشيزيو برتوني، أمين سر دولة الفاتيكان. يبدو أن بندكتس سمع الانتقادات، ويبدو أن الأسماء المختارة تشكل جوابه، على الأقل جزئياً. إذاً، لا توجد أسماء إيطاليين.

2. لم يتم اختيار كرادلة من الكوريا (على الرغم من أن رئيس الأساقفة هارفي يعمل حالياً في الكوريا كعميد للدار الحبرية، سيتم نقله، حسبما قال البابا، إلى خارج الكوريا، إلى بازيليك القديس بولس خارج الأسوار). عادة، وفي مجمع جديد، لكان رجال كرئيس الأساقفة "غيرهارد مولر"، الرئيس الجديد لمجمع عقيدة الإيمان، وعدة مسؤولين آخرين في الكوريا قد عينوا كرادلة. لهذا، لن يكون المجمع "مجرداً من الإيطاليين" فحسب، وإنما أيضاً "من أعضاء الكوريا". إذاً، لا يوجد مسؤولون من الكوريا. فهل يحتاج البابا إلى أن يكون أكثر وضوحاً؟

3. بروز الطقوس الشرقية. البطريرك "بشارة بطرس الراعي" هو رأس الموارنة، و"توتونكال" هو رأس طقس السريان المالانكار الشرقي. من الواضح أن البابا اعتبر أنه من المهم أن يتواجد في مجمع الكرادلة كاردينالان جديدان يتبعان طقسين شرقيين. وتجدر الإشارة إلى أن ليتورجيات الطقس الشرقي تجمعها بليتورجيات الكنائس الأرثوذكسية قواسم مشتركة كثيرة.

4. التمثيل العالمي. يتحدر الرجال الذين وقع عليهم الاختيار من كافة القارات باستثناء أوروبا: هناك اثنان من آسيا (الهند والفيليبين)، وواحد من الشرق الأوسط (لبنان الذي يعتبر قسماً من آسيا "آسيا الصغرى")، وواحد من إفريقيا (نيجيريا)، وواحد من أميركا الجنوبية (كولومبيا)، وواحد من أميركا الشمالية (هارفي). لا يوجد أوروبيون بينهم.

5. قضية التسريبات "فاتيليكس". هناك لغز يلف قضية رئيس الأساقفة هارفي. يبلغ هارفي من العمر 63 عاماً فقط أي أنه شاب نسبياً ليتم تعيينه كاردينالاً. أكثر من ذلك، إن اختيار البابا للكلمات عند إعلانه عن قراره بترقية هارفي إلى رتبة كاردينال، أوحى لبعض المشاهدين أن القرار اتخذ في اللحظة الأخيرة. أشار أندريا غالياردوتشي الذي يكتب في صحيفة Korazym: " La decisione appare arrivata all’ultimo momento. Nell’annunciare la creazione a cardinale di Harvey, Benedetto XVI dice semplicemente che ha “in animo” di nominarlo arciprete di San Paolo…" ما معناه (يبدو أن القرار اتخذ في اللحظة الأخيرة. فالبابا بندكتس السادس عشر، لدى إعلانه تعيين هارفي كاردينالاً، قال ببساطة أنه كان "يفكر" في تعيينه رئيس كهنة بازيليك القديس بولس…"). وتابع غالياردوتشي قائلاً أن تعيين هارفي قد يكون ناتجاً جزئياً عن قضية "فاتيليكس"، لأن هارفي معروف بأنه كان أحد الذين أوصوا بـ "باولو غابريللي"، كبير خدم البابا، لكي يُعين في هذا المنصب سنة 2006. ويكتب غالياردوتشي: " Su Harvey si è puntato il dito come colui che caldeggiò l’assunzione di Paolo Gabriele."ما معناه ("تمت الإشارة إلى هارفي كأحد الذين أوصوا بتوظيف باولو غابريللي".) كذلك، يكتب غالياردوتشي أن منصب هارفي – كعميد الدار الحبرية – قد يتسلمه… المونسنيور غيورغ غاينسفاين الذي يشغل حالياً منصب أمين سر البابا الشخصي. Per Georg Gaenswein, segretario di Benedetto XVI, si prospetta un ingresso nella Prefettura della Casa Pontificia, magari proprio al posto lasciato libero da Harvey. في هذه الحالة، سيكون لمحيط البابا الداخلي في القصر الرسولي طابع أقل أميركية وأكثر ألمانية.

نظرة إلى المستقبل

بعد انعقاد المجمع المقبل، سيبلغ 12 كاردينالاً سن الثمانين بين 24 نوفمبر 2012 (يوم انعقاد المجمع) ونهاية سنة 2013. لذا، قد يقرر بندكتس اختيار البعض ممن لم تظهر أسماؤهم هذه المرة لمجمع من 12 كاردينالاً، أو لمجمعين من 6 كرادلة، خلال السنة المقبلة.

قبل حلول سنة 2014، سيبلغ 20 كاردينالاً سن الثمانين، لذا قد يكون مطلع سنة 2015 تاريخاً محتملاً لمجمع آخر.

وقبل حلول شهر يناير 2015 – أي بعد عامين وثلاثة أشهر – سيتجاوز سن الثمانين كل من الكرادلة دانيلز، فارينا، مايسنر، ري، تيتامانزيني، هومس، أميغو-باييخو، ساردي، رودي، وبرتوني نفسه.