البابا تواضروس الثاني يتسلم عصا رعاية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

وحضر مراسم التنصيب عدد كبير من الشخصيات العامة، من بينهم السفير رفاعة الطهطاوي، ممثلاً الرئيس محمد مرسي، والدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور سمير مرقس، مساعد الرئيس لشؤون التحول الديمقراطي، وممثلين عن الأزهر والإخوان المسلمين، وضيوف أجانب بارزون، إضافة إلى ممثلي عن مختلف الكنائس المسيحية في مصر والعالم.

وبعد تسليمه مقاليد الكنيسة جلس البابا تواضروس الثاني مرتدياً الملابس البيضاء وسط الصلوات والترانيم. وقال الأنبا باخوميوس وهو يسلم عصا الرعاية للبابا تواضروس الثاني قبيل تجليسه على كرسي الكنيسة "تسلم عصا رعاية راعي الرعاية الأعظم يسوع المسيح… فقد ائتمنك على نفوس رعيته".

وبعد أن جلس البابا الجديد قال الأنبا باخوميوس "أجلسنا الأنبا تواضروس الثاني باباً وبطريركاً على كرسي مرقس الرسول"، ثم سلمه الكتاب المقدس وقبل يده مفتتحاً تقديم التهاني له. فيما سالت دموع البابا الجديد أكثر من مرة خلال حفل التنصيب وبدا خاشعاً مستشعراً مسؤوليات رعاية أتباع الكنيسة.

الأنبا باخوميوس: سأعود خادماً تحت قدمي البابا

وفي كلمة له خلال مراسم تجليس البابا، أكد الأنبا باخوميوس، أسقف البحيرة والقائم بأعمال البطريرك، أنه لا يوجد صراع على السلطة في الكنيسة الأرثوذكسية، مخاطباً البابا الجديد "أقولها من قلبي سأكون لك ابناً وخادماً تحت قدميك".

وأضاف الأنبا تواضروس، الذي سيّر أعمال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عقب وفاة البابا شنودة الثالث، "بعد أن تسلمنا مسؤولية الكنيسة في الفترة السابقة نسلمها إلى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ونعود إلى أبرشيتنا صغاراً وخداماً تحت قدمي البابا.

وقال الأنبا باخوميوس "في افتقاد كامل نذكر البابا الراحل شنودة الثالث الذي ترك لنا تراثاً وفكراً لا ينسى، نسلمه من جيل إلى جيل"، مؤكداً أن "كنيستنا هي كنيسة أم وليست عاقراً، ولكنها تلد أجيالاً وراء أجيال وما تسلمناه من أجدادنا نحرص على تسليمه للأجيال القادمة، وإن البابا تواضروس الثاني لديه الكثير ليقدمه للكنيسة ولمصر مسلميها ومسيحييها وأئمتها وكهنتها.

البابا تواضروس الثاني: نمد قلوبنا إلى الأديان

وفي كلمة ألقاها نيابة عن البابا تواضروس الثاني، قال الأنبا باخوميوس، أسقف البحيرة، إن البابا أمامه عملاً كبيراً وواجباً كبيراً تجاه كل المصريين المسيحيين والمسلمين، مضيفاً "نمد قلوبنا إلى الأديان، فنحن مع خدمة الإنسان، لأن الدين للديان، والوطن للإنسان".

وأضاف: "هذه لحظة فارقة في تاريخ مصر، هذه المسؤولية الكبيرة أتقدم إليها تحت نعمة الله وتحت مساندة الصلوات، والراعي الوحيد للشعب هو شخص ربنا يسوع المسيح قائد الكنيسة وليس أنا، وسنكمل المسيرة الروحية بنعمة الله التي تسلمناها من قداسة البابا شنودة الثالث".

وأعرب عن ألم الكنيسة الشديد للأوضاع المتردية التي يعانيها قطاع غزة وللضحايا الأبرياء الذين يسقطون يومياً. كما عبّر عن تعازيه وتعازي جميع رجال الكنيسة لأسر الأطفال الذين قضوا في حادثة حافلة في محافظة أسيوط، جنوبي القاهرة، أمس السبت.

ودعا الأنبا باخوميوس أن يحفظ مصر ويجنبها الآلام، مؤكداً أن البابا يعمل من أجل جميع المصريين من دون النظر إلى اختلافات دينية ومذهبية أو أية اعتبارات.

يذكر أن البابا تواضروس الثاني قد اختير باباً للإسكندرية وبطريركاً للكرازة المرقسية في القرعة الهيكلية التي جرت يوم 4 تشرين ثاني الجاري من بين ثلاثة مرشحين، حيث قام طفل معصوب العينيين بسحب الورقة التي حملت اسم البابا الجديد من إناء زجاجي وضعت فيه ثلاثة أوراق تحمل أسماء المرشحين الثلاثة الحاصلين على أعلى الأصوات في الانتخابات التي أجرتها الكنيسة.