قـــولــوا لـفَـزعـى القـلوب تقّووا لا تخافـوا.

 هـوذا إلـهكم…هـو يأتـى و يخلّصـنـا (أش 4:35)

لمثلث الرحمات الأنبا أغناطيوس يعقوب

أجـيــال..وأجـيال..وأجـيال مـرتْ..وسـبق الأجـداد أن قــالـوهـا..

ولكنـهـم قـالـوهـا بصدق..قـالوهـا بشوق..قـالوهـا بعطش..قـالوهـا بإيـمـان..

"لـتـنـشق السموات وتـُنـزل الصِديــق"

فـلـتـصتلح السموات مع الأرض..

فلـتـفـتح السـماء أبوابهـا..فـلـتعـمل شيئـا عظـيما..

فلـتـرتـج الأرض .. وتـهـتـز الجبال..وتـتـفـتت الصخور..

لـتـُنـزل الـصــِدّيـــق..

"ليتك تشُق السـموات وتنـزل"(أشعيا1:64)

أجـيال..وأجـيال..وأجـيال .. صرخت بصوت عظيم.. فـى شوق شديد..وفـى حرقـة قـلب..تـنادى السماء وتـريد أن تـزعزع أبوابـها..تـريد أن تـفتحها..تريد أن تدخلها.

ولكن العـائـق الكبـيـر يـقف فى الطريق..

لا شيئ نجس أو رجس يدخلها!!..

مـا العـمـل؟!..كيف السبـيل؟!..أين الطـريق..لـتـنشق السموات وتنـزل الصِديق؟!..

وشوق الأجداد وشغـفهم وإشـتياقهم كـان صادقا..لإنــه الإيـمان الحي.. الإيـمان العـامل..الإيـمـان الصادق..

لـم يعرفوه كيف يكون؟!!..ومـاذا سيفعل؟!.. ولكنهم عرفـوه إيـمانا بأنـه هـو وحده وليس آخر الـمـنـتظــــر.. لذلك صرخوا فـى أجيالهم.. فدَوت صرختهم وهزت السماء..

وجاء الصِديق..وحلت البشرى..وهـتـفت السماء..وإهـتزت الأرض..

وجـــاء الـمــســيح..

"لاتخافوا فهآنذا أُبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب.إنـه قد وُلد لكم اليوم مخلّص وهو الـمسيح الرب"(لوقا10:2-11).

       "قولوا لفزعى القلوب لا تقلقوا..هـو يأتـى ليخلصنـا"..

قيلت هذه النبوة فى العهد القديم ولكن ما جاء فى القديم أُعد للجديد

فصار القديم جديداً..

والآن إذا نـظرنـا إلـى أنـفسنا..هـل لنا ذات الشوق.. وذات الرغبة  وذات الحنين..وذات التطلع .. وذات الإيـمان..وذات الصِدق الذى كان عليه أجدادنـا قبل مـجئ الـمخلص؟!!..

نحن الذين تـعلمنـا..وسمعنـا..وقرأنـا..ولـمسنـا

هـل لنـا إشتياق آبائنـا أو إيـمانهـم؟!..

هـل لنـا الثقة الكاملة فـى من أعطانـا هذه النعمة الخاصة أن نكون أبناء العهد الجديـد؟..

إذا قارنـا أنفسنـا بهؤلاء الذين سبقونـا.. فأيــن نضع أنفسنـا؟!..

فلنسأل ونفحـص أنفسنـا مــن نحن؟!..

نحن الذين جئـنـا بـعد العهد الجديد!!..

نعيش فـى عهد الروح القدس..عهد الـمواهب..عهد النور..

عهد القداسة..عهد السمو والعمل!!..

قيلت لنا "أنتم قد أعطيتم معرفـة أسرار ملكوت السموات" (مت11:13)

" فابتغوا ما هو فوق حيث الـمسيح جالس عن يمين الله"(كولوسي1:3).

وُلـد الـمسيح..وولادتـه كانت بالنسبة لأجدادنـا أملاً وإنتظاراً طويلاً..

أجيال كما قلت وأجيال وأجيال لـم تزعزع صبرهم.. ولم تهزهم آية عاصفة ولا آية تجربة..ولا آية قسوة حياة ..ولكنهم ثبتوا فـى إيـمانهم وأرادوا أن تنشق السموات وأن تنزل الصديق..لذلك طمأنـتهم السماء على لسان أشعيا النبي فقال لهؤلاء المؤمنين الـمنتظرين

                 "قولوا لفزعى القلوب هـو يأتى ليخلصنا".. 

"عـزّوا عـزّوا شعبي يقول إلهـكم"(اش1:40)

"أنـا أنـا مُعزيكم فمن أنتِ حتى تخافـي من إنسان يموت ومن إبن بشر يصير كالعُشب""(اش12:51).

والـمسيح جاء..

وهذا ما أكّده السيد الـمسيح عندما سألوه ذات يوم:

"أأنت الآتـي أم ننتظر آخـر. فأجاب يسوع وقال:العميان يُبصرون والعرج يُمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والـموتى يقومون والـمساكين يُبشرون. وطوبـى لـمن لا يشُك فيّ"(مت3:11).

وُلد مخلصاً..كقول الـملاك ليوسف:"فسـمّيه يسوع لأنـه هو الذى يخلص شعبه من خطاياهم"(مت21:1)

ولد مخلصـاً ومنكم وفيكم..وسيستمر لأنه الإله الأبدى..الأزلـى..الألف والياء..البداية والنهاية..

فــلِم الــفـزع..ولــِمَ القلق..ولـِم الإضطراب..ولــِم الخـوف؟!..

أليس هو القائـل "لـماذا أنتم خائفون يا قليلي الإيـمان"(مت36:8)

"لا تضطرب قلوبكم"(يوحنا1:14).

الرب يسوع لا يريد قلوب رخوة..ولكنه يريد قلوبــاً مليئة بالحياة..

مليئة بالدم..الدم الذى خلّص وسُفك على الصليب..ودم القلب الـمــضطرم بالـمحبة.

إن بشرى الخلاص لـم تـعلن فقط يـوم ميلاده وأُغلق على الإعلان..ولكن الإعلان دائم لإنه هـو الدائم..

مـجداً للـه ..سلام للأرض..ومـسرة لبنى البشر(لوقا14:2).

فإجعلوا ملائكة السماء تفرح …

وإستقبلوا العيد بسلام القلب وراحة الضميـر

فميلاد الرب يسوع تجديد..

وميلاده مـسرّة ..

وميلاده مـحبة..