صلاة التبشير الملائكي في 9 ديسمبر 2012

البابا بندكتس السادس عشر يدعو الى "التضامن الأخوي والبهجة"

 

 

روما،الإثنين 10 ديسمبر 2012 (ZENIT.org)

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي من نافذة مكتبه في الفاتيكان، المطلّة على ساحة القديس بطرس بحضور الالاف من المؤمنين يوم الأحد 9 ديسمبر 2012.

* * *

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

تسلّط الليتورجيّة الضوء بشكل خاص في زمن المجيء على شخصيّتين تحضران لمجيء المسيح: مريم العذراء ويوحنا المعمدان. واليوم، يقدم لنا القديس لوقا هذا الحدث بمميّزات مختلفة عن الانجيليين الاخرين.

"تضع الاناجيل الاربعة شخصيّة يوحنا المعمدان في بداية  حياة يسوع وتقدّمه كالشخص السابق ليسوع. تحدث القديس لوقا مسبقًا عن الرابط الذي يجمع بين الشخصيتين بالإضافة الى مهمة كل منها وذلك بوضعهما في نصي الطفولة. فلطالما كان هناك رابط ما بين يوحنا ويسوع منذ  تكونهما الى ولادتهما  (L’enfance de Jesus, P.29).

هذا التنظيم يساعد على فهم ان يوحنا كابن لزكريا واليصابات، وكلاهما من عائلة كهنوتية ليس فقط آخر الانبياء، بل هو يمثل أيضا كهنوت العهد القديم ككل، بهذا، وهو يحضّر البشر للعبادة الروحية في العهد الجديد الذي افتتحه يسوع المسيح (cf.id.P.35-36)

وبالاضافة الى ذلك، ينزع لوقا كل طابع أسطوري يُضفى غالبًا على قراءة الاناجيل ويحدد من الناحية التاريخيّة حياة يوحنا المعمدان: "في السنة الخامسة عشر من حكم القيصر طيباريوس، اذ كان بيلاطس البنطي حاكم اليهوديّة… وحنّان وقيافا عظيمي الكهنة" (لوقا3، 1-2). وفي هذا الاطار التاريخي يقع الحدث الحقيقي الكبير، ولادة يسوع المسيح، الذي لم يلاحظه معاصريه. بالنسبة لله فان كبار التاريخ يشكلون مجرد إطار تزيني  للصغار!

يعرف يوحنا المعمدان "بالصوت الصارخ في البرية: أعدوا طريق الرب واجعلوا سبله قويمة" (لوقا 3،4). يعلن الصوت الكلمة، ولكن في هذه الحال، كلمة الله قد سبقت، فهي نزلت على يوحنا ابن زكريا في البرية (راجع لوقا 3،4). لديه اذاً دورٌ كبيرٌ لكن دائماً وفقاَ للمسيح. علّق القديس اوغسطينوس قائلاً: "يوحنا هو الصوت، ولكن الرب، في البدء كان الكلمة. كان يوحنا الصوت العابر، المسيح في البدء كان الكلمة الابديّة. وان الغيت الكلمة، ماذا تصبح قيمة الصوت؟ أفرغت من مضمونها، فتصبح فقط ضجيجاّ. من دون الكلمة الصوت يعبر الاذن، ولا يدخل الى القلب” (Discours 293,3). واليوم، المهمة متروكة لنا، للاستماع الى ذلك الصوت للسماح لكلمة يسوع التي تخلصنا ان توفر مساحة في قلوبنا لاستقباله.

 في هذا الوقت من زمن المجيء، فلنعد انفسنا كي نرى بعيون الإيمان، في مغارة بيت لحم المتواضعة، خلاص الله (راجع لوقا 3،6). يعلمنا المعمدان، في مجتمعنا الاستهلاكي هذا، حيث نميل الى البحث عن السعادة في الاشياء الماديّة، ان نعيش بطريقة جوهريّة بهدف ان يصبح عيد الميلاد ليس فقط عيد خارجي بل كعيد لابناللهالذي جاء ليحمل الى البشر السلام والحياة والسعادة الحقيقيّة.

فلنعهد الى مريم، عذراء زمن المجيء، طريقنا نحو الرب الذي سيأتي، لنكن مستعدين لاستقباله في قلوبنا و في كل حياتنا، عمانوئيل، الله معنا.

* * *

تعريب وكالة زينيت العالمية

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية