الايمان في عالمنا اليوم

الايمان هو قوام الامور التي ترجي وبرهان الحقائث التي لا تري (عب 11 : 1).

ايجابيات الايمان المعاصر:

         هي العودة إلى الجذور اي العودة إلى الانجيل المقدس.

          نحمل في قلوبنا تاريخ شعب الله بالايمان ونحمل أيضا تاريخ مخطط الله الخلاصي.

         نحمل في قلوبنا ايمان الرسل والشهداء والقديسين ونقتضي بهم في حياتنا اليومية.

         نحمل في قلوبنا الايمان والرجاء والمحبة وهذه هي رغبة القديس بولس

         نقتضي بالقديسين الذين سبقونا في الايمان وعاشوا مغامرة روحية في عالم ملئ بالصعوبات.

         نهضة في حياة الانسان تشمل الايمان والصلاة والالتزام بمساعدة الاخرين والاهتمام بكلمة الله .

         ايماننا بالكنيسة والكنيسة تمثل اليوم مكبر الصوت الوحيد الذي يعمل بدلا من صوت الضمائر الذي بات بالضعف.

         يتحلي ايماننا بروح جديدة معاصرة ، أي بروح ثقافة العصر مع الوسائل المتاحة لنا.

         رغم الالحاد ونكران الله والبعض يزعم ان الله مات لكن نجد ايمان في قلوب البشر ايمان قوي، يصنع معجزات اليوم واكبر معجزة لنا هي تواجد المسيحيين رغم الاضطهادات في الشرق الاوسط ، ونجعل هذا الاضطهادات هي بركة لنا لكي تنمو المسيحية

 

صعوبات الايمان في عالمنا المعاصر:

         الانحطاط الاخلاقي في مجتمع مبتعد عن الله قد يودي الى فقدان الحياة مع الله.

         انحطاط اخلاقي ومدني واجتماعي حيث مجتمع تتسرب فيه السموم  المنشترة في العالم وهو نكران وجود الله.

         انهيار المستوي الاخلاقي ، انهيار في الضمائر  تجاهل صوت الله.

         عالم يدعو الى الراحة ويقابلة فقدان الحياة. وقد يؤدي إلي انعدام استقرار الحب في الاسرة  مؤديا إلى العنف.

         يعتقد الناس اليوم بان الايمان لا يسعف الإنسان كثيرا ولا يفكرون في الايمان بل يسعون إلى طرق اخري.

         إن المشكلة الاخطر ليست اليوم طبقة الاوزون المتواجده فوق المحيط الجنوبي بل الاصعب من طبقة الاوزون هو التخلي عن الايمان وهذا قد ادي الى انحطاط اخلاقي رهيب. 

نظرة البابا بندكتوس إلى هذا العصر:

         يمكننا أن نرى كيف أن العصر الذي نعيش فيه لا يزال يتسم بنسيان الله وعدم الإصغاء له. أشدد بأنه علينا أن نحفظ الدرس الأكثر بساطة والأساسي للمجمع ألا وهو أن المسيحية، في جوهرها، هي الإيمان بالله، الذي هو المحبة الثالوثية، وفي اللقاء الشخصي والجماعي مع المسيح الذي يرشد حياتنا وينيرها: كل الباقي ينبع من ذلك. المهم اليوم، وهذا ما كان يتمناه أيضًا آباء المجمع، هو أن نرى مرة أخرى، بوضوح، أن الله حاضر، ويرانا، ويستجيب لنا. وفي المقابل، عندما يغيب الإيمان بالله، ينهار الأساس لأن الإنسان يفقد كرامته العميقة وما يشكل عظمة إنسانيته، ضد أي اختصار. يذكرنا المجمع أن الكنيسة، بكل مكوناتها، واجبها أن تنقل كلمة محبة الله التي تخلص، لكي نسمع ونقبل هذا النداء الإلهي الذي يتضمن سعادتنا الأبدية. 

          يشدد البابا بندكتوس السادس عشر في سنة الإيمان قال: "إنّنا إذ ننظر في علامات الأزمنة في التاريخ الحاضر، ندرك أنَّ الإيمان يقتضي من كلَّ واحد منّا أن يكون علامة تُظهِر "ربَّ الكون القائم من بين الأموات". هذا ما يحتاج إليه العالم اليوم بنوع خاصّ، شهادةٌ صادقةٌ لأناس استنارت عقولهم وقلوبهم بكلمة الله، وهم قادرون على فتح قلوب وعقول الكثيرين ليشتاقوا إلى الله ويطلبوا الحياة الحقيقيّة، الحياة التي لا نهاية لها (باب الإيمان، رقم 15(  

دور الانسان المسيحي اليوم:

         ما معنى أن نكون علامة حيَّة لحضور الرَّبِّ القائم من بين الأموات" في أرضنا، الأرض التي تُسمَّى مقدَّسة، والمرتبطة بصورة حميمة بتاريخ الإيمان. "إنّ أرضنا مباركة لأنَّها مهد الوحي ومكان تاريخ الخلاص. وهي، مع ذلك وفوق كل شيء، أرض التجسّد" (المخطط الراعوي، ص 6). إلى هذه الأرض دعا الله إبراهيم أبا الآباء، فترك أرضه، وبدأ رحلة إيمان ترشدنا نحن أيضاً اليوم كلَّما تأمَّلنا في كلِّ ما جاء في الكتاب المقدَّس. منذ ذلك الوقت، ومن بعده، صارت أرضنا جغرافيا لتاريخ الإيمان، من إبراهيم إلى موسى النبي إلى داود الملك والنبي، ومن الكهنة والملوك والحكماء والأنبياء في العهد القديم إلى مَن كان مكمِّلاً لصلواتهم وذبائحهم، وأمثالهم ونبؤاتهم، أي يسوع الناصرة، الربِّ القائم من بين الأموات "مُبدِئِ إيمانَنا ومتمِّمِه" (عبرانيين 12: 1). وهذا "الجمع الغفير من شهود" الإيمان (عبرانيين 12: 1)، الذين ملأوا الكتاب المقدّس، انطلقوا كلُّهم من أرضنا.

         الإيمان هو الذي يتيح اكتشاف المسيح ومحبّته، هو الذي يحثّنا على إسعافه كلّ مرّة يصبح قريبنا على طريق الحياة.

         وُلِدَت الكنيسة يوم العنصرة، ومن هنا ذهبت إلى أقاصي الأرض، تحمل معها الإيمان بالربِّ القائم من بين الأموات. هذه الكنيسة الأمّ، كنيسة القدس، وحافظةُ إيمانِ الرسل، هي كنيستنا، وما زالت تقدِّم لنا نماذج إيمان حيّ حتى اليوم: الطوباويَّة مريم بواردي والطوباويّة ماري ألفونسين، والمُكرَّم سمعان السروجي. "سنة الإيمان" هي زمن لتجديد مفهومنا أنّنا أعضاء في هذه الكنيسة الجليلة، ومن ثمَّ واجب معرفة تاريخها وتنوُّعها معرفةً أفضل. نحن "جماعة قدّيسين"، وهذا تحدٍّ كبيرٌ أمامنا وعلينا مواجهته بجدّيّة، بحيث تقدر الكنيسة الأمّ، كنيسة القدس، أن تستمرَّ وتبقى منارةً مُشِعّة في الكنيسة.

– إن المجمع الفاتيكاني الثاني بالنسبة إلينا دعوة قوية لنكتشف من جديد كل يوم جمال إيماننا، لنعرفه بطريقة أعمق لنشكل بذلك علاقة أمتن مع الرب، ونعيش دعوتنا المسيحية بشكل عميق.

دور الايمان هو الكرازة بملكوت الله:

– إن المسيح الكارز بالبشارة يعلن أولاً ملكوت، هو ملكوت الله، له من الأهمية حتى أن بالنسبة له كل شيء يعتبر "ما عداه" و"كله يزاد". فبالتالي الملكوت وحده مطلق، ويجعل كل ما سواه نسبياً بالنظر إليه. ويحلو للرب أن يصف باطناب الصور العديدة للسعادة التي تغمر قلب من ينتمي لهذا الملكوت – تلك السعادة العجيبة التي تقوم على أمور ينبذها العالم ، وأن يتحدث عن مقتضيات الملكوت وشروط ميثاقه ، وعن القائمين على نشره، وعن أسراره، وعن أبنائه، وعن المسهر والأمانة المفروضين في كل ما ينتظر حلول الملكوت نهائياً.

  المجاهرة بالإيمان بالثالوث، الآب والابن والروح القدس يعني الإيمان بإله واحد هو المحبّة (1 يوحنّا 4/8). الآب الذي عند ملء الزمن أرسل ابنه لأجل خلاصنا، يسوع المسيح الذي بسرّ موته وقيامته فدى العالم، الروح القدس الذي يقود الكنيسة عبر الأزمان في انتظار عودة الربّ المجيدة. من باب الايمان.

  إعلان الإيمان هو في الوقت نفسه فعل شخصي وفعل جماعي. فالكنيسة هي الفاعل الأوّل في فعل الإيمان. فضمن إيمان الجماعة المسيحيّة يتقبّل كلّ واحد المعموديّة، العلامة الفعّالة للدخول في شعب المؤمنين بغية الحصول على الخلاص. وكما يصرّح التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة (بند 167) "أومن" إنّه إيمان الكنيسة يعترف به كلّ مؤمن شخصيّاً ولاسيّما إبان المعموديّة. "نؤمن"

  ىالإيمان يدفع الأشخاص إلى الأمام على الطريق الذي يقود إلى سرّ الله.

– الإيمان بدون المحبّة لا يأتي بثمار والمحبّة بدون الإيمان تكون مجرّد عاطفة معرّضة دوماً للتشكيك. الإيمان والمحبّة مرتبطان وكلّ منهما يتيح للآخر تحقيق مسيرته

  إن الكنيسة بتشيرها ونقلها للايمان تجعل الله يتواصل مع البشرية من خلال إعطائها أبنه الوحيد وعيش الشراكة الثالوثية ونشر الروح، ولكي ما يعكس التبشير هذه العلاقة الالهية يجب على الكنيسة أن تجعل نفسها بفعل الروح القدس وتتمثل بالمسيح المصلوب الذي يكشف للعالم كله وجه حب الله وشركته هكذا تجد دعوتها ككنيسة آم تلد اولادا للرب خلال نقل الايمان وتعليم الحب الذي يعطي الحياة للاولاد ويغذيهم.

"  نعيش رغبة يسوع المسيح عندما قال:  اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلّموهم أن يعملوا بكل ما أوصيتكم به" (متي 28: 19 -20 )

– نقل الايمان إلى كل انسان  في بيوتنا وشوارعنا لانها هي دعوة يجب علينا نقلها لان الله دعانا  لنحملها إلى كل انسان  مظهرا له سر الخلاص، والايمان الذي نبشر به هو ان يعرف الناس ان المسيح وحده  وهو ادم الجديد يكشف سر الآب وحبه  اذأً على كل انسان مسيحي ان يعيش الايمان بيسوع المسيح مخلص العالم.وهذه هي مهمة الكنيسة بما أنها وريثة المواعيد وابنة ابراهيم بالروح عبر اسرائيل التي تحفظ كتبه وتكرم أباءه وانبياءه وبما انها مبنية على الرسل تنقل الايمان من جيل إلى جيل اذن علينا ان نطبق كلمات يسوع لنا اليوم عندما يقول لنا:

" أيتها الصبية قومى" . كلمات الصباح, ولكنها كلمات خـلاقة, إذ الفـتاة تعـود إلى الحياة…

" هـذا هـو جسدى" . كلمات المساء, ولكنها أدخـلت الله إلى العالم, وها نحن نأكله…

" غـفـرت لك خطاياك", كلمات من قلب الليل, ولكن من تلك الساعـة أصبح الثلج وليد كل الفـصـول…

" اليوم تكون معى فى الفـردوس" , كلمات خـرجت عـن الزمن, ومن تلك الساعـة جـرى اللامتناهى والأزلى فرحـين فى عـروقنا, يغـذيان منا الآمال…

 

المراجع :

         كتاب دواعي الايمان في عصرنا الجزء الاول والثاني. الاب جيوفاني مارتني.

         ثيقة باب الايمان لسنة الايمان 2012.

         كتاب  لا أؤمن بهذا الإله خـوان أريـاس نقلـه إلى العـربية الأب كَميـل حشيمـة اليَسُوعى.

         نص كلمة البابا : نور المجمع الفاتيكاني الثاني ساطع إلى اليوم www.zenit.org . 

          وثيقة ايمان شعب الله .

 

الاخ / بولس رزق الفرنسيسكاني