تأمل في عيد الميلاد

 

خاص بالموقع 14/12/2012

عيد ميلاد السيد المسيح هو بسمة السماء للأرض .. وقبلة الخالق لمخلوقاته المخلصين بدم الحمل .. هو لقاء مصالحة الله الأبدية مع الإنسان .. مع البشرية ومع الكون كله ! في الميلاد تتجلى محبة الله الآب الذى ارسل أبنه الحبيب ليخلصنا (يو) . في الميلاد كشف لنا الله إنه حاضر معنا في شخص إبنه يسوع الذي أتخذ طبيعتنا البشرية من مريم العذراء والمولود والمتحد بالآب منذ الأزل، كما نقول فى قانون الإيمان .

في الميلاد دخل الله فى الزمن وفي تاريخنا وفي حياتنا الشخصية والجماعية في شخص أبنه يسوع ، ليعلمنا كيف نعيش معه ونقتدى به على ضوء حياته وتعاليمه فى الإنجيل .. وكيف نطوف فى العالم وفى بلادنا نصنع خيراً لكل إنسان على مثاله . في الميلاد يسطع السر الفصحي .. سر الآم ابن الإنسان وموته وقيامته الذي يتم تدريجيا بدءاً من مزود البقر ووصولاً إلى الجلجثة والقبر . في عيد الميلاد يتلألأ جمال الكون والطبيعة وتزداد روعة  وبهاءاً وهى تدفقنا مع فرنسيس الاسيزي ، أن نسبح الخالق ونمجده ونشكره بكلأ !
أن الطفل يسوع في المذود هو المسيح الحى دائماً : أمس واليوم وإلى الأبد . وهذه النظرة الشمولية وهذه الآفاق النورانية كعيد الميلاد تعمق إمانناً وتوطد رجاءنا وتشعل قلوبنا بالمحبة والأشتياق الحار أن نتحد به وننشر حبه حولنا بالكلمة والشهادة والأعمال الصالحة فى خطى بولس الرسول ، خاصة فى هذا العالم المكرس له .
أن هذا الطفل الوديع والعظيم يدعونا أن نقبله ونتوب إليه بروح الطفولة الروحية كما قال هو في إنجيله :" أن لم تعودوا كالأطفال ، لن تدخلوا ملكوت السماوات ". هذا الطفل البرىء والمحب العظيم الذي ينظر إلينا ويصفح لنا ويدعونا أن نغفر لبعضنا البعض كما غفر لنا على الصليب .. كما غفر للأبن الضال وعاتب أخاه الذي أغلق قلبه للتسامح والرحمة .
هذا الطفل البرىء هو المخلص الذي نظر إلى شاول وغير قلبه وجعله رسول للأمم .. هو الذي نظر برحمة وحنان إلى المجدلية .. والزانية.. والسامرية وإلى اغسطينوس وفرنسيس وغيرهم … هو الذي ينظر إليك أنت .. فهل تقبله ؟  فتقاسم غفرانه وصفحه لك مع اخوتك ؟
 
يا طفل المزود .. نحن في حاجة أن نعود إلى روح إنجيلك وميلادك العجيب .. حيث نجد فيهما الطهر والنقاء .. التواضع والبساطة .. الحرية الكاملة وفرح البذل والعطاء .. عطاء الحب والسلام .. فساعدنا لكى نولد كل يوم ولادة الروح وان نحب مثلك الأرض والإنسان بقلب الله !
الاب/ يوسف المصرى