التكوين والميلاد: مُصالحة الله للإنسان

 

عيد الميلاد 25 ديسمبر 2012

ربي وإلهي … تذكّرتُ اليوم ما قُلتَ لآدم وحواء حين أخرجتهم، بعد أن عصوك، مِن الجنة التي كُنت تسير فيها معهما: "بعرق جبينك تأكل خبزك" و "بالمشقة تلدين البنين"، وهاءنذا أقف اليوم، يوم ميلاد إبنك الحبيب يسوع، عمانوئيل الّذي أرسلته "ليكون لنا حياة وليكون لنا أفضل" (يوحنا 10:10)، أقف أمام جسد إبنك الحبيب ودمه الكريم، أقف أمام هبتك الغالية وكنزك الثمين، أقف أمام آلام ولادتي وأمام خبز الحياة الأبدي، أمام "الله معنا" إلى الأبد.

ربي وإلهي … سبحانك يا رب، ما أعظم محبتك لي يا أبي وأمي، فأنت لم تتركني أُقاسي حكمك عليّ بل إرتضيت بكل محبة أن تعمل مِن أجلي وتُطعمني، كما إرتضيت أن تتألم مِن أجلي وتلدني. أجل، إنّ روحي تناجيك بكلِّ تواضع وفرح وشكر وإندهاش وتقول: "بالألم ولدَتْني أمّي، وبتعب أبي أكلتُ وتنعّمْت، أبي الّذي هو معي ولم يُفارقني". أجل، أنا إبنك الّذي لم تتخلّى عنه، إبنك الّذي مددْت يديك وأرجعته لحضنك الحنون؛ أنا إبنك الّذي باركته بكل البركات السماوية وفتحت له قلبك وقلت له "تعال وأغْرِف من هذه المحبة قدر مستطاعك فها أنا الآن أنفخ ببوقٍ وأعطي الكروبين وشعلة السيف المتقلّب اللذان يحرسان شجرة الحياة أمرًا بأن يفتحوا الأبواب لمن يُريد أن يأتي ويأكل لتكون له حياة أفضل، فها هي شجرة الحياة وثمارها، ها هو كنز السماء وبهاءي ومجدي قد وُضِع لكم في مذود. تقدّموا مِن دون خوف وإحضروا معكم دمعة عين (مرارة) وكلمة شكر (بخور) وإندهاش (ذهب)، فهذا الكنز قد أُعطي لكم مجانًا لأنني أحببتكم".

ربي وإلهي … يا مَن قُلتَ لي اليوم بميلاد إبنك الوحيد "إني اليوم ولدتُك"، إرحمني يا رب فإني نادم من كل قلبي على إهانتي إياك لكوني بالخطيئة قد أهنت وأغظت إلهًا هكذا عظيمًا وصالحًا ومحبوبًا نظيركَ فمن الآن وصاعدًا أنا قاصد بمعونتك الإلهية أن لا أغيظك أبدًا لأني أحبك فوق كل شيء. ساعدني يا رب على إيفاء وعدي هذا لكَ لأكون من الساجدين أمام عظمتك ومِن الجالسين في حضنك على الدوام، ولك الشكر على الدوام. آمين.

للسيدة نيران إسكندر