البابا يزور باولو غابرييلي في السجن

نعمة الميلاد: بندكتس السادس عشر يمنح كبيرَ خدمه الغفران

أنيتا بوردان

الفاتيكان, Monday, 24 December 2012 (زينيت – ZENIT.org).

 

منحَ البابا بندكتس السادس عشر غفرانه ورحمتَه إلى كبير خدمه السابق باولو غابرييلي الذي أدانتهُ محكمة الفاتيكان لعام ونصف العام يومَ 6 أوكتبر الماضي وذلكَ لأنّه سرق آلاف الملفّات السريّة: وسُمّيت أيضًا ملفّات "فاتيليكس" كما طلبَ النعمة الحبريّة.

وقد أفادَ بيانٌ صدرَ عن أمانة سرّ دولة حاضرة الفاتيكان أن البابا قد زار باولو غابرييلي يومَ السبت 22 ديسمبر في نظارة الفاتيكان حيث غرفته. وتُعتبرُ هذه الخطوة رمزيّةً في زمن الميلاد المجيد: كما زارَ البابا يوم 12 ديسمبر من العام الماضي المعتقلين في السجن الروماني في ريبيبيا.

وقد أرادَ بندكتس السادس عشر أن يؤكّدَ "غفرانَه" الذي منحه إلى باولو غابرييل: فقد أعلنَ له شخصيًّا إطلاق سراحه وقالَ له إنّه يقبلُ طلبَه للنعمة وإنّه سيلغي الحكم الصادر بحقّه.

وقد وردَ في البيان ذاته أنّ هذه الخطوة هي أبويّة تجاه شخصٍ كان بجوار البابا يوميًّا ولسنين عدّة.

كما أشارَ البيان إلى "أنّه أُطلقَ سراحُ السيّد غابرييلي لاحقًا وعادَ إلى الفاتيكان." ولكنّه عليه أن يُغادرَ مسكنه في الفاتيكان ويجدَ عملًا جديدًا وذلك بمساعدة الفاتيكان وفقَ ما جاءَ في البيان: "وعلى الرغمِ من أنّه لا يستطيع معاودة عمله السابق ولا السكن في الفاتيكان إلّا أنّ الكرسي الرسولي أعطاه فرصةَ أن يُعاودَ حياته بهدوء مع عائلته."

فبعدَ أن زُجَّ باولو غابرييل في سجن الفاتيكان من 23 مايو إلى 21 يوليو 2012 انتقلَ بعدها إلى الإقامة المراقبة حتّى محاكمته في سبتمبر. وبعدَ 4 جلسات صدرَ قرار الحكم عليه في 6 أوكتبر وعادَ إلى السجن يومَ 25 أكتوبر بعدَ أن رفضَ أن يستأنف وأمسى الحكم نهائيًّا.

كما سيطالُ العفو المسؤول عن المعلوماتيّة السابق في أمانة سرّ دولة حاضرة الفاتيكان كلوديو شياربيليتي المتورّط في مسألة فاتيليكس والمحكوم عليه مدّة أربعة أشهر.

كما نستذكرُ زيارة يوحنّا بولس الثاني إلى السجن الروماني في ريبيبيا ليعفوَ عن التركي محمد علي آغا الذي حاولَ اغتياله في ساحة القدّيس بولس يومَ 13 مايو 1981.

وكان قد زاره يوحنّا بولس الثاني في أجواء الميلاد تحتَ حماية الأمن في ريبيبيا يومَ 27 ديسمبر 1983 بعدَ أن عفا عنه بكلماتٍ قالها في مستشفى جيميلي.

وقد أيّد البابا العفو الذي أعطاه الرئيس الإيطالي أزيليو تشامبي عامَ 2000: ثمّ عادَ علي آغا إلى تركيا حيث خضعَ إلى أحكامٍ أخرى. ثمّ أطلقَ سراحه عام 2010 بعدَ 29 عامًا من السجن.

ولكن ما يعكسه التاريخ هو"العفو"الذي أعطاه البابا وزيارتَه إلى ريبيبيا.