صلاة لأجل السلام في سوريا

الربوة, Tuesday, 25 December 2012 (زينيت – ZENIT.org).

 

ننشر في ما يلي الصلاة المرفقة برسالة الميلاد للبطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندريَّة وأورشليم للرُّوم المَلَكيِّين الكاثوليك.

* * *

صلاة الحجّ اليوبيلي لقداسة البابا يوحنا بولس الثاني إلى سوريا
على خطى مار بولس

الإثنين 7 أيار 2001
سوريا – القنيطرة

1- طوبى لفاعلي السلام فإنَّهم أبناء الله يدعون (متى 5، 9)
من هذا الموضع الذي أمعنت الحرب فيه تشويهًا، أرغب أن أرفع قلبي وصوتي ضارعًا ومصلِّيًا من أجل السلام في الأراضي المقدَّسة وفي العالم أجمع. إنَّ السلام الحقيقي هو عطيَّة من الله، وانفتاحُنا لهذه العطيَّة يتطلَّب اهتداء القلب وضميرًا مطيعًا للشريعة.

اللهم يا من لا نهاية لرحمته وصلاحه،
نضرع إليك اليوم بقلوب مفعمة شكرًا وعرفانًا
في هذه الأرض حيث سار مار بولس.
فأعلن للأمم حقيقة أنَّ الله صالَحَ العالم مع ذاته بالمسيح (2كورنثس 5، 19)
عسى أن يعود صوتُك فيدوِّي في قلوب الجميع : رجالا ونساء،
ويدعوهم إلى اتِّباع طريق المصالحة وصنع السلام

وأن يكونوا رحماء كما أنك أنت رحيم.

2- يا رب، لقد تكلَّمتَ بالسلام مع شعبك
ومع جميع الذين تابت قلوبُهم إليك (مز 85، 9)
نضرع إليك من أجل شعوب الشرق الأوسط.
ساعدهم ليحطِّموا جدار العداوة والانقسام
ويبنوا معًا عالم تضامن وعدالة.

3- أيُّها الربُّ، يا من خلق سماوات جديدة وأرضًا جديدة (اشعيا 65، 17)
إليك نعهد بشبيبة هذه البلدان.
في قلبهم توقٌ إلى مستقبل أكثر إشراقًا؛
شدِّد عزمهم ليكونوا رجال ونساء سلام،
ومبشِّري رجاءٍ جديد لشعوبهم.

4- أيها الآب ، يا من أنبت الأرض برًّا وعدلاً ( 45، 8)
إنَّنا نصلِّي من أجل قادة شعوب هذه المنطقة
ليسعوا جاهدين في تلبية تطلُّعات شعوبهم المحقَّة.
علِّم الشبيبة في دروب العدل والسلام.
ألهمهم ليعملوا بسخاء للخير العام،
محترمِين كرامة كلِّ إنسان غير منقوصة
والحقوق الأساسيَّة التي تعود بأصلها
إلى صورة الخالق ومثاله
المطبوعة في كلِّ كائن بشري.

5- نصلِّي بنوعٍ خاص من أجل قادة أرض سوريا النبيلة
أعطهم، يا رب، حكمةً وبُعدَ نظرٍ ومثابرة؛
فتبقى عزيمتهم قويَّة إزاء تحدِّيات مسؤوليَّتهم
في بناء سلام دائم يتوق إليه شعبهم.

6- أيُّها الآب السماوي،
في هذا الموضع الذي شهد اهتداء القديس بولس الرسول
نصلِّي لأجل جميع الذين يؤمنون بإنجيل يسوع المسيح
قُد خطاهم في الحقِّ والمحبَّة
ليكونوا واحدا كما أنَّك أنت واحد مع الابن والروح القدس.
وليشهدوا للسلام الذي يفوق كلَّ فهم ( فيلبي 4، 7)
وللنور الذي يغلب ظلمة العداوة والخطيئة والموت.

7- يا ربَّ السماء والأرض، خالقَ العائلة الإنسانيَّة الواحدة،
إننا نصلِّي من أجل المؤمنين من كلِّ الأديان.
ليبحثوا عن إرادتك في الصلاة وطهارة القلب.
ليعبدوك ويسجدوا لاسمك القدوس.
أرشدهم ليجدوا فيك القوة فيغلبوا الخوف والريبة
وينموا في الصداقة ويعيشوا سويَّة بالتناغم.

8- أيها الآب الرحيم
عسى أن يجد جميع المؤمنين الشجاعة ليغفر الواحد للآخر
فتشفى جراحات الماضي ولا تكون سببًا لمزيد من الألم في الحاضر.
ربَّنا فليتمَّ ذلك خصوصًا في الأراضي المقدَّسة،
التي باركتها بهذا القدر من معجزات عنايتك،
وحيث أظهرتَ نفسك كإله المحبة.

9- إلى أمِّ يسوع، الطوباويَّة العذراء مريم،
نعهد بجميع الساكنين في أرضٍ عاش فيها يسوع
ألا فليسمعوا كلام الله مقتدين بمثلها،
ويحترموا الآخرين ويرأفوا بهم
خصوصًا أولئك الذين يختلفون عنهم.
وليُلهَموا إلى وحدة القلب والفكر،
في صنع عالم يكون البيت الحقيقي للشعوب كافَّة.

سلام سلام سلام آمين


صلاة لأجل السلام في سوريا

أيّها الأب الرحوم،

إسمع صرخاتِ شعبِكَ في سوريا

إشف الذين يعانون من العنف

عزِّ المحزونينَ على موتاهم

عزّز جيران سوريا في رعايتهم واستقبالهم لللاجئين

حنِّن قلوب حاملي السِّلاح

إحمِ دعاة السلام

أيُّها الآب مانح الرجاء

أَلهِم القادةَ على اختيارِ السلام بدلاً من العنف، وعلى المصالحة مع الأعداء

عزِّز تضامُن وتعاطف الكنيسة جمعاء مع الشَّعبِ السوري

أعطنا الأمل لمستقبل يَسوده السلام، مبنيٍّ على العدالة للجميع

نتضرَّع إليك أيها المسيح

أمير السلام ونور العالم

آمين.