ملخص زيارة اليوم الاول للكردينال ساندري ، رئيس مجمع الكنائس الشرقية
بدء الكاردينال ليوناردو ساندري زيارته لمصر اليوم بزيارة لغبطة البطريرك تيودوروس بطريرك الروم الأرثوذكس بالإسكندرية مع وفد من الكنيسة الكاثوليكية. دام اللقاء نحو ساعة كاملة. في البداية نقل صاحب السيادة الكاردينال ساندري تحية وتهنئة قداسة البابا بند يكتوس السادس عشر الي غبطة البطريركتيودوروس بطريرك الروم الأرثوذكس والى كل كنيسة الروم الأرثوذكسية بمناسبة عيد الميلاد المجيد. واكد قداسة البابا تيودوروس على أهمية روح المحبة والتعاون الأخوي مع الكنيسة الكاثوليكية والتي يشعر به في كل أنحاء العالم وبالأخص في مصر.
بعد ذلك استقبل كل الإكليروس الكاثوليكي وجميع الرهبان والراهبات بالإسكندرية صاحب سيادة الكردينال ساندري في كاتدرائية سانت كاترين بالإسكندرية، حيث تم تبادل التحية والسلام والأحاديث.
في المساء احتفل نيافة الكاردينال بالقداس الالهي، بنفس الكاتدرائية مع نيافة المطران عادل ذكي، مطران اللاتين ونيافة المطران جورج بكر مطران الروم الكاثوليك والأب كمال وليم الخادم الإقليمي للرهبان الفرنسيسكان. والعديد من الكهنة والرهبان والراهبات وشعبنا الحبيب بالإسكندرية
مرفق طيه كلمة الكاردينال ساندري باللغة العربية والتي ألقاها أثناء القداس الالهي اليوم:
عظة الكاردينال ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية، أثناء القداس الإلهي في مقر النيابة اللاتينية بالإسكندرية: الاثنين 7 يناير 2013.
صاحب النيافة المطران عادل ذكي، النائب الرسولي،
صاحب النيافة المطران جورج بكر، مطران الروم الكاثوليك
حضرة المونسنيور، كوريان القائم بالأعمال بالسفارة البابوية،
جميع الرؤساء، والكهنة والرهبان والراهبات والاكليريكين والإخوة والأخوات في الرب!
"انتم من عند الله" بهذه الكلمات من رسالة القديس يوحنا، أحييكم جميعا، في بداية زيارتي للكنيسة الكاثوليكية بمصر. إن الاحتفالات الليتورجيا بأعياد الميلاد، وبأسرارها المبهجة: من ميلاد وظهور الرب، تجعلنا نشارك فرحة الملائكة والمجوس، وتطهر أنظارنا، فتملئ عيوننا بالإعجاب، الذي اختبره المعمدان عند نهر الأردن. هي نفس الخبرة التي اختبرها المدعوين في عرس قانا، و ايضا العديد من الجموع التي شبعت بفضل إكثار الخبز. فلنتأمل مجيء الرب وعلامات حضوره في وسطنا. فنور النجمة، وغسل المياه، والخمر المعطي للفرح، والطعام الذي يشبع جُوعنا، كلها علامات تحافظ على شعورنا بقرب الرب: الرب الذي معنا. منه أتينا واليه نسرع، كما يقول لنا الإنجيل: توبة القلب بل وكل الكيان تجعل إيماننا يتقوى ويندفع من جديد.
1. القراءة الأولى تشير إلى المستوى الأول من التوبة وأهميته لنا، كأفراد وكجماعة: " امتحنوا الأرواح، كي تعرفوا هل هي من الله بالفعل" وتعلموا أن تميزوها من الأرواح الخاطئة، أرواح ضد المسيح، الذي لا تعرف المسيح المتجسد. في سنة الإيمان، طُلب مننا ان ننزع تجربة الاعتراف اللفظي فقط بالله. فلتكن أفكارنا وقلوبنا وأفعالنا مشتركة في هذا الاعتراف. من الممكن أن يكون الرجاء بدء ان يضعف وبطئت المحبة، وازدادت الشكوك، وتركنا أنفسنا نؤخذ من روح العالم. يأتي سر الميلاد فيوجهنا من جديد الى البهجة والدهشة. أمام هذا السلوك الإنساني، الله وضع نفسه معنا في الطريق. فمحاولة الإنسان لإسكات الله وعزله حتي من أعماق القلب، كما فعل هيردوس بقبضه على يوحنا المعمدان، يجعل المسيح يتدخل بشكل اعمق. يظهر هذا التدخل للمسيح بأنه فعل هروب على الوهلة الأولى. الله معنا يرجع الى كفر نحوم، في الجليل، والقديس متى يستشهد بكلمتين من النبي اشيعاء ليصف الجليل فيقول: "ارض الوثنين، ارض الأمم". الشعب الذي يختبر الظلمة، يصل اليه نور الله العظيم. المسيح اذا لا يهرب من هيردوس، بل يدخل في أعماق قلبه، في الظلمة، بإعلان الملكوت، شفاء المرضى، التحرر من الشر، والشيطان والخطيئة.
2. المستوى الثاني من التوبة هو ان نضع أنفسنا في طريق الرب مع المسيح، فهو الطريق. أفكر في القديس اثناسيوس الكبير، أسقف الإسكندرية، المدافع عن الإيمان القويم، المعلن في مجمع نيقيا ضد بدعة اريوس. القديس اثناسيوس المكرم في الشرق والغرب. هو لم يكرس حياته كي يدافع عن فكرة، لكنه كان مأثور بحب المسيح الحي، ابن الله، المساوي للأب في الجوهر. من هذا الشخص العظيم في الإيمان، يستشهد البابا بنديكتوس فيقول: الكلمة صار إنسانا كي نصبح نحن اله، تحمل هو عنف البشر، كي نرث نحن عدم الفساد. فبقيامة الرب، بالفعل، جعل الموت يختفي "كقشة وسط النار".
القديس اثناسيوس واجه المساءلات، المعترضين عليه، وأكثر من مرة السبي، ووصل الى تيفيري، ميلانو وروما، وشجع الأساقفة في هذه الأماكن، البعيدة عن موطنه، بالاعتراف بالإيمان وتقوية روابط المحبة الأخوية. نستطيع القول انه في جليل الأمم، حيث اجبر على الذهاب، هناك كان ببساطة للمسيح، وجعل نوره يسطع وينتصر.
أيها الأعزاء، لم تنقص أبدا الآلام والمحن التي واجهت المسيحيين في مصر والشرق عامة، أيضا الانقسامات الداخلية والخارجية، كما ان الحوار في أوقات كثيرة كان غير سهل، لكنه استمر وتجدد. نستطيع القول ان الحلم المسيحي للسلام والخلاص لم يتوقف ابدا. البابا بنديكتوس يؤكد ان النقطة الأساسية في فكر اثناسيوس هو ان الله يمكن الوصول اليه. الله جعل من نفسه مثيل لنا كي نصبح نحن مثله. لذا أيها الإخوة الأعزاء، لا تنسوا إنكم من عند الله، من لدنه. فان ندافع عن حقيقة يسوع المسيح، كما فعل اثناسيوس، هو واجب للدفاع عن كرامة الإنسان، المخلوق على صورة ومثال الخالق.
في هذا الوقت الصعب التي تمر به مصر، أوصيكم بهذا الكلمات من الإرشاد الرسولي، "الكنيسة في الشرق الأوسط": " من واجب وحَقِّ الكاثوليك في الشَّرق الأوسط،… أن يتمتَّعوا بمواطنة كاملة، لا أن يُعاملوا كمواطنين أو مؤمنين من درجة ثانية….إنَّ المسيحيِّين، بفضل يسوع، هم حسَّاسون تجاه كرامة الشَّخص البشريّ والحُرِّيّة الدِّينيِّة النَّاجمة عنها. فقد قام المسيحيُّون- بدافع حبّهم لله والبشريّة، وممجّدين هكذا طَبيعةَ المسيح المزدوجة، وراغبين في الحياة الأبديّة- ببناء المدارس والمستشفيات وشتى أنواع المعاهد، حيث يُستقبل الجميع بدون أيّ تمييز (راجع مت 25، 31+). لهذه الأسباب بالذّات، يولي المسيحيون حقوقَ الشخص البشري الأساسيَّةَ اهتماماً خاصاً. ….. مهما كان أصله أو قناعاته الدّينيّة أو خياراته السّياسيّة".
3. الإخوة والأخوات الأعزاء، بهذه الطريقة، اذا حيينا المحبة تجاه الجميع، سنمكن الجميع من الوصول الى رب يسوع المسيح، وسنحب بقوة أيضا بلدنا. نور بيت لحم العظيم، لن ينطفئ ابدا فينا، ونجمة المجوس ستسمر في الإشارة للعمانوئيل، الله معنا.
فلتساعدنا العذراء مريم، ام الله، التي في مصر وجدت ملجئ لابنها مع يوسف، وتصطحبنا بشفاعتها المليئة بحنان الله. أمين.
