الفاتيكان – إذاعة الفاتيكان-13/01/2013
احتفالا بعيد عماد الرب، ترأس قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأحد القداس الإلهي في كابلة السكستين بالفاتيكان، منح خلاله سر المعمودية عشرين مولودا جديدا، وألقى عظة استهلها قائلا: في هذا السر، يظهر الحضور الحي والعامل للروح القدس الذي ـ ومن خلال إغناء الكنيسة بأبناء جدد ـ يحييها وينميها. وتوقف بعدها عند إنجيل اليوم الأحد، بحسب القديس لوقا، عن عماد الرب، وقال: أمام فِعل محبة وتواضع ابن الله، "انفتحت السماء ونزل الروح القدس عليه بصورة جسم كأنه حمامة، وأتى صوت من السماء يقول "أنتَ ابنيَ الحبيب، عنكَ رضِيت" وأضاف: إنه ظهور الثالوث الأقدس، ليشير بعدها لنبوءة أشعيا قائلا"هوذا السيد الرب يأتي بقوة وذراعه تمدّه بالسلطان"؛ إن يسوع يعمل حقًا كالراعي الصالح الذي يبذل نفسه في سبيل الخراف.
وتابع البابا بندكتس السادس عشر عظته مشيرا إلى أنه، ومن خلال نيل سر المعمودية، نولد مجددا كأبناء لله، ونتوجه إليه بثقة كاملة قائلين: "أبّا، أيها الآب"، ليتوجّه من ثم للوالدين الحاضرين بالقول: من خلال طلب المعمودية لأطفالكم، تشهدون على إيمانكم، وفرح كونكم مسيحيين، وفرح الانتماء إلى الكنيسة. إنه الفرح النابع من قناعة نيل عطية كبيرة من عند الله: الإيمان. وهو فرح أبناء الله. وهذا الفرح الذي يرشد مسيرة كل مسيحي، يرتكز إلى علاقة شخصية مع يسوع، علاقة ترشد الحياة كلها، فهو معنى حياتنا. وإذ أشار لمسيرة الإيمان التي تبدأ اليوم بالنسبة لهؤلاء الأطفال، تحدث قداسة البابا عن أهمية الصداقة مع يسوع المسيح، وإيصالها للآخرين، ولفت أيضا لأهمية دور العرابين والعرابات في مساعدة الوالدين في مهمتهم التربوية، ونقل الإيمان، والشهادة لقيم الإنجيل، وجعل هؤلاء الأطفال ينمون في صداقة دائمة وأكثر عمقا مع الرب، كما وحثهم على تقديم المثل الصالح دوما من خلال ممارسة الفضائل المسيحية.
وأضاف الأب الأقدس: من خلال مسيرة الإيمان نفهم كيف أن يسوع يخرجنا من أنانيتنا والانغلاق على ذاتنا ليقودنا إلى حياة كاملة، مذكّراً بهذا الصدد بما كتبه القديس يوحنا في رسالته الأولى"اللهُ محبة، فمَن أقامَ في المحبة، أقامَ في الله وأقامَ اللهُ فيه".
وختم البابا بندكتس السادس عشر عظته مترئسا الذبيحة الإلهية في كابلة السكستين موكلا الصغار الذين نالوا سر المعمودية لحماية العذراء القديسة كي ترافقهم في كل لحظة من لحظات حياتهم.