مؤتمر في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي
ماري يعقوب
الفاتيكان, Friday, 1 February 2013 (زينيت).
قال الكاردينال روبير سارا، رئيس المجمع الحبريّ "قلب واحد"، بحديث له قدّم من خلاله رسالة البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة الصوم المبارك، بأن موضوع الرسالة هذا العام يتركّز على العلاقة بين إيمان وعمل خيريّ.
بدأ الكاردينال كلامه مشيراً إلى الجمعية العامّة التي جرت مؤخّراً، حيث أدلى بشهادته مهندس فيليبينيّ، الذي قال بأنه في وقت معيّن من حياته قد شعر بالحاجة لله. عندها بدأ يختبر الإيمان عبر مشاركته بنشاطات مختلفة بين الجرائم والمخدرات وحيث تمّ قتل العديد من الأشخاص. هكذا اكتشف بأن إيمانه ليس فقط ببداية إلهامه بل قد غيّر حياته وثقافته. وإذا لم يتغيّر الإنسان من داخله بشكل سريع قد يعود إلى وضعه السابق بسهولة. والأعمال الخيّرة التي يعيشها المرء تساعده على اعادة اكتشاف الله، وفي الله الكرامة الإنسانيّة.
ثم انتقل للتحدّث عن رسالة البابا، التي في سنة الإيمان هذه، تحضّرنا بزمن الصوم للفصح المجيد، أي للإحتفال بالحدث الذي هو لجميع المسيحيّين منبع الإيمان، المسيح الذي مات وقام من بين الأموات بمحبّة. بهذا الشكل يمكننا أن نعيش إيماننا بالكامل. يجد كل مسيحيّ بالمسيح نفسه ودعوته لتقديم ذاته لصالح الآخر، ولذلك فإنّ الصوم هو الزمن الذي يسمح بفتح القلب للمحتاجين.
وتابع قائلاً بأن الإيمان والمحبة هما شيء واحد، هكذا الإنجيل والأعمال. ما هو مهمّ على الصعيد الشخصيّ مهمّ بالنسبة للكنيسة والمجتمع. لا يمكن فصل الإيمان عن المحبة إذ أن الإيمان فقط قد يتحوّل إلى مشاعر غير نافعة يحوّل علاقتنا بالله لمجرّد عزاء القلب، والأعمال الخيّرة التي لا تركع أمام مشيئة الله تتحوّل إلى نشاط أخلاقيّ فقط.
أمّا بما يتعلّق بالمجال الكنسيّ، أراد العودة إلى نقطة تعتبر مهمّة بالنسبة للحبر الأعظم، الذي ومن خلال تعاليمه، ومن خلال الرسالة التي يوجهها بمناسبة الصوم، يعود دوماً للعلاقة بين الإنجيل والمحبة. ففي هذه الرسالة يعتبر بأن "أكبر أعمال الخير هي التبشير، أي في خدمة الكلمة. لا وجود لعمل خيّر تجاه الآخرين إلّا عبر كلمة الله، أي بالمشاركة برسالة الإنجيل، عبر أسمى طريق وهو التبشير".
واختتم قائلاً بأنه يعتقد بأن هذه الرسالة واقعيّة جدّاً، إذ أنها في سنة الإيمان، إذاً من الجيّد التذكير بأن الإيمان والعمل الخيّر هما وجهين لعملة واحدة، أي لانتمائنا للمسيح. واقعيّة أيضاً لأنها في فترة تاريخيّة يصعب على المرء التعرّف على ذاته وإيجاد الطريق للمستقبل. إن كلمة البابا تشكّل اقتراحًا موحّدًا، مسيرة حياة حيث باستقبال الله نستقبل الآخر، وهكذا يمكن للكنيسة أن تكون الشعلة للإنسانيّة المتجدّدة، ومشاركة بمجيء حضارة الحبّ.