2/12/2013 7:21:10 AM
برلين (المانيا) (ا ف ب)
اشاد المسؤولون السياسيون والدينيون في العالم الاثنين بالبابا بنديكتوس السادس عشر، مؤكدين احيانا انهم فوجئوا، لكنهم عبروا خصوصا عن "احترامهم" قراره الاستقالة بسبب تقدمه في العمر.
وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من اوائل القادة الذين عبروا عن "احترامهم الكبير" للبابا الالماني الاصل.
قالت ميركل في ندوة صحافية عقدتها في برلين "اذا كان البابا نفسه، بعد تفكير عميق، توصل الى خلاصة مفادها ان قواه لم تعد كافية لممارسة مهامه، فله عندئذ احترامي الكبير".
واضافت "عندما انتخب بابا قبل ثماني سنوات، كنا فخورين بمواطننا في المانيا، وهو الاول منذ قرن يصل الى السدة البابوية".
وقد ولد بنديكتوس السادس عشر واسمه يوزف راتسينغر في 1927 في بافاريا (جنوب المانيا).
واشارت المستشارة الالمانية، وهي ابنة قس بروتستانتي، الى ان البابا "دخل قلوب الناس" خصوصا خلال رحلاته الى مسقط رأسه. وكانت الرحلة الاخيرة في ايلول/سبتمبر 2011 حيث القى كلمة امام نواب البوندستاغ.
واعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعرب عن "تقديره" للبابا بنديتكوس السادس عشر الذي اعلن الاثنين استقالته و"يصلي" من اجله.
وقال اوباما في بيان ان "الكنيسة تؤدي دورا مهما في الولايات المتحدة والعالم، واتمنى كل الخير لمن سيجتمعون قريبا لاختيار خلف لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر".
واضاف "ميشيل (زوجته) وانا نود ان نعرب عن تقديرنا ونرفع صلواتنا الى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر".
وكان اوباما وزوجته التقيا البابا لمرة واحدة خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الاميركي للفاتيكان في تموز/يوليو 2009.
وقال شقيق البابا، المونسنيور جورج راتسينغر لوكالة فرانس برس انه علم "منذ بضعة اشهر" بأن بنديكتوس السادس عشر ينوي الاستقالة. واضاف ان هذا القرار "صحيح" وانه لأمر "ايجابي عموما" ان تنتقل كرسي البابوية الى شخص اصغر سنا.
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان "ملايين البشر" سيفتقدون بنديكتوس السادس عشر "زعيما روحيا"، واعرب له عن "افضل تمنياته".
ووصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قرار البابا بأنه "جدير بالاحترام الكبير". واضاف ان "الجمهورية تحيي البابا الذي اتخذ هذا القرار، لكن لا شأن لها بالادلاء بمزيد من التعليقات على ما يخص اولا الكنيسة".
وتابع الرئيس الفرنسي "انه قرار انساني وقرار مرتبط برغبة يجب ان تحظى باحترام".
ورأى الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو ان رأس الكنيسة الكاثوليكية برهن "شجاعة استثنائية واحساسا استثنائيا بالمسؤولية".
وقالت جوليا جيلار رئيسة الوزراء الاسترالية ان قرار البابا "تاريخي". واضافت "لدى انتخابه، قال يوزف راتسينغر انه يأمل +بان يكون عاملا بسيطا في كرم الرب+ ومع هذه الاستقالة، اكد كل ما يتحلى به من تواضع".
وقال الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في بيان ان "البابا بنديكتوس السادس عشر يتمتع بعمق مفكر كبير وصدق مؤمن كبير وحكمة من ياخذ تغييرات التاريخ في الاعتبار من دون تغيير قيمه".
وفي البرازيل، اكبر بلد كاثوليكي في العالم، قال رئيس اساقفة ريو دو جانيروالمونسنيور اوراني تمبستا "نصلي من اجل صحة البابا، كما نصلي من اجل صحة جميع المسنين والمرضى في هذا اليوم المخصص لسيدة لورد".
ووصف سكرتير اسقفية بولندا المونسينيور وجيش بولاك اعلان البابا بأنه "مفاجأة كبيرة لنا". وقال "حتى لو ان البابا بنديكتوس السادس عشر فكر مرارا في ما اذا كان يمكنه بسبب تقدمه في السن القيام بمهامه بشكل صحيح، فما زالت لديه القوة الكافية ليقوم افضل قيام بمهمته بصفته خليفة للقديس بطرس".
ووصف رئيس الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية المونسنيور اندريه فان تروا، ورئيس المؤتمر الاسقفي البرتغالي المونسنيور جوزيه بوليكاربو الاثنين استقالة بنديكتوس السادس عشر بانها "خطوة تتسم بشجاعة استثنائية" واشادا ب "وضوحه" في مواجهة مشاكل كنائس الكنيسة.
وكشف الاب ادم بونيسكي الذي كان صديقا مقربا للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني، ان "بنديكتوس السادس عشر كان شاهدا على اللحظات الاخيرة لحبرية يوحنا بولس الثاني". وقال "انه لا يريد ان يكرر اشهره الدراماتيكية الاخيرة عندما بقي البابا في منصبه لكنه كان عاجزا بصورة عملية عن القيام بمهامه".
واعلن كبير حاخامات اسرائيل الاشكيناز يونا متسغير الاثنين ان البابا بنديكوس السادس عشر ساهم في تحسين العلاقات بين المسيحية واليهودية واسهم في "خفض الاعمال المعادية للسامية في العالم".
وصرح متحدث باسم كبير الحاخامات ردا على اعلان استقالة البابا لوكالة فرانس برس، "تحت سلطته اصبحت العلاقات بين الحاخامية والكنيسة، اليهودية والمسيحية، اوثق ما ادى الى خفض الاعمال المعادية للسامية في العالم".
واضاف الحاخام عبر المتحدث باسمه "اننا ممتنون حيال البابا بنديكتوس السادس عشر لكل ما قام به من اجل تعزيز الروابط بين الاديان وتشجيع السلام بين الطوائف".
وقال "اتمنى له دوام الصحة على مر الايام والسنين، وآمل واصلي ان يتواصل ارثه وان يتواصل توجه الفاتيكان الذي اعتمد ابان فترة توليه البابوية وفترة سلفه (يوحنا بولس الثاني)".
واعلن رئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد س. لودر انه تلقى "بتأثر كبير" و"احترام كبير" قرار البابا بالاستقالة.
واضاف "ادرك ان انكار المحرقة من قبل مسؤولي الكنيسة يجب الا يبقى من دون رد، ولقد انتقد ذلك".
واعلنت الكنيسة الارثوذكسية الروسية انها تتطلع الى المستقبل، مؤكدة انها لا تتوقع "تغييرات جذرية في سياسة الفاتيكان او في موقفه من الكنائس الارثوذكسية".
وقال المتحدث باسم دائرة الشؤون الخارجية في الكنيسة الارثوذكسية الروسية ديمتري سيزونينكو في تصريح لوكالة انباء انترفاكس ان "الكنيسة الكاثوليكية الرومانية دائما ما تؤكد استمرار سياستها مع التناوب على سدة بطرس".
واعرب بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الاول الاثنين عن "حزنه" للاستقالة المعلنة للبابا بنديكتوس السادس عشر الذي وصفه بأنه "صديق" الكنيسة الشرقية.
وفي بيان نشر على الموقع الالكتروني للبطريركية التي مقرها في اسطنبول، اعتبر برثلماوس الاول ان البابا المستقيل "ما زال قادرا، بحكمته وتجربته، على ان يعطي كثيرا للعالم".
واضاف "نحن الارثوذكس سنعتبره دائما صديقا لكنيستنا".
وشدد برثلماوس الاول الذي يؤيد بشدة الحوار بين الاديان على "التعاون الجيد" الذي اقامه مع البابا بنديكتوس السادس عشر في اطار جهود التقارب بين كنيستي الشرق والغرب.
واعلن الرئيس الروحي للكنيسة الانغليكانية جوستان ويلبي انه "يشعر بالاسى" بعد اعلان الاستقالة التي يتفهمها "تمام التفهم"، مشددا على "كرامة وبعد نظر وشجاعة" البابا خلال حبريته.
وقال جون كيلي من مجموعة "اطفال تعرضوا للاساءات" وهي احدى الهيئات التي تمثل الاطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية في ايرلندا، ان "هذا البابا توافرت له فرصة كبيرة لمعالجة اساءات جنسية استمرت عقودا في الكنيسة، لقد وعد بالقيام بأمور كثيرة، لكنه لم يفعل شيئا في نهاية المطاف".
واكدت اقدم هيئة للدفاع عن الشاذين جنسيا في العالم، وهي هيئة سي.او.سي الهولندية "نحن لم نحزن"، معربة عن الامل في "ان يبدي البابا الجديد مزيدا من التفهم حيال" الشاذين جنسيا.
وقد اعلن البابا بنديكتوس السادس عشر الاثنين استقالته التي تشكل سابقة في تاريخ الكنيسة، مشيرا الى تقدمه في السن. وقال "بعد مراجعة ضميري امام الله توصلت الى قناعة بانني لم اعد قادرا بسبب تقدمي في السن على القيام بواجباتي على اكمل وجه على رأس الكنيسة" الكاثوليكية.
ومن ناحيته، اشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين ب"التزام" البابا بنديكتوس السادس عشر "العميق للحوار بين الاديان" والسلام.
وامل في ان "تكون الحكمة التي تحلى بها (البابا) خلال ولايته البابوية ارثا يتم البناء عليه لمزيد من الحوار والتسامح".
واعتبر مجمع الاساقفة الكاثوليك في فنزويلا ان استقالة البابا هي "مثل صالح" للعالم لانها تثبت ان الحبر الاعظم لا يسعى الى "السلطة من اجل السلطة".