السيد مازيري يتحدّث عن السنوات الـ900 لهيئة الفرسان العسكريين
روما, 20 فبراير 2013 (زينيت) – مساهمة فرسان مالطا في إرساء السلام حول العالم
السيد مازيري يتحدّث عن السنوات الـ900 لهيئة الفرسان العسكريين
أفاد وزير الخارجية في فرسان مالطا، السيد جان بيار مازيري بالتالي: "نحن نعمل على تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية ونقدّم المساعدات في الحالات الطارئة. وبالتالي، نساهم في تحقيق روح التضامن بين الأمم أي نساهم في إرساء السلام حول العالم"، كما وأخبر قرّاء زينيت عن السنوات الـ900 لهيئة الفرسان العسكريين.
زينيت – سيد مازيري، أنت وزير الخارجية في فرسان مالطا التي تحتفل بالذكرى الـ900. في العام 1113، تحدّث باسكال الثاني عن "مجتمع الرهبانية"، هل لا يزال هذا البعد في الالتزام الديني موجوداً في هيئة الفرسان حتى اليوم؟
السيد مازيري – إنّ البعد الديني في فرسان مالطا اليوم لا يزال بنفس الأهمية التي كان يتمتّع بها عندما أسس قداسته جيرار هذه الهيئة منذ ما يقارب الألف عام. هذا يعني أنّ جميع الأعمال الخيرية في فرسان مالطا تنفّذ بروح من المحبة المسيحية. وبعض أعضاء الهيئة لا يزالون حتى اليوم يختارون تكريس حياتهم وتأدية وعودهم بالفقر والعفّة والطاعة. هذا هو أساس الهيئة كهيئة دينية علمانية. للهيئة مهمّتين ألا وهما الاعتناء بالفقراء والمرضى والعيش بحسب المبادئ المسيحية.
إنّ الأسباب كثيرة وراء تطويب المعلّم الأكبر السابق، الأخ أندرو بيرتي. كم قدّيس تتضمّن الهيئة وأيّ قديس معروف الأكثر؟
في الهيئة إثني عشر عضواً معروفين بأنهم قديسين نظراً لقداستهم وأعمالهم الحسنة. والعضو الأكثر إلهاماً لباقي الأعضاء هو المؤسس، قداسته جيرار، والذي عاش في القرن الحادي عشر. أسس مستشفى الهيئة في أورشليم وبمساعدة إخوته استقبل كلّ المحتاجين من أينما أتوا. عمله هذا يبقى مصدر إلهام للهيئة حتى اليوم.
تحافظ الهيئة على علاقات دبلوماسية مع أكثر من مئة دولة، كيف تساهم هذه الوساطة في إرساء السلام حول العالم؟
بفضل العلاقات الدبلوماسية الثنائية والمتعددة الأطراف، يمكننا الوصول مباشرة إلى الحكومات المختلفة. وبما أنّ الهيئة لطالما كانت مستقلّة، فهي موجودة في جميع أنحاء العالم وهي تخضع إلى اللامركزية وبالتالي فهي تتضمن الحاجات على الصعيد المحلّي. إننا نعمل من أجل تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية وتقديم المساعدة في الحالات الطارئة. وهكذا، نساهم في روح التضامن بين الأمم وبالتالي نساهم في إرساء السلام حول العالم. نملك شبكة دبلوماسية بشرية ونعمل من أجل أن ننخرط في الأنظمة الوطنية الصحية ومن أجل تسهيل إستيراد المساعدات الطبية. إنّ حياد الهيئة ونزاهتها تمنحانها الفرصة لتكون وسيطة ومصالحة في حالات النزاع والتي يصعب على الغير الوصول إليها.
كيف تحققون وجودكم في البلاد التي أكثريتها هم من المسلمين، كأفغانستان والعراق مثلاً؟
تعمل الهيئة في بلدان مسلمة كثيرة، ونحن نحافظ على علاقات دبلوماسية ثناية ممتازة مع هذه البلدان. على الأرض، يكون الناس مرتاحين أكثر وهم أمام منظمات مرتكزة على الإيمان والأمر سيان لنا، إذ من السهل أن يحكموا على نزاهتنا وعملنا. نحن لا نملك هدفاً آخر سوى تقديم المساعدة. فعلى سبيل المثال، في أفغانستان والعراق وسوريا، الدين ليس هو سبب المشاكل إنّما النزاعات هي المسؤولة.
في إفريقيا تقدّمون الدعم النفسي للنساء اللواتي يتعرضن للاعتداءات في مناطق النزاع
إنّ الهيئة ملتزمة بتقديم المساعدة لضحايا الاعتداءات الجنسية وهي اعتداءات أصبحت اليوم في إفريقيا سلاحاً للحرب. وقد وضعنا عدّة أساليب مساعدة: مساعدة النساء اللواتي ولدن أطفالاً إثر هذه الاعتداءات وفي الأشهر التالية تعيين مساعدات نفسية واجتماعية تسمح لهنّ يإعادة بناء حياتهنّ إذ أنّ معظمهنّ ينبذن من قبل مجتمعهنّ. كما وتقدّم لهنّ مساعدة تربوية ليتمكنّ من مواجهة مستقبلهنّ بثقة.
سيجتمع في التاسع من فبراير 4 آلاف عضو من فرسان مالطا في روما وسيستقبلهم بندكتس السادس عشر في كاثدرائية مار بطرس، ماذا تنتظر من هذا اللقاء؟
هذا الاحتفال هو لإحياء ذكرى تأسيس هذه الهيئة. وفي هذه المناسبة التي سيجتمع خلالها أعضاء الهيئة في ساحة مار بطرس، سيذكرون بأن أعمال الهيئة التي بدأت مع البابا باسكال الثاني منذ 900 عاماً ستستمرّ حتى اليوم من خلال مساعدة الفقراء والمرضى. سيتحدّث قداسة البابا بندكتس السادس عشر خلال هذا الاحتفال التاريخي للهيئة وسيتوجّه برسالة إلى 4500 عضواً حاضراً. ونحن بذلك نذكّر بتقاليدنا ونشاطاتنا ونرجو أن تستمرّ في مجابهة الفقر والبؤس.