وطالب المجتمع الدولي بوقف تدفق الأسلحة والسعي لتوطيد السلام
الربوة, 25 فبراير 2013 (زينيت) –
دعا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك، غريغوريوس الثالث لحام، يوم الأحد، البابا بندكتس السادس عشر، للقيام بمبادرة "سياسية كنسية كاثوليكية"، لحل الأزمة في سوريا.
وطالب لحام العالم أجمع بـ"وقف تدفق السلاح إلى سوريا"، وإلى دعم المساعي المبذولة لحل الأزمة في هذا البلد عبر الحوار بين مختلف أطرافه، كما ذكرت وسائل إعلام.
وكان البابا بندكتس السادس عشر، حث مرارا المجتمع الدولي إلى إنهاء "المذبحة التي لا نهاية لها" في سوريا، قبل أن تصبح البلاد بأكملها "ساحة من الدمار"، في نزاع "لن يكون فيه منتصرون وإنما خاسرون فقط".
وتتهم السلطات السورية عدة دول عربية وأجنبية، بنقل وتهريب السلاح والمقاتلين إلى سوريا، مشيرة إلى أن أولئك المقاتلين هم من يقوم بأعمال العنف في البلاد، في حين تُحمل المعارضة السلطات السورية بالمسؤولية عن هذا الأمر.
ودعا لحام كل من فرنسا، وألمانيا، والنمسا، وبريطانيا، وإيطاليا، أن يبذلوا جهودا حثيثة جادة لدى حكوماتهم لأجل دعم الحل السلمي للأزمة في سوريا، والحوار السوري- السوري، وإيقاف تسليح من أسماهم بـ "المحاربين"، مضيفا "نتوجه بهذا النداء بشكل خاص إلى روسيا والولايات المتحدة، أن يتابعا الجهود الصادقة الهادفة لأجل دعم مسيرة الحوار والحل السلمي الشامل".
وسعت عدة دول إلى إنهاء الأزمة السورية عبر تقديمها مبادرات وخطط، إلا أن الجهود فشلت في إيجاد مخرج لهذه الأزمة، وسط تبادل الاتهامات بين السلطات والمعارضة بإفشال حلول سياسية، وتصعيد العنف، كما فشل مجلس الأمن مرارا في تبني قرار موحد بشان سوريا.
وتعتبر روسيا والولايات المتحدة من أكثر الدول تأثيرا في الأزمة السورية، كما القرار العالمي، حيث تعتبر روسيا حليف رئيسي واستراتيجي للسلطات في سوريا، بينما تؤيد الولايات المتحدة المعارضة، وتعلن دعمها الإنساني إضافة إلى الأدوات غير الفتاكة على حد قولها.
إلى ذلك، تابع لحام "لا يجوز لأحد أن يتنصل من مسؤوليته تجاه القتل والعنف والدمار والتفجيرات وزرع الفتنة والحقد والكراهية والعداء بين أبناء الوطن الواحد".
ويأتي هذا وسط احتدام المواجهات والعمليات العسكرية بين الجيش ومسلحين معارضين في مناطق مختلفة من سوريا، ما تلاه من أعمال تفجير وفوضى أمنية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 70 ألفا، إضافة إلى لجوء نحو 850 ألف شخص إلى دول الجوار، هربا من القصف والأعمال العسكرية، حسب الأمم المتحدة، حيث تتبادل السلطات الحكومية والمعارضة الاتهامات حول مسؤولية الحفاظ على حياة المدنيين، والمناطق السكنية والبنى التحتية من أعمال القصف والعنف.
وكان البطريرك لحام قام بزيارة إلى سوريا الأسبوع الماضي، والتقى فيها رئيس الوزراء وائل الحلقي، أكد فيها أن سوريا رمز للمحبة بين الرسالات السماوية ولرجال الدين دور في تعزيز ثقافة الحوار ونبذ العنف، وذكر سابقا أن المصالحة هي "خشبة الخلاص" للأزمة في سوريا، مشيرا إلى أن "الغلبة الحقيقية" للجميع تكمن في إلقاء السلاح وإيقاف التسلح مهما كان مصدره.
يذكر أن البابا بندكتس السادس عشر أعلن عزمه الاستقالة في 28 من شهر شباط الجاري، بسبب تقدمه في السن