البابا بندكتس السادس عشر يعبر عن امتنانه لمعاونيه في الكوريا الرومانية

نهاية الرياضة الروحية في الفاتيكان

الفاتيكان, 25 فبراير 2013 (زينيت)

عند نهاية رياضة الصوم الروحية في الفاتيكان، صباح السبت 23 فبراير، في كنيسة أم الفادي في الفاتيكان، عبر بندكتس السادس عشر بحرارة عن امتنانه للكوريا الرومانية لقربها منه ودعمها له لإتمام خدمته البطرسية.

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها البابا:

في نهاية هذا الأسبوع الغني روحيًّا، لا يبقى لي إلا أن أقول كلمة واحدة فقط: شكرًا! شكرًا لكم على هذه الجماعة المصلية وعلى الإصغاء الذي رافقني طيلة هذا الأسبوع. شكرًا لكم بشكل خاص يا أصحاب السيادة، على هذه "المسيرات" الجميلة جدًّا في عالم الإيمان، في عالم المزامير. لقد افتتنا بغنى عالم الإيمان هذا وبعمقه وجماله، ونحن ممتنون لكم لأن كلمة الله حدثتنا بطريقة جديدة، مع قوة جديدة. كانت صلة الوصل: "فن الإيمان، فن الصلاة." تذكرت أن اللاهوتيين في العصور الوسطى قد ترجموا “logos” ب"كلمة" ولكن أيضًا ب"فن": "ألكلمة" والفن" يتبادلان في ما بينهما. فباجتماع هاتين الكلمتين وجد اللاهوتيون في العصور الوسطى معنى كلمة “logos”. ال"logos" ليس مسألة حسابية: "الكلمة" لديها قلب، "الكلمة" هي أيضًا محبة. الحقيقة جميلة، الحقيقة والجمال يتماشيان: الجمال هو ختم الحقيقة.

ومع ذلك، وانطلاقًا من المزامير ومن تجربتنا اليومية، لقد شددتم كثيرًا على أن "جمال" اليوم السادس- الذي قام به الخالق- متناقض تمامًا مع هذا العالم المتسم بالشر والمعاناة والآلام والفساد. ويبدو أن الشيطان يهدف بلا كلل أن يخلق الفساد في الخليقة، ليناقض الله حتى يتعذر التعرف الى حقيقته وجماله. في عامل يتسم بالشر، ال"logos"، الجمال الأزلي، و"الفن" الأزلي، يجب أن يظهرا ككبش محرقة. الإبن المتجسد، "الكلمة" المتجسدة توج بإكليل من الشوك. وبهذه الصورة بالضبط لابن الله نبدأ برؤية الجمال الأعمق لخالقنا ومخلصنا؛ يمكننا في صمت "الليل المظلم"، أن نسمع كلمته. إن الإيمان ليس إلا لمس يد الله في ظلمة العالم، وبالتالي سماع كلمته في الصمت، ورؤية المحبة.

شكرًا يا أصحاب السيادة على كل شيء، ولنقم "بمسيرات" أخرى في عالم الإيمان الغامض هذا، لنكون دائمًا أكثر قدرة على أن نصلي ونعلن الحقيقة الجميلة ونكون شهداء لها.

أخيرًا، أيها الأصدقاء الأعزاء، أود أن أشكركم جميعًا، وليس على هذا الأسبوع فحسب، بل على الثماني سنوات التي حملتم بها معي، بمهارة وعاطفة كبيرتين، وبمحبة كبيرة، وبإيمان كبير، حمل الخدمة البطرسية. يبقى هذا الامتنان في داخلي، حتى ولو انتهت "الشراكة" الخارجية "المنظورة" الآن- فكما قال الكاردينال رافاسي- يبقى هناك التقارب الروحي، والشراكة العميقة بالصلاة. بهذه الثقة نتجه الى الأمام، واثقين بانتصار الله، واثقين من حقيقة المحبة وجمالها.

***

نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية