الكرسي الرسولي وكنيسة الأقباط الكاثوليك

الكرسي الرسولي

 يؤسس ولاية رسولية ثمّ بطريركية لرعاية الأقباط الكاثوليك

 

خاص بالموقع – 28 فبراير 2013

إن الكرسي الرسولي اهتم اهتماما كبيرا بشئون الأمة القبطية الكاثوليكية, حتى كانت توجد رعايا منتظمة في أخميم وجرجا وفرشوط وطهطا والشيخ زين الدين والأقصر وغيرها وذلك عام 1714 ويسرد لنا العلامة كلود سيكار اليسوعي عام 1716عن عمله في جنوب الصعيد فيقول"إن الخبرة التي اقتبستها مدة إقامتي الطويلة بمصر لم تغير من شعوري المماثل لأسلافي. فالقليل الباقي من الكاثوليك القدماء, هم في حالة بؤس مدقع وهول مفجع. وان انجح وسيلة لرفع مستواهم هو محاربة الجهل بفتح مدارس "ولكن غيرة وحماسة الأب سيكار اليسوعي في جنوب الصعيد جعلته يهتم بشئون الأقباط الكاثوليك حتى جعلت بعض الأقباط الأرثوذكس يعتنقون إيمان الكنيسة الكاثوليكية, ففي عام 1720. انضم 12 شخصا ومن بينهم القمص سليمان رئيس دير الأنبا باخميوس أب الشركة الرهبانية في مدينة أخميم وعندما بدأ الأبوان بندكتوس والديفينوس الفرنسيسكانى يساعدان الأب سيكار اليسوعي, فزار جرجا وبعد وقت قصير من إقامتهما. وانضم إلى الكثلكة الكاهن القبطي الأرثوذكسي بولس وتبعه 27 شخصا من جرجا وشخص أخر من قرية الشيخ زين الدين وذلك يوم 2 أغسطس 1722. وفى عام 1725اعتنق الإيمان الكاثوليكي 48 مؤمنا في القاهرة.شخصان في مصر القديمة, 3مؤمنا في الفيوم. و4 أشخاص في الرشيد .وفى عام 1725عدد الأقباط الكاثوليك =230 مؤمنا, وفى عام 1730م يوجد 460 مؤمنا.وفى عام 1735 يوجد 640, وفى عام 1740 يوجد 980, وفى عام 1747 وجد 1556 مؤمنا في جنوب الصعيد و 800 في القاهرة. وكانوا الرهبان الفرنسيسكان يبشرون بالحب والسلام وكان يوجد لهم دير في أبى تبج بأسيوط, ودير في طهطا ولكن امتدت إليه يد الإهمال. ودير في أخميم,وفى جرجا قد وجد شولشيه بقايا دير الفرنسيسكان هدمه الانكسارية في القرن الماضي ولم يعد به سوى الأب توماس وهو فرنسي مارس نشاطه على أطلال الدير وكان معه (ماشتى) الذي اهتدى لكثلكة عامذاك. وكانت كراهية الأقباط اشد بالنسبة للذين يهتدون لإيمان الكنيسة الكاثوليكية وقد لاحظ سونينى هذا الشعور إذ قال "يوجد كثير من الكاثوليك من أقباط طهطا(………) وكثيرا ما كنت اذهب لزيارة أكابرهم حيث كنت التقى مسرورا بقسيس مصرة أمضى 10 سنوات في دير بروما.وكان يتكلم ببعض السهولة ألاتينية والايطالية وكنت أجد لذة في التحدث إلى رجل اعتبره أوربيا وكان يقول لي إن المصريين التابعين للكنيسة الكاثوليكية يتعرضون لمعاملة سيئة للغاية من مواطنيهم العديدين المؤمنين بالإلحاد " وأصبح مركز الأمة القبطية الكاثوليكية مركزا مرموقا حتى سرد لنا الدكتور بورنح"إن مطران الأقباط الكاثوليك  يتجول في أنحاء المدينة معلقا صليبا على صدره بحيث يراه الجميع ولم يحاول أحد سبه أو أهانته" وكان عدد الملة القبطية الكاثوليكية يزداد يوما بعد يوما حتى جاء في تقرير أوربانوشيرى سكرتير انتشار الإيمان عن الحالة المسيحية في مصر عام 1760"إن عدد الكاثوليك لا يزيد عن ألف وثلاثمائة, وعدد الأرثوذكس 40 ألفا" رغم إن هناك إحصائية تقول إن عدد الأقباط الكاثوليك 4300 مؤمنا وذلك في عام 1653. وعند اهتداء الأنبا أثناسيوس مطران أورشليم للأقباط الأرثوذكس للكثلكة كان عدد الأقباط الكاثوليك حينذاك ألفى.

أن غيرة الآباء الرهبان الفرنسيسكان على طائفة الأقباط الكاثوليك وتجولهم في بقاع الديار المصرية أخذت الطائفة تزدهر وتنمو حتى ازداد عدد الرعايا حتى أوفدوا الكرسي البطرسى الذين لديهم دعوات كهنوتية أبرشية مثل روفائيل ميخائيل الزيات طوخى من جرجا, وصالح مراغى من أخميم وذلك في منتصف شهر مايو 1724. وانضما لكلية انتشار الإيمان بروما في يوم 28 سبتمبر 1724. وتبعهما بعد ذلك فريق كبير من الشباب مثل بولس بن كاشور في 16 يونيو 1728 وأخذا اسم أرسانيوس في سيامته الكهنوتية وهو من قرية الشيخ زين الدين, وغبريال عبد السيد وعوض غبريال عبد السيد وهما من قرية الشيخ زين الدين, وابيشاى  بليطى من جرجا وأبو الخير بشارة وغيرهم ويؤكد التاريخ انه كان يوجد في مصر عام 1724م كاهن قبطي كاثوليكي اسمه يوحنا تادرس, الذي قام بترجمة وطباعة كتاب الاقتداء بالمسيح.

·       – الأمة القبطية الكاثوليكية تحت سلطة النواب والمديرين الرسوليين:

أخذت مسيرة الكنيسة القبطية الكاثوليكية تحت سلطة النواب والمديرين الرسوليين الذين كانوا يديرون هذه الأمة  بكل حب وحكمة حتى زاد عددهم يوما بعد يوما حتى قرر مجمع انتشار الإيمان نيابة رسولية تهتم بهم ,بعد اتساع خدمة المرسلين في بقاع الديار المصرية بدأ الكرسي البطرسى يعين سلسله متصلة ببعضها من النواب المديرين الرسوليين للأمة القبطية الكاثوليكية الأنبا أثناسيوس (1741-1744), الأب صالح مراغى(1744- 1751), مديرون رسوليون من الآباء الرهبان الفرنسيسكان,الأب يعقوب ايزماس (1748-1751), الأب بولس دانيونا (1751-1757) والأب يوسف فرنسيس (1757-1761) الذي في عهده اهتدى للإيمان الكاثوليكي الأنبا أنطونيوس فلايفل مطران  كرسي جرجا وذلك عام 1708م وكتب المجمع الشرقي في يوم4 ابريل عام 1759م للأب يوسف فرنسيس عن سعادته لاهتداء هذا المطران وعين الأنبا أنطونيوس فلايفل نائب رسولي على طائفة الأقباط الكاثوليك (1761-1774) والأنبا روفائيل ميخائيل الزيات (1761-1787), والأب روكسى قدسي (1780-1781) ,الأب يوحنا الفرارجى ( 1781-1785), الأب بشاى نصير(1785-1787), الأب ميكلانجلو باتشيلى(1787-1788).

·       المحاولة الأولى لإحياء الكرسي السكندري في يوم 15 أغسطس 1824 ولكنها باءت بالفشل:

أصدر مجمع انتشار الإيمان قرار ا بتعيين متى الرقيطى نائبا رسوليا لطائفة الأقباط الكاثوليك بتاريخ 21 أبريل 1788.وثبت هذا القرار الحبر الأعظم البابا بيوس السادس (1775-1799) بتاريخ 16 مايو من السنة عينها . وفى عهده جرت محاولة وحدوية بينه وبين البطريرك القبطي الأرثوذكسي بطرس السابع (1809-1854) ولكن هذا المشروع باء بالفشل. وتوجد وثيقة في مجمع انتشار الإيمان يعود تاريخها إلى خريف 1806م ووصلت إلى روما عند قيام بعثة الكاهن القبطي الكاثوليكي رافائيل بسكى وهذه الوثيقة تسرد ستة نقاط تخص الأمة القبطية الكاثوليكية عامذاك وقد وقع هذه الوثيقة 6 كهنة أقباط كاثوليك و40 علمانيا.ابتداء باسمي غالى وفلتاووس يعقوب, يصدق عليهما خاتمهما.وهذه الوثيقة محررة بالعربية ثم الايطالية وحررت هذه الرسالة في يوم 14 نوفمبر 1806 يرسل للبابا بيوس السابع (1800-1823) رسالة ونستلهم منها إن الأمة القبطية الكاثوليكية قد حازت المراكز الأولى والمناصب والرتب لدى السلطة السياسية ويذكر المكانة المرموقة للمعلم غالى سرجيوس انه رئيس الكتاب في القاهرة. وفلتاووس يعقوب وإنهما رجلان غيوران على الإيمان وقد تنيح متى الرقيطى يوم 21 يوليو 1821. وعند ما ارتقى على الكرسي البطرسى قداسة البابا لاون الثاني عشر (1823-1829) كانت طائفة الأقباط الكاثوليك عددها لا يتجاوز 3 ألاف نسمة وكان يقوم بالخدمة الروحية 30 كاهنا, منهم 9 من الإباء الرهبان الفرنسيسكان وعميد الطائفة المعلم غالى سرجيوس اصدر مجمع انتشار الإيمان عام 1814م بفصل طائفة الأقباط الكاثوليك عن ولاية الرهبان الفرنسيسكان لتدير شئونها بذاتها. ولكن المعلم غالى طلب من البابا يبوس السابع إن يعين بطريركا للأمة القبطية الكاثوليكية وطلب هذا البابا من المعلم غالى إن يبذل جهده في سبيل الحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية واغتيل المعلم غالى في مايو 1822م إثناء ذلك وعندما عين مكسيموس كيرلس جرجس عبد القدوس جويد أسقفًا ببراءة بابوية صادرة من الكرسي البطرسى يوم 9 مايو 1824م وأخفقت محاولة قام بها البابا لاون 12 لتكريس النائب البابوي الأنبا مكسيموس جويد بطريركا على المرقصية للأقباط الكاثوليك وفى عيد انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء 15 أغسطس 1824م عينه البابا لا الثاني عشر بطريركا على السدة المرقصية للأقباط الكاثوليك بالإسكندرية ولكن هذا المشروع لم يتحقق لأجل قضية الطلاق التي تخص المعلم فرنسيس غالى أخ المعلم غالى وسيامة إبراهيم كاشور أسقفا على كرسي ممفيس, وكان عدد الأمة القبطية الكاثوليكية آنذاك عام 1831ال 2624 مؤمنا و14 كاهنا موزعين على 8 مركز مختلفة. ولكن هناك إحصائية أخرى  يسردها الأب يعقوب شحاتة "عدد إفراد الطائفة يربو على حوالي 2500 مؤمن (….) وكان كهنة الأقباط الكاثوليك الذين عددهم مابين 10-15….." وظل الأنبا مكسيموس جويد نائبا رسوليا حتى رقاده في الرب 30 أغسطس 1831.

·       طائفة الأقباط الكاثوليك من الأنبا تاوضروس أبو كريم حتى الأنبا أغابيوس بشاي:_

رقى الأنبا تاوضروس أبو كريم للدرجة الأسقفية (1832-1855)في يوم 22 يونيو وقد عينه قداسة البابا غريغوريوس السادس عشر (1831-1830) قاصدا رسوليا زائرا للحبشة , بقرار صادر من الكرسي البطرسى في 24 يوليو 1840م ويعتبر الأنبا تاوضروس هو أول من سال مجمع الطقوس المقدسة عن استخدام القربان المقدس المخمر والمضغوط واستعماله في كنائس الأقباط الكاثوليك , وجاوبه المجمع المذكور باستعماله في الأيام العادية ولكن يجب استعمال القربان كما يتطلبه الطقس القبطي في أيام الآحاد والأعياد الكبرى. وكانت له علاقات قوية وحميمية بين كيرلس الرابع بطريرك الأقباط الأرثوذكس (1853-1861) وكانت تدوم مقابلتها عدة ساعات. ورقد في الرب عام 1855.

وخلفه النائب الرسولى أثناسيوس بولس خزام (1855-1864) واختاره مجمع انتشار الإيمان بقرار صادر في 28 سبتمبر عام 1855. وعينه البابا بيوس التاسع (1846-1878) أسقفا. ببراءة صادرة من الكرسي الرسولى 12 أكتوبر 1855. وكان يزور الرعايا ويفتقد شعبه وله منشور موجه للكهنة يوم 10 يناير 1863م. وعنوانه "إعلاما إلى أولادنا الكهنة بكنيسة أخميم وباقي كنائس الصعيد ومنشور أخر إلى كنيسة أخميم 22 ديسمبر 1862 وقد كتب بعده منشور رعوي لأخميم أيضا ولم يذكر فيه التاريخ ومنشور لكنيسة طهطا وأخر لكنيسة جرجا في 1 مايو 1863, ومنشور إلى كنائس نقادة وقنا وجورجوس وما يليها وحرر ذلك في 18 مايو 1863م ,ومنشور لكنيسة أخميم 21 أكتوبر 1863م .وكان الأنبا خزام عملاقا في حياته الرعوية وراعيا حالما على شعبه حتى تنيح في 17 فبراير 1865م. وعين الكرسي البطرسى الأنبا أغابيوس بشاي نائبا رسوليا بقرار صادر 15 يناير 1866 وثبت تعيينه قداسة البابا بيوس التاسع (1846-1878) ببراءة بابوية في 27 فبراير 1866م وأقيم أسقفا بموجب براءة بابوية في 3 نوفمبر 1866. وقد حضر الأنبا أغابيوس بشاي (1864-1887) المجمع المسكونى الفاتيكاني الأول (1869-1870) كان هذا النائب غيورا على الكنيسة وقد تنيح في 20 فبراير 1887.

·       الكرسي البطرسى يعيد الكرسي الاسكندرى للأقباط الكاثوليك في 19 يونيو 1899:

بعد رقاد الأنبا أغابيوس بشاي, أقيم الأب أنطون ناداب (1880-1889م) نائبا رسوليا منتدبا من عام 1880- 1889. ومن بعده تعين الأب سمعان برايا (1889-1892) نائبا رسوليا منتدبا  5 يوليو 1858م ومن بعده  عين الأب أنطون كابس (1892-1895) نائبا رسوليا في 28 نوفمبر 1892. وقد استدعى هذا النائب الرسولى الأب جرجس مقار يوسف سيدهم إبراهيم الذي سيصبح فيما بعد البطريرك كيرلس مقار الثاني. وعينه مدرسا بالمدرسة الطائفية المجاورة للدار البطريركية بدرب الجنينة وأقيم الأب جرجس مقار أسقفا نائبا رسوليا على الطائفة بتاريخ 15 مارس 1895م واتخذ اسم كيرلس وصار لقبه كيرلس مقار أسقف قيصيرية فيلبس ونائب رسولي على الكنيسة المرقصية الإسكندرية.وقد قسمنا القطر المصري للكنائس القبطية الكاثوليكية وعين على كل قسم كاهنا كالتالي:

أولا: الوجه البحري ويقوم بإدارته القس يوسف صدفاوي.

ثانيا: إقليم المنيا والفيوم وبني سويف ويقوم بإدارته القس بولس قلادة.

ثالثا: إقليم أسيوط ومن طما إلى سوهاج ويقوم بإدارته القس أثناسيوس سبع الليل

رابعا: والجزء الباقي من مديرية جرجا أي ما بعد سوهاج ويقوم بإدارته القس أنطون كابس.

خامسا: إقليم قنا واسنا يقوم بإدارته القس أنطون بسطوروس.

وكانت رغبة الحبر الأعظم البابا لاون 13 (1878-1903) أن يدعم الكنيسة القبطية الكاثوليكية بمدرسة الإكليريكية لتخريج ككهنة لهذه الطائفة .التي كان عدد أفرادها لا يتجاوز 4 أو 5الاف مؤمن ,800 في القاهرة ,ويقوم على خدمتهم حوالي 12 كاهنا. وكان أيضا قداسة البابا مهتما بالعمل التربوي لخدمة شباب الديار المصرية. وتأسست مدرسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين بالقاهرة, وكان بتا قسم خاص لتثقيف وتكوين الإكليركيين الذين سيصبحون كهنة الغد وفى حبريه البابا لاون الثالث عشر ازدهرت الكنيسة القبطية الكاثوليكية الذي أعاد مجدها الغابر , وذلك بتجديد الكرسي الاسكندرى وتثبيته بإصدار البراءة البابوية المصدرة بالعبارة المسيح الرب في 26 نوفمبر 1895.

وفى يوم 29 مارس 1896, عين الحبر الروماني أسقفين. واحد لأبرشية المنيا وهو الأب يوسف صدفاوى الذي اخذ اسم الأنبا مكسيموس صدفاوى, والثاني لأبرشية طيبة ومقر كرسيه طهطا وهو الأب بولس قلادة برزي واخذ اسم الأنبا إغناطيوس برزي.

وقد اجتمع الثلاثة في أوائل مايو 1896 لأجل شئون الأبرشيات الثلاثة التي تسير في تقدم وازدهار وكتبوا تقريرا في ذلك الأمر وأرسلوه للكرسي البطرسى,اسردوا فيه احتياج لطائفة القبطية إلى مدرسة إكليريكية, وعرض الأساقفة أن يكن مقرها طهطا أو تعتبر معقل الكثلكة في الصعيد علاوة على أنها مقر الدار الأسقفية للأنبا إغناطيوس برزي.

فلبى الحبر الأعظم طلب الأساقفة بكل ممنونية وتبرع قداسته بما يكفى لشراء ألفين وأربعمائة متر مربع, كرم نخلة بك يسى عميد الطائفة عامذاك تبرك بقطعة ارض مساحتها ألف ومائتا متر مربع ملاصقة للأولى لتكون حديقة للمدرسة. وتم وضع الحجر الأساسي 25 يناير 1897م.

وأما الافتتاح الرسمي لهذه المدرسة الإكليريكية الذي تم في 15 نوفمبر عام 1899 ودعيت باسم القديس لاون الكبير معرفة بالجميل للحبر الروماني البابا لاون الثالث عشر للطائفة القبطية الكاثوليكية.

وقد عقد المجمع  الاسكندرى العام في 11 يناير 1898م إلى 3 يونيو 1898 –صدق الكرسي البطرسى على ما تضمنه 23 أبريل 1899م.تم شراء مطبعة وحروف قبطية عربية وطبع فيها باللغتين العربية والقبطية. الكتب الطقسية كلها الأول منها 24 نوفمبر 1899م. وقد عينه قداسة البابا لاون الثالث عشر بطريركا على الكرسي الاسكندرى في 19 يونيو 1899. تم تجليسه بالإسكندرية في الكاتدرائية الجديدة 31 يوليو 1899م. واعترفت به الحكومة المصرية بهذا التعيين بأمر عال 29 يناير 1900. ومن هذا التاريخ يوجد بطريركان للأقباط واحدا للأقباط الكاثوليك والأخر للأقباط الأرثوذكس على كرسي الإسكندرية.

·       البطريرك الأنبا كيرلس الثاني مقار يوسف سيدهم إبراهيم (1867-1921)

ولد جرجس مقار، في بلدة الشناينة –أسيوط ،في يوم 17/1/1867م، وفى السنة 1878 تقرر الحاقة بالكلية الإكليريكية الشرقية التابعة لجامعة القديس يوسف بلبنان . وأجاد اللغات اللاتينية والعبرية واليونانية والفرنسية، علاوة على اللغتين القبطية والعربية.وحاز على الدكتوراه في الفلسفة واللاهوت .ورسم كاهنا في شهر يونيو 1891 عن يد المطران غود انزيوبو نفجلى، النائب الرسولي لللاتين بلبنان متخذا أسم الأب جرجس مقار. واستدعاه المنسنيور أنطون كابس(1842- 1896) النائب الرسولي المنتدب لطائفة الأقباط الكاثوليك وعينه مدرسا بالمدرسة الطائفية المجاورة للدار البطريركية بدرب الجنينية بحي الموسكى – القاهرة . وبقى في التدريس من سنة 1893- 1894. وأقيم أسقفا ونائبا رسوليا للطائفة بتاريخ 15/3/1895 واتخذ الأب جرجس مقار اسم كيرلس وصار لقبة "الأنبا كيرلس مقار أسقفا فخريا لقيصرية فيلبس ونائب رسولي على الكنيسة المرقسية بالإسكندرية". وبعد ذلك عين الأنبا كيرلس مقار مديرا رسوليا لبطريركية الإسكندرية في ذات البراءة التي بها أعاد البابا لاون 13(1878- 1903) البطريركية للأقباط الكاثوليك الصادرة بتاريخ 26/11/1895م  وها نصها:

رسالة رسولية عن البطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك

لاون الأسقف، عبد عبيد الله لذكر مخلد

\"\"

   إن شئون وظيفتنا المقدسة تقضي أن تجعل دائماً نصب أعيننا سمو محبة السيد المسيح فادي البشر ومشيد البيعة وحافظها، وأن لا نألو جهداً في امتداد عمله الأيل إلي خلاص النفوس . هذا وإننا نقر من صميم الفؤاد بوجوب امتناننا للعزة الإلهية التي مابرحت تساعدنا فيما كنا ساعين فيه من نشر الإيمان الكاثوليكي وتأسيسه ونموه فيما بين الشعوب وإعادته إليهم ونعزو إلي جليل تعطفاته، سبحانه وتعالي ما تحصلنا عليه هاتين السنتين الغابرتين من النعم الخصوصية إذ حزنا في خلالهما علي أوقات سعيدة مكنتنا من السعي في سبيل امتداد الإيمان الكاثوليكي بمزيد النشاط والاهتمام. علي أن لوسائط التي حسن لدينا استخدامها في هذا الشأن قد أتت، والحمد لله ، بالفائدة والنجاح ولاسيما رسائلنا الرسولية التي وجهناها لشعوب المسكونة عموماً وللبعض خصوصاً ، ولا شك في أن إتباع هذه الخطة بعينها ما نتوسم به استكمال رغائبنا يوماً فيوما

أما الآن فإننا نوجه، بنوع خاص، إلي أمة الأقباط وكنيستهم نظرة المحبة والانعطاف. وقد عزمنا إن نقرر بما لنا من السلطة الرسولية بعض الأمور لصالح تلك الكنيسة وتعزيز جانبها.

إننا منذ أشهر قلائل قد خاطبنا الأقباط برسالة خصوصية أتينا فيها علي ما ينهض عزيمتهم وينشط هممهم من ذكر مجد الكنيسة الإسكندرية ورفعة مقامها السالف. وقد قصدنا بذلك أمرين:

الأول: تثبيت عري اتحاد الكاثوليك مع الكرسي الرسولي بما أبديناه لهم من الإرشاد والانعطاف.

 والثاني: حث المنفصلين وتحريضهم علي طلب تجديد هذا الاتحاد السعيد.

 وقد تعزت نفسنا بتحقيق أمالنا في كلا الأمرين. وبالأخص فإن الكاثوليك قد أظهروا لنا جزيل الاحترام والمحبة، دأب البتين نحو أبيهم هذا فضلاً عما أبدوه لنا من الامتنان لسابقة تلبية طلبهم إذ منحنهم أسقفا من جنسهم مقلداً النيابة الرسوليةً وهو أخونا الموقر كيرلس صاحب قيصرة فيلبس وإظهارا لكامل رغبتهم ظهوراً أجلي قد تم عزمهم علي أن يرسلوا لنا وفداً حافلاً الأمر الذي من شأنه علو مكانتهم وإفهام  قلبنا فرحاً وسروراً وفعلاً قد تمثل  بين يدينا في شهر سبتمبر وفد الأقباط مؤلفاً من كافة طبقات الأمة تحت رئاسة أخينا الموقر المؤماء إليه وسمعناهم بمزيد السرور يعبرون لنا عما في ضمائرهم وضمائر باقيهم من المحبة والاحترام نحو هذا الكرسي البطرسي وشدة تعلقهم به. وقد حرك فينا عوامل المحبة الأبوية ما رأينا فيهم من عظم الثقة ومزيد الاتكال حين التمسوا وانتظروا منّا مساعدة أوفر لتحسين شؤونهم وشؤون أخواتهم المنفصلين وبعد أن بيّنو لنا أن الشأن الأعلى هو إقامة الهيئة الكنائسية بتمام مراتبها فيما بينهم طلبوا منا بتواضع وتضرع عظيمين أن نقرر بما لنا من السلطة الرسولية تجديد النظام الأسقفي عند المصريين وإعادة المقام البطريركي إليهم وقد ثبت لدينا من أوجه عديدة أن هذا الطلب هو في موقع الحق والصواب فإنه من المقرر إن الأمانة الكاثوليكية تمد كل يوم امتداداً محسوساً في الديار المصرية ولا سيما أن الإكليروس والكهنة الوطنين أخذوا يزدادون عدداً وأن المدارس وغيرها من الوسائط الآئلة إلي تثقيف عقول الشبان قد تكاثرت وأن حب الدين والتمسك به قد تأصلا في القلوب بحيث تنتج من ذلك الأثمار الكثيرة والفوائد الجزيلة ولا ينكر أحد ما يجريه بعض الجمعيات الرهبانية في هذا الشأن من مساعدة الإكليروس وتعضيد اجتهاده وغيرته. وفي هذا المقام يجدد توجيه الثناء علي الرهبان الفرنسيسكان الذين لم يزالوا منذ أمد مديد يفلحون في تلك البلاد وعلي رجال الطغمة اليسوعية وآباء مدينة ليون المرسلين الذين سعينا نحن بنفسنا في إرسالهم إلي البلاد المذكورة علي سبيل الإعانة فلو تجددت والحالة هذه ولو جزئياً هيئة النظام الأسقفي بتلك الديار، وأقيم لها بعض الرعاة، فلا شك أن تقوي دواعي الرعاية علي الشعب، وتزداد صلاحية الوسائل في تدبير شئونه. فينتج له من ذلك وللإكليروس معاً فوائد جمة. ولا ريب أن في المقام البطريركي واتساع نطاقه، بهاء الكنيسة القبطية الكاثوليكية وعلو شأنها في عيون الجميع. وعلي هذا المقام نفسه يترتب انضمام كامل الأمة برابطة الإيمان والألفة الأخوية. فبعد فحص هذه المسألة فحصاً مدققاً والمذاكرة عنها ملياً مع لجنة كرادلة الكنيسة الرومانية المقدسة التي أمرنا بتشكيلها لمساعدتنا في سبيل مصالحة المنفصلين مع الكنيسة قد رأينا من الصواب إجابة طلب الأقباط. وعلي ذلك وتمجيداً لاسم العلي، جلت قدرته، وانتشاراً للإيمان المقدس وامتدادا لدائرة الشركة الكاثوليكية نجدد ونحن بمعرفة تامة وبمجرد إرادتنا الذاتية، وبما لنا من ملء السلطة الرسولية، مقام البطريركية الإسكندرية الكاثوليكية ونقرر للأقباط أمر تدبيرها ونعهد إليهم زمامها، ونقول لتلك البطريركية ولجميع من يقومون بإدارتها كامل الشرف والامتيازات والحقوق والألقاب وعلي العموم كامل السلطة المفوضة قانوناً وحالياً لبطاركة المشرق. وسيعطي الكرسي الرسولي ما لديه من التعليمات بهذا الشأن حسبما تقضيه ظروف الزمان والمكان. وقد قررنا مؤقتاً تأسيس أسقفتين خاضعتين للبطريركية المشار إليها يكون مركز أحدهما في مدينة هيرموبوليس العظمي، في مدينة المنيا، ومركز الأخرى في طيبة أعني ديوسيوليس الكبري في مدينة الأقصر. بحيث أن دائرة البطريركية تشتمل الآن علي ثلاثة كراسي: كرسي بطريركية الإسكندرية. كرسي أسقفية هيرموبوليس وكرسي أسقفية طيبة. وإنما لنا ولخلفائنا من بعدنا أن نقيم بكامل سلطاننا الذاتي كراسي أساقفية أو كراسي رئاسية أساقفة أخري خلا ما توضح آنفاً أو إدخال بعض التعديلات فيها. وهذا وذاك حسبما تقضيه منفعة الكنيسة أو احتياجاتها.  وإذ ترتبت بطريركية الأقباط الإسكندرية على النمط السابق إيضاحه فنقرر بامتداد دائرتها علي جميع ديار مصر الخديوية وسائر أقاليم الكرازة المرقسية. وأما حدود كل من الكراسي الثلاثة البادي ذكرها فقد استصوبنا أن تكون كالآتي:

أولا: يشتمل الكرسي البطريركي الاسكندري علي مصر السفلي أعني جميع جهات الوجه البحري بما في ذلك مدينة القاهرة . ويحده شمالاً البحر الأبيض المتوسط وشرقاً ترعة السويس وجنوباً الدرجة الثلاثون من العرض الشمالي وغرباً إقليم طرابلس من المملكة العثمانية.

ثانياً : يشمل كرسي هيرموبوليس علي مصر الوسطي. ويحده شمالاً الكرسي البطريريكي، وجنوباً يفصل تقريباً ما بين الدرجة السابعة والعشرون والثامنة والعشرون من العرض الشمالي حيث توجد الجهة المعروفة بساقية موسي بالقرب من نهر النيل. وتدخل هذه الجهة أيضا في دائرة الكرسي المذكور وتحده غرباً برية ليبيا.

ثالثاً: يشتمل كرسي طيبة مصر العليا {أي بلاد الصعيد} ويحده شمالاً كرسي هيرموبوليس البادي ذكره، وشرقاً خليج العرب، وجنوباً الدرجة الثانية والعشرون من العرض الشمالي، وغرباً برية ليبيا.

هذا وأننا نحفظ الحق للكرسي الرسولي هذه الدفعة في تعيين البطريرك والأسقفين الخاضعين له. وقد اقتضت إرادتنا أن تستمر إدارة شئون كافة الأقباط الكاثوليك المقيمين بالديار المصرية في عهدة أخينا الموقر كيرلس، إلي أن يتم أمر هذا التعيين، وان تكون هذه الإدارة باسمنا وبالسلطة الرسولية. أما الآن فإننا نفرح ونتهلل في الرب حيث أمكنّا أن ندبر أمر إعادة البطريركية الإسكندرية للأقباط. وخصوصاً وأن ذكر هذه الكنيسة يوجه الفكر إلي ما يشرح الصدر ويسر القلب فوق ما سواه. لأنه لما كان المؤسس لها أصلا والمتعهد ذمام إدارتها وابتداء القديس مرقس تلميذ بطرس الطوباوي ولسان حاله. ترتب علي ذلك أن نشأت بينها وبين الكنيسة الرومانية أشرف العلاقات وأمتن روابط القرابة التي سبق لنا ذكرها في ظروف أخري. فأنبئ علي هذه العلاقات أن البطريركية الإسكندرية ترعرعت إذ ذاك في بحبوحة المجد والبهاء، وأشرقت عليها زمناً طويلاً شمس المعارف وتعطرت أرجاؤها بأريج الفضائل. ولهذا فإننا نود من صميم الفؤاد أن الأقباط المنفصلين يتأملون بعين الحق والبصيرة أمام الله في البطريركية الكاثوليكية تلك التي باتحادها مع بطرس هامة الرسل وخلفائه تتلألأ فيها دون سواها سمات الكنيسة المرقسية. هذه البطريركية التي ترث وحدها كلما خلفه الآباء الأقدمون للبطريركية الإسكندرية من حميد الذكر ومجيد الثناء،  وعسي ما نعهده فيهم من استقامة النية وحسن الطوية، أن يحملهم علي الرضوخ لمناجاة النعمة الإلهية عقيب هذا التأمل. فينبذون وراءهم ما حدث من أسباب الانقسام والانشقاق ويعودون إلي الاتحاد مع الكنيسة الرومانية، التي تنتظر رجوعهم بمزيد الرغبة وشديد المحبة. ونحكم بأن هذا القرار وكلما يتضمنه من الأحكام لا يمكن في أي وقت من الأوقات أن يمس أو يشتبه فيه بكونه صدر عن غش ممن تطلبوا إصداره بإبرازهم أسبابا كاذبة، أو بإخفائهم الموانع التي كان من شأنها إيقاف صدوره، ولا بكونه صدر عن خطأ نية. وبالإجمال لا يمكن الطعن فيه بأي علة أو عيب كان. ونحكم بدوام صحة وثبوت هذا القرار ونفاذ ما يتضمنه من الأحكام في كل حال من الأحوال. وبوجوب مراعاة هذه الأحكام وتمام حفظها من الجميع مهما بلغت رفعة مراتبهم وسمو مراكزهم، وذلك رغماً عما احتوته الرسوم الرسولية وأوامر المجامع إقليمية كانت أو مسكونية، عمومية أو خصوصية، وبالإجمال رغماً عن كل ما كان مخالفاً لهذا القرار، ولو كان يستحق التصريح به تصريحاً خصوصياً، فإننا نلغي ونتجاوز علي قدر الاقتضاء ما كان مغائراً لإرادتنا هذه. وفي حالة حدوث أدني تعد علي أحكام هذا القرار من أي شخص أو بأي سلطان كان عن، عن علم أو عن جهل فإننا نحكم من الآن بأنه باطل ولا يمكن التعويل عليه. ونريد أن تعتبر صور هذا القرار حتى المطبوعة منها كما تعتبر هذه الصورة الحالية وأن  يعول عليها لدي الجميع لإظهار إرادتنا، بشرط أن يكون موقعاً عليها حافظ السجل، ومشتملة علي ختم أحد الموظفين الكنائسيين.

أعطي بروما بالقرب من القديس بطرس سنة ألف وثمانمائة وخمسة وتسعين للتجسد في السادس والعشرون من شهر نوفمبر، وهي السنة الثامنة عشر لحبريتنا.

توقيع: الكاردينال بيانكي.

توقيع : الكاردينال روجبيرو وكيل الداتاريا

نظر من الكوريا : {توقيع} أكويلا فيكونت. ( مكان الختم )

تسجيل بسكرتارية البراءات {توقيع} كينوني.

وترجمت الرسالة الرسولية وزف الأنبا كيرلس مقار البشري لأبناء الطائفة بمنشور رعائي صدر بتاريخ 7 ديسمبر سنة 1895 ومما جاء فيه :  "قد يعلم الجميع أن بطريركية آبائنا، بعد أن ارتفعت في بيعة الله إلي ذري المجد وأوج الكمال، أخذت في الهبوط والانحطاط شيئاً فشيئاً حتي أصبحت علي وشك السقوط والاضمحلال، وقد تعاقد الزمان مع الإنسان وتضافر على محو بهاء أول كراسي المشرق ودرس معالمه السنية كيف لا وقد انقضت السنون ومرت الأجيال وبنت صهيون جالسة في وادي حزنها ووحدتها، تبكي وتنوح علي ترملها وتئن من ثقل شدائدها، وما من أحد يرثي لحالها، ويرق لمصابها.

ولكن فليتبارك الرب إلهنا. أن العقل يندهش لما يراه في عنايته الإلهية من جليل الحكمة وحسن التدبير في اختيار الأوقات المناسبة لإتمام مقاصده الأزلية . وكأني به جل جلاله قد اصطفي من قديم الأزل لاون الثالث عشر لإحياء مراسيم الدين المسيحي في الديار المصرية وإعادة البطريركية الإسكندرية إلي ما كانت عليه في غابر الأحقاب من علو المنزلة وعزة الشأن. فقد فطن هذا الشيخ الجليل بما فطر عليه من سمو المدارك وثاقب الأفكار بأن الكرسي المرقسي مع ما هو عليه من وثيق العلاقة وشديد الارتباط بالكرسي البطرسي، لا يجدر أن يبقي علي هذه الحالة السيئة. وبأن شرف الكنيسة الرومانية يقضي عليها أن توجه أنظارها إلي ابنتها البكر، وباكورة أثمارها في الأمصار الشرقية، وأن تعيد لها مكانتها واعتبارها الأولين. وقد تأثر قلب هذا الحبر لدي سماعه شكوى عزيزته. وأسف لأسفها، وتوجع لمصابها، ولم يستطع إلا أن يفرج عنها غمها، ويرد لها ضالتها المنشودة. وفعلاً قد أعلن لاون الثالث عشر في جلسة 29 نوفمبر الاحتفالية إلي جميع سكان الأقطار المسيحية بأنه بما له من السلطة الرسولية وتمجيداً للعزة الإلهية، قد أعاد إلي الأقباط مقام البطريركية الإسكندرية بجميع امتيازاته وحقوقه القديمة" .    

ثم يطلب الأنبا كيرلس مقار "النائب الرسولي ومدير شئون البطريركية الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية، من شعبه قائلاً :

" أما الآن وقد تجددت بيننا سلالة بطاركتنا الكاثوليكيين، فنظراً لخلو الكرسي البطريركي، وندعوكم جميعاً، أيها الإخوة الموقرون، والأبناء الأعزاء، أن ترفعوا إليه سبحانه وتعالي، أكف الضراعة والابتهال، طالبين منه أن يقيم لهذا الكرسي حبراً قدّيساً وأهلا لخلافة أبينا مرقس الطوباوي، وراعياً صالحاً مملوءاً من روح آبائنا الرسوليين "{صدر بمصر في التاسع والعشرين من شهر هاتور سنة ألف وستمائة واثنتي عشرة للشهداء الأطهار الموافق 7 من شهر ديسمبر سنة 1895 عيد القديس بطرس بطريرك الإسكندرية وخاتم الشهداء} .

 وثم عين البابا لاون 13 في  29/3/1896 أسقفين وهما:

1- الأب يوسف وأخذ اسم مكسيموس صدفاوى ومقر كرسيه المنيا"هيرموبوليس".

2- الأب بولس وأخذ اسم إغناطيوس برزي ومقر كرسيه طهطا "طيبة".

وفى عهد الأنبا كيرلس مقار تم وضع الحجر الأساسي للإكليريكية بطهطا في يوم 25/1/1897. وفى مايو 1897 توجه لروما الأساقفة كيرلس مقار، إغناطيوس برزي، مكسيموس صدفاوى وبعض الكهنة وأبناء الطائفة وفى المقابلة العمومية التي تكرم بها البابا لاون 13 على وفد الأقباط الكاثوليك فأخذ هذا الحبر الروماني الوفد القبطي الكاثوليكي إلى يمينه. فكان عدد المؤمنين يزداد يوما بعد  يوم بفضل غيرة الأنبا كيرلس مقار حتى وصل عدد المؤمنين سنتذاك حوالي اثني عشر ألف نسمة يخدمهم ثلاثون كاهنا. وفي عهده عقد أول مجمع أسكندري للأقباط الكاثوليك في يوم 18/1-3/ 6سنة 1898- وصدق الكرسي الرسولي على ما تضمنه (بالنص اللاتيني) في 23/4/1899.  وتم شراء مطبعة وحروف عربية وقبطية لطبع الكتب الطقسية فالأول منها في 24/11/1899. فعينه البابا لاون 13 بطريركا على السدة المرقسية في 19/6/1899 وتم تجلسيه في الكاتدرائية الجديدة بالإسكندرية بتاريخ 31/7/1899، وافتتحت الإكليريكية اللاونية بطهطا في 15/11/ 1899 واعترفت الحكومة المصرية بتعين البطريرك كيرلس مقار بطريرك الأقباط الكاثوليك بأمر عال في يوم 29/1/1900 ووصل عدد الأقباط الكاثوليك في  السنة 1908 عشرين ألف وخمسين كاهنا. ولكن قدم استقالته أمام البابا بيوس 10(1903-1914) بتاريخ 30/5/1908م وتنيح في يوم 18/ 15/1921.

·       المراجع:

1- أثناسيوس المقاري(القس)، « كنيسة مصر » = الكنائس الشرقية وأوطانها= الجزء الثاني، الدرة الطقسية للكنيسة القبطية بين الكنائس الشرقية، مقدمات في طقوس الكنيسة= 2/2، القاهرة، 2007.

2- أديب نجيب سلامة، «الفرنسيسكان في مصر»، القاهرة، 1989.

3- أديب نجيب سلامة، «المسيحية في مصر في القرن التاسع عشر»، القاهرة، 2004.

4- بطرس سعد الله (الأب)، «اليوبيل الماسي للكلية الإكليريكية للأقباط الكاثوليك (1899-1974)»، القاهرة، 1974.

5- بطرس سعد الله (الأب)، «تاريخ الإكليروس للأقباط الكاثوليك (1724-1962)»، القاهرة، 1963.

6- جاك تاجر(دكتور)، «أقباط ومسلمون منذ الفتح العربي إلى عام   1922»،   القاهرة، 1951.

7- سليمان نسيم ( دكتور)، « تاريخ المسيحية في مصر» = تاريخ كنسي =1، القاهرة، 1991.

8- عزيز سوريال عطية، «تاريخ المسيحية الشرقية»، ترجمة : إسحاق عبيد، المجلس الأعلى للثقافة = 892، القاهرة، 2005.

9- الكسندروس اسكندر (الأنبا)، «تاريخ الكنيسة القبطية»، الجزء الثاني، القاهرة 1962 .

10- مجموعة من المؤلفين، « تاريخ الكنيسة القبطية الكاثوليكية»، أعمال المجمع السكندري الثاني، القاهرة، 2001.

11- مجموعة من المؤلفين، «دليل إلي قراءة تاريخ الكنيسة، المجلد الثاني: الكنائس الشرقية الكاثوليكية»، دار المشرق، بيروت، 1997.

12- مرقس يوسف(الأب)، «تاريخ كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس للأقباط الكاثوليك بالشناينة»، القاهرة، 1992.

13- يوحنّا كابس ( الأنبا )، « لمحات تاريخية عن النواب الرسوليين  لطائفة الأقباط الكاثوليك في القرن التاسع عشر»، القاهرة، 1987.

14- يوحنّا كابس (الأنبا)، « تاريخ حياة الأنبا كيرلس مقار بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك 1899-1921»، القاهرة، 1979.

15- يوحنّا كابس (الأنبا)، «المعلم غالي وعصره ودوره في الكنيسة القبطية الكاثوليكية»، القاهرة، 1976.

 

بنعمة الله

أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما