عظة البابا فرنسيس في كنيسة القديسة حنة

"الرحمة هي أقوى رسالة للرب"

أرسل روما, 18 مارس 2013 (زينيت)

ننشر في ما يلي العظة التي تلاها البابا فرنسيس خلال القداس الذي ترأسه يوم الأحد 17 مارس، في كنيسة القديسة حنة في الفاتيكان.

***

كم إن هذا جميل: أولًا، يسوع وحده على الجبل، يصلّي. كان يصلّي وحده (راجع يوحنا 8، 1). ثم عاد من جديد الى الهيكل، فاجتمع حوله جمهور الشعب. (راجع الآية 2). كان يسوع بين الجموع ولكنهم في الأخير تركوه وحده مع المرأة (راجع الآية 9) يا للتعاطف الذي أظهره يسوع! تعاطف مثمر: أولًا،الصلاة مع الآب، وثانيًا، وهو الأجمل، رسالة الكنيسة اليوم، وهي الرحمة التي اظهرها تجاه هذه المرأة.

هناك أيضًا فرق بين الجموع: هناك الجموع التي كانت تذهب اليه "كان يجلس ويعلمهم": الجموع التي كانت تود أن تسمع كلمات يسوع، جموع قلوبها مفتوحة، محتاجة لكلمة الله. ومن ناحية أخرى، هناك الآخرون الذين ما كانوا يسمعون شيئًا، لا يستطيعون أن يسمعوا؛ هم الذين أتوا مع هذه المرأة: اسمع يا معلم، هذه المرأة كذا وكذا…يجب أن نفعل ما أمر موسى بفعله مع نساء كتلك (راجع الآية 4و 5).

يبان لي أننا أيضًا من هؤلاء الجموع الذين من جهة يريدون أن يصغوا الى يسوع، ولكن من جهة أخرى، يستمتعون في بعض الأحيان بمعاقبة الآخرين وبإدانتهم. ورسالة يسوع هي: الرحمة. بالنسبة إليّ، أنا أقول ذلك بكل تواضع:الرحمة هي الرسالة الأقوى للرب. ولكن هو نفسه قد قال: أنا لم آت لأدعو أبرارًا فالأبرار يخلصون أنفسهم. أنا جئت من أجل الخطأة (مرقس 2، 17).

فكروا بهذه الكلمات بعد دعوة متى: ولكنه ذهب مع الخطأة! (مرقس 2، 16). هو إذًا أتى من أجلنا، عندما نعترف بأننا خطأة. ولكن إن كنا مثل هذا الفريسي، حين قال أمام المذبح: أشكرك أيها الرب، لأنني لست مثل باقي الناس، ولا مثل ذاك العشار الواقف على الباب (راجع لوقا 18، 11-12)، إذًا نحن لا نعلم قلب الرب، ولن نحظى أبدًا بفرح اختبار رحمته! ليس من السهل أن نسلم أنفسنا لرحمة الله لأنها هوة غير مفهومة. ولكن يتوجب علينا ذلك! "آه أيها الآب لو كنتم قد عرفتم حياتي، لما تكلمتم هكذا!" "لماذا؟ ماذا فعلت؟" "آه لقد ارتكبت عدة خطايا!" "إذًا، اذهب الى يسوع: فهو يحب أن نخبره أشياء كهذه!" هو ينسى، فهو يمتلك قدرة خاصة على النسيان. هو ينسى، ويقبلك، ويحتضنك ويقول لك: "ولا أنا أدينك اذهب ولا تخطئ أبدًا." (يوحنا 8، 11). هذه هي النصيحة الوحيدة التي يعطيها لك. وبعد شهر نعود ونرتكب الأخطاء عينها…فلنعد الى الرب. الرب لا يكل من مسامحتنا: أبدًا! بل نحن من نكل من طلب السماح منه. فلنطلب نعمة ألا نكل من طلب الغفران، لأنه لا يتعب أبدًا من مغفرة خطايانا. فلنطلب هذه النعمة.

***

نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية