العمل من أجل الحقيقة، والعدل، والإصلاح
بقلم أنيتا بوردان
روما, 22 مارس 2013 (زينيت)
بعد مشاركته في لقاء ممثلي الأديان مع البابا فرنسيس يوم الأربعاء 20 مارس، أجرت زينيت مقابلة مع الحاخام دافيد روزن وهو مدير اللجنة اليهودية الأميريكية، وشخصية بارزة بين اليهودية والكنيسة الكاثوليكية.
إليكم ما جاء في المقابلة:
***
حضرة الحاخام، لقد حييتم البابا فرنسيس خلال اللقاء الذي جمعكم به يوم الأربعاء 20 مارس مع وفود من مختلف الطوائف المسيحية، والديانات المختلفة. ما الذي بحتم به الى قداسته؟
حين نشكل جزءًا من وفد ما، لا يمكننا إجراء محادثة فعلية وحتى اللقاء الخاص لا يسمح بذلك. قلت أني آمل بأن يساهم البابا في تعميق العلاقة أكثر فأكثر بين اليهود والكاثوليك، كما آمل أيضًا بأن يساهم في إحلال السلام في الأراضي المقدسة.
وبماذا أجابكم؟
أومأ برأسه وقال: "نعم! نعم!" وابتسم وصافحني. لم يكن لدينا الوقت الكافي لنقول الكثير.
ما الذي تتوقعونه بما يختص بالعلاقات اليهودية-الكاثوليكية في السنوات المقبلة؟
من بين أكثر الأشياء أهمية هو ما قاله الصحفيون المختصون بالفاتيكان، بأن التركيز الذي أولاه الفاتيكان للعلاقات مع اليهود سينخفض بعد بندكتس السادس عشر ويوحنا بولس الثاني، وبأننا سنحظى ببابا لا يهتم بشكل خاص بهذه المسألة، وكلهم كانوا على خطأ. يمكننا أن نتوقع بكل ثقة، أن تصبح العلاقات اليهودية- الكاثوليكية هدفًا مهمًا لهذه البابوية. خلال اللقاء الخاص مع البابا فرنسيس، شدد هذا الأخير في كلامه على الالتزام الخاص في العلاقات اليهودية- الكاثوليكية، وخلال القداس الافتتاحي رحّب قائلا "أرحب بالممثلين عن اليهود، وبممثلي الأديان الأخرى." إذًا كنا نحن الممثلين الوحيدين، الى جانب المجموعات المسيحية الأخرى، الذين تم الترحيب بنا بأسمائنا. إذًا يمكننا أن نتوقع تعميق العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والشعب اليهودي. وأتنمى، إن سألتني، أن يكون ذلك في سبيل التحدي الأكبر ألا وهو التعليم. إن تعليم الكنيسة واقترابها من اليهود، واليهودية، واسرائيل، شهدا تغيّرًا ثوريًّا. وعندما تتواجد جماعات يهودية دينامية بالقرب من جماعات كاثوليكية، كما في الولايات المتحدة، يتم استيعاب هذه التغيرات من خلال المؤسسات التعليمية في الكنيسة. ولكن هناك الكثير من الأماكن في العالم حيث لا تتواجد جماعات يهودية، وحيث لا يظهر اليهود على "شاشة الرادار" الكاثوليكية وأماكن حيث حتى الأساقفة لا يعلمون مضمون وثيقة "في عصرنا" وحيث لا يشكل ذلك جزءًا من لتعليم الكاثوليكي. إذًا أنا أعتقد أنه بما أن البابا فرنسيس يأتي من الأرجنتين- في الأرجنتين هناك جماعة يهودية وفي البرازيل أيضًا، ولكنها لا تتواجد في معظم بلدان أميركا اللاتينية الأخرى، ولذلك أعتقد بأنه من المهم جدًّا أن نحظى بدعمه من خلال إرشاداته ونصائحه في الكنائس والمدارس الكاثوليكية، كما في تعليم الكهنة في العالم، فيجب أن يشكل هذا جزءًا من تعليمهم.
كان البابا بندكتس السادس عشر يقول بأن المرء لا يستطيع أن يكون كاثوليكيًّا ومعاد للسامية: كيف تقيّمون حبرية بندكتس السادس عشر حول مسألة العلاقات هذه بين الكاثوليك واليهود؟
كانت حبرية البابا بندكتس السادس عشر مهمة للغاية ولا أظن أن عددًا كبيرًا من الأشخاص في الجماعات اليهودية يعي مدى أهميتها. لأنه لم يسر على خطى يوحنا بولس الثاني فحسب، بل سعى الى توسيعها. فقد زار، على سبيل المثال، عدة معابد يهودية خلال 8 سنوات وهذا أكثر مما قام به يوحنا بولس الثاني طوال فترة حبريته. ولكن أيضًا مع سيره على خطى يوحنا بولس الثاني قام بشيء مهم جدًّا: لأنه أمكننا القول بأن زيارة يوحنا بولس الثاني الى المعبد اليهودي في روما وفي الأراضي المقدسة، في اسرائيل، كانت أفعالًا تنتمي لرجل خاض شخصيًّا محبة يهودية، في طفولته، وتتصل أيضًا بمحرقة اليهود، وهذا كان السبب الرئيسي الذي دفعه ليقوم بذلك. ولكن بندكتس السادس عشر، حين سار على خطاه وقام بالأفعال نفسها وضع هذه الأعمال في نسيج الكنيسة الحبري.
سيكون إذًا من الطبيعي أن يزور البابا فرنسيس كنيس (المعبد اليهودي) روما، ويذهب الى اسرائيل، الى الأراضي المقدسة، وفي كثير من النواحي ستكون خطاه قد سهلها التزام البابا بندكتس السادس عشر بالطريق الذي رسمه يوحنا بولس الثاني.
في فرنسا، نشر مارك كنوبل كتابًا مهمًا حول معاداة السامية في السنوات ما بين 2000 و2013. ما الذي يتوجب فعله أمام أشكال معاداة السامية الجديدة؟
للأسف إن معاداة السامية تعود لتصبح اليوم شيئًا رائجًا جدًّا. بعد أثر الحرب العالمية الثانية، اعتقدنا بأننا سيطرنا على هذا الفيروس. ولكنه يعود ليظهر في أماكن عدة بأشكال مختلفة.
في الآونة الأخيرة، نرى في هنغاريا نوعًا من معاداة السامية المتفشي حديثًا، وأيضًا في بعض الأماكن كفرنسا، وبلجيكا، وهو يعتبر كمنفس لمشاعر الاحباط التي تركز على الصراع الاسرائيلي-العربي والذي يولد المعاداة ضد كل شخص يساند اسرائيل. كما نرى أيضًا معاداة للسامية تأتي من بعض الأماكن من "اليسار الجديد" والتي تسعى لأن تجعل من اسرائيل ممثل لأميركا.
كل هذه الأشكال الجديدة من معاداة السامية تظهر يمينًا ويسارًا، وتتطلب إجابة مهمة وأنا أثق تمامًا بالبابا فرنسيس، وأنتظر منه بأن يكون حازمًا جدًّا حيال هذه المشكلة لأنه يفهمها. هو يفهم، وقد اختبر تجربة تفجير مركز يهودي في بوينس أيرس، AMIA Center، ذهب ضحيته 85 يهوديًّا. كان أول من اتجه نحو المكان، ليظهر تضامنه وكذلك أصدر بيانًا دعا فيه السلطات الأرجنتينية الى القبض على الفاعلين؛ كما شارك في المراسم التذكارية، ونظم العام الماضي احتفالًا تذكاريًّا la Nuit de Cristal" ليلة الكريستال".
لدينا كل لأسباب لنؤمن بأن البابا فرنسيس سيكون ملتزمًا كما بندكتس السادس عشر ويوحنا بولس الثاني في المكافحة ضد معاداة السامية.
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية