الاحد الأول من الصوم تجارب يسوع

                                     تجارب آدم والمسيح (مت 4/1-11)

خاص بالموقع – أبريل 2013

منذ خلق العالم حتى الان ،مازال الإنسان يُجرب ، فقد جرب آدم الأول ،وكذلك آدم الثانى ، ولكن هناك فرق شاسع بين الإثنين: فقد سقط الأول وانتصر الثانى، وبانتصاره فدى آدم الأول وخلصه . وهكذا الإنسان في الحياة كريشة في مهب الريح ،معرض لتجارب عديدة ،فقد يجرب من نفسه او من أهل بيته او أصدقائه .وبصفة خاصة فالذات هى اكبر عدو للشخص حتى أن صلاة احد القديسين كانت "يارب نجنى من ذاتى ".

وهذا ما حدث مع آدم الاول وأنت ربما تجرب من ذاتك دون أن تدري .ولذلك اود أن القى الضوء على تجارب آدم والمسيح وكيفية الاستفاده منها في حياتنا العملية

التجربة الاولى : الطعام

يتقدم المجرب الى يسوع قائلاً له: "ان كنت إبن الله فقل لهذا الحجاره أن تصير خبزاً" ولكن الرب رفض السماع صوت ابليس وتحويل  الحجاره الى خبز معلناً لنا حقيقة أكيدة في مواجهة التجارب " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله .نفس التجربة حدثت مع الأبوين الاولين" آدم وحواء" "أحقاً قال الله لا تأكلا من جميع شجر الجنة"( تك 3/1 )

مع المسيح المجرب يطلب تحويل الحجارة إلى خبز ومع آدم يعرض عليهما الأكل من الشجره المحرمة . آدم اطاع فاكل ثم سقط اما يسوع رفض فانتصر على ابليس .

التجربة الثانية : الكبرياء والعظمة

يتجرأ المجرب ثانية قائلاً للمسيح "ان كنت ابن الله فالقى بنفسك الى الاسفل لأن الكتاب يقول: يوصى ملائكتة بك فيحملونك على ايديهم لئلا تصدم رجلك بحجر" فينتهر الرب إبليس معلنا أنه اٌلإله قائلاً "لا تجرب الرب إلهك "بنفس الشى مع الأبوين الأولين حاول أن يدخل فيهما روح العظمة والكبرياء قائلاً"يوم تاكلان منها تصبحان مثل الله تعرفان الخير والشر "(تك 3/5).

في هاتين التجربتين نجد  هناك فرق فيسوع يرفض طاعة إبليس ! ويعلن أنه الإله الغير محتاج الى ذلك . اما آدم فيطيع حباً في العظمه مريداً أن يعرف كل شى مثل الله فسقط ثم طُرد من الجنه .

التجربه الثالثة : حب الامتلاك

يتقدم المجرب ثالثة ليعرض على الرب ممالك الدنيا كلها قائلاً أعطيك هذا كله إن سجدت لى اما يسوع فينتهر ابليس قائلاً " للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد "ومع آدم ، وعد إبليس آدم أن يأكل من الشجره فلن يموت فيعيش للابد ويسيطر على كل شى ،ويملك على كل شى ولكن آدم أخطا واكل وطردا من الجنه ومات.وهكذا نرى أن يسوع ذهب بارادته الى الجلجثه بآورشليم المكان الذي مات فيه آدم ودفن ،مات المسيح ليفدى آدم وسلالته من الهلاك الأبدى .

+ عزيزي

التجربه هى مقدمه للخطيئة فلا إنسان ينجو من التجربه فقد جُرب المسيح قبلنا لذلك ادعوك أن تدخل الى عمق ذاتك في هدوء وصلاة،وحاول أن تعرف نقاط ضعفك ربما أنت انانى بطبيعتك تميل الى امتلاك كل شى لنفسك او تميل الى حب الظهور والمديح ،او مجرب بشهوات شبابية يقال "أن أحد الأدباء عندما كان عائداً إلى منزله ذات يوم كانت أعماقه ثائره فكاد يلمح زوجته حتى إفتعل معها مشاجره حاده وإنتقل منها لباقى أفراد الأسرة . عندما هدأت ثائرته إتضح له عدم وجود اى سبب لهذا التصرف العدوانى نحو من أحبهم .وحتى لا يتكرر مثل هذا التصرف أراد التوصل إلى السبب الأساسى ،تبين له أن أعماقه ثارت بسبب غضب مكتوم ،تفجر الغضب بسبب رساله سآخره تلقاها من شخص مجهول وسببت له ضيقاً منذ بداية اليوم . لذلك مهم جداً من الحين والآخر أن ترجع لذاتك وتحاول أن تكتشف الأسباب التى تدفعك لعمل هذا أو ذاك من أشخاص أو أماكن ،وحاول أن تعالجها حتى لا تسقط في الخطية وتعيش في سلام وهدوء ومسرة فالله الذي فينا أقوى من إبليس الذي في العالم .

 

الأب بيشوي يسَّى أنيس

راعي كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك

تورنتو – كندا