الأحد الثانى من الصوم: الآب الرحيم

مثل الأبن الضال (لو 15/11-34)

خاص بالموقع – أبريل 2013

الإنجيل يحدثنا عن مثل الإبن الضال ليظهر لنا محبة الله ومغفرته لنا لكن الحقيقه نستطيع أن نقول أنه مثل الإبنين الضالين ، الأصغر إبتعد عن البيت الأبوى وصار ضالاً بعيداً،والأكبر كان ضالاً فقيراً وهو في بيت أبيه . كيف هذا ؟!

الإبن الأصغر

سبب بعده عن بيت أبيه هو إحساسه بعدم الشبع الحقيقى ، وظن أنه بتركه لأبيه سوف ينال كل ما يريد .كان لديه رغبة شديده في الإرتواء .وللأسف دفع ثمن كل شهواته الشريرة : بدد ميراثه، فقد كرامته ، خسر أصدقائه وعائلته وخسر أيضاً كل ما هو جميل في حياته ،حتى خططه، ظن أنه يفكر بطريقه صحيحة ولكنه كان أعمى لحقيقة ما تخفيه له الحياة نتيجة تصرفاته الشريرة ،اختبر الذل والعبودية لقد دفع ثمن تفكيره وخططه الفاشله فضل طريقه،وخسر ماله ووقته.

الإبن الأكبر

تصرفاته التى أظهرها نتيجة رجوع أخيه تُظهر أنه لم يُدرك محبة أبيه وقلبه الواسع .شعر أنه غير محبوب أو مقبول أو مُقدر من أبيه نتيجة كل ما يفعله . لقد غضب وتذمر ورفض أن يدخل ويرحب بأخيه ولم تكن له علاقه بنوة حقيقية مع الأب "خدمتك كل هذه السنين ولم تعطينى جدياً أفرح به مع أصدقائى" .لقد خدم في بيت أبيه كعبد ولكن ليس بروح الإبن لكن بروح  الأجير . ولم يٌدرك أن آخاه هو أخوه "إبُنك هذا"  لذلك لم يفرح لرجوع أخيه ،ورفض المشاركة في الوليمة .لقد كان ضالاً وهو في بيت أبيه .لم يتصرف كإبن بل كخادم وعبد .

+ إخوتى

الإبن الأصغر أخذا قراره بالرجوع فإسترد كل ما  فقده : حريته ، بنوته ، كرامته، ميراثه . أما الإبن الأكبر بالرغم من وجوده في البيت الأب عاش وكأنه خادم . أنه خادم عبد، لم يٌدرك أن كل ما هو للأب هو له لذلك  كان ضائعاً. وهذه هى حالة الكثيرين الذين ينتمون للآب السماوى ويأتون بيته أويصلون ،وللأسف لم يختبروا محبة الله لهم !،ولم يدركوا مالهم من ميراث عظيم في المجد فيتذمروا ،ويرفضوا المغفرة للآخرين ،ويعيشون كعبيد وليس كأبناء ،ويفقدون ميراثهم الأبوى ،ويعيشون في ضياع بسبب تركيزهم على الأمور الظاهرية فقط .لأنهم لم يدخلوا في عمق العلاقة مع الله الآب .

إسأل ذاتك في أى حالة أنت ؟وماذا سوف تفعل ؟ هل تعيش كابن أم كعبد؟

 

الأب بيشوي يسَّى أنيس

راعي كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك

تورنتو – كندا