وحدة المسيحيين عطية من الله، تجد جذورها في الصلاة

 

وحدة المسيحيين عطية من الله، تجد جذورها في الصلاة
يقول نائب رئيس الاتحاد العالمي للكنائس الاصلاحية

 

فريبورغ – روما، 18 يناير 2007 (ZENIT.org). –
وحدة المسيحيين عطية من الله تمتد جذورها في الصلاة الحميمة والمشتركة، حسب ما قاله غوتفريد لوشير، نائب رئيس الاتحاد العالمي للكنائس الاصلاحية، واستاذ في جامعة فريبورغ في سويسرا، في مقابلة مع وكالة زينيت بمناسبة اسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين (18 – 25 يناير).
"تبدأ الوحدة في الصلاة من أجل بعضنا البعض ومع بعض البعض…الوحدة هي عطية من الله، وليست منتَجاً بشرياً." إن الصلاة من أجل وحدة المسيحيين هي العنصر الأساسي في الحركة المسكونية: في كل مرة يجتمع فيها المعمدون للصلاة، يحل الروح فيما بينهم ليقودهم ويعلمهم الصلاة وبناء وحدة الكنيسة.
جاء في الرقم 1 من المرسوم حول المسكونية " Unitatis Redintegratio": "الروح القدس الذي يسكن في المؤمنين ويملأ كل الكنيسة، يخلق هذا الاتحاد الرائع بين المؤمنين ويوحدّهم بالمسيح بطريقة حميمة.
" ودعى لوشير الى "الاستماع – في الصلاة – الى ما يقوله لنا الله عندما ندعوه. لأن قوة الوحدة هي قوة الروح القدس وليس قوتنا نحن…، ومن الضرورة الاستماع الى صلاة الآخر، ففي الآخر كنوز لا بد من اكتشافها".
من جهتها، أوضحت باربرا هالينزليبن – استاذة في كلية اللاهوت في جامعة فريبورغ – الى زينيت بأن "روح الحركة المسكونية" حددها المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني في "ارتداد القلب" وفي "قداسة الحياة والصلوات الشخصية والجماعية من أجل وحدة المسيحيين (رقم 8)".
وأضافت: "لنساعد بعضنا البعض في هذا الاسبوع من الصلاة من اجل وحدة المسيحيين، لكي تبقى فينا هذه الروح. الأمر ليست بهذه السهولة، لأن الصلاة قد تتحول بحد ذاتها الى نشاط كسائر النشاطات".
واقترحت هالينزليبن أن تتغير العادات في ما يتعلق بالاحتفالات في الاسبوع من أجل الوحدة، وأن "ترتكز الاحتفالات على زيارة بعضنا البعض والمشاركة في اشكال الصلاة المعروفة لدى مختلف الجماعات المسيحية…الأمر الذي سيقودنا الى معرفة متبادلة اعمق، والى تعلّم محبة بعضنا البعض".
تعود جذور اسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين الى منتصف القرن التاسع عشر، وتنبثق عن مبادرات بعض الحركات الكنسية في المحيط الانجيلي والبرتستانتي. كان الاب بول واتسون – كاهن انجيلي ومشارك في تأسيس "مؤسسة التكفير" – أول من بدء بثُمانيّة من أجل وحدة المسيحيين، احتفل بها لأول مرة من 18 الى 25 يناير 1908.
الوحدة بالنسبة لواتسون كانت تعني العودة الى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، ومن هنا أهمية تاريخ الصلاة الرمزي. فيوم 18 يناير هو اليوم الذي فيه كان يُحتفل بعيد كرسي بطرس، ويوم 25 يناير عيد ارتداد القديس بولس، رسول الأمم. وبعد أن اندمجت "مؤسسة التكفير" رسمياً في الكنيسة الكاثوليكية، وافق البابا بيوس العاشر على الثُمانيّة من أجل الوحدة وشجّع على فكرة الصلاة، بلغة ذلك الوقت، ليعود المسيحيون "فيتّحدوا" بالكنيسة الكاثوليكية.
عام 1936، تحدث الأباتي بول كوتورييه الكاثوليكي الفرنسي عن مفهوم آخر لثمانيّة الوحدة، مركّزاً على فكرة "أن العودة الى الكنيسة الكاثوليكية تحول دون مشاركة الكثير من المسيحيين في الصلاة من أجل الوحدة". واطلق كوتورييه حينها "أسبوع الصلاة الكونية من أجل وحدة المسيحيين"، محافظاً على التاريخ نفسه (18 – 25 يناير)، ومشجعاً على الصلاة من أجل وحدة الكنيسة، واتحاد المعمدين التام "حسب إرادة المسيح".

 

زينيت هي وكالة أخبار عالمية
جميع الحقوق محفوظة (2006(
Innovative Media Inc.