ما يقول لك يسوع

إن الآباء القديسين الذين عاشوا في الصحاري قد تعلّموا هذه الحكمة السماوية، ولم يتراجعوا أبداً أمام تجارب إبليس، وأمام خداع طبيعتهم البشرية. لقد انتصروا على أعدائهم في داخلهم وفي خارجهم، وذلك بالصلاة والصوم والتقشف والعمل. وقد وجّهوا أنظارهم إليّ في كل شيء، وجعلوا السماء هدفاً لهم، واعتبروا حياتهم الأرضية سفراً إلى السعادة الأبدية.


أنت أيضاً تمر بتجارب الفتور في مقاصدك الصالحة، وتخاف على صحتك، وتقلق على أصدقائك، وتضايقك آراء الناس، وتهاب أخطاراً لا وجود لها إلا في مخيّلتك.


إتبع نصيحتي: كن دائماً مشغولاً بالصلاة ونكران الذات والأعمال الصالحة. وعندئذٍ فإني أجود عليك بنِعم لتجد ذاتك أقرب إليّ من قبل. في هذه الدنيا، عليك أن تسير في الإيمان والرجاء والمحبة. إلا إنك سوف تدرك فيما بعد أن الصعوبات التي ضايقتك على الأرض كانت جيدة ومفيدة لك، وانها حققت فيك الوعي على ما لديك من فضائل، وعلى احتياجك لفضائل غيرها كثيرة لحياتك اليومية.


 


تأمّـل


تبدأ المعركة الروحية بعد اتخاذ المقاصد الصالحة. فسوف أكون عرضة لتجارب إبليس وأتعرض لسوء فهم الآخرين ولنواياهم السيئة، إذ إن تغيير حياتي إلى الأفضل لا يريح الكثيرين. ومع كل ذلك فإن طبيعتي البشريّة سوف تكون ألدّ عدوّ لي لأنها لن تستسيغ أسلوب العمل الشاق الذي قررت أن أتبعه الآن. فالمخيّلة، والعوائد، والأمور المحببة لدي وغير المحببة، كلها تميل بي إلى التخلي عن مقاصدي قلّما يكون، ألا أنقاد لتمرّد طبيعتي الدنيئة. إن الله سيجود عليّ بنوره وقوته في الوقت المناسب، إذا ما بقيت أميناً على تحقيق مقاصدي بالرغم من التخوف والشك والانزعاج.


صلاة


يا يسوعي، لا يستطيع أحد أن يصف ما تعدّه من مجد وعظمة للذين يتقيدون بإرادتك القدوسة في حياتهم. لذلك لم تجد في أمور هذه الدنيا شبهاً يقربه إلى أذهاننا. فعندما ندخل مجد السماء، سوف نقول مع بولس الرسول بإن الله أعدّ للذين يحبونه كل ما لم تره عين، ولا سمعت به أذن، ولا خطر على قلب بشر. إن الآلام التي نقاسيها في هذه الحياة لزهيدة جداً إذا ما قيست بأصغر فرح من أفراح السماء. فهَبني يا يسوع الحكمة لكي أتابع سيري نحو الهدف الأسمى، بحيث لا أستسلم لليأس ولا أهاب أبداً الجهاد اليومي في هذه الحياة. آمين.


 


من كتاب “خبزنا اليومي


 


المرجع:


http://www.tarateel.net/