ما هي القيادة وما هي مسئوليات القائد ومهاراته?

    وعلى القائد أن يحترم الكل ويقدر الكل ، حتى صاحب الدم الثقيل . لا تنس أنك كقائد موضع غيرة بعض أفراد الجماعة وربما حسدهم فكن متجاوباً معهم . أعطهم فرصة ليحسوا أن فرصة قيادتك شرف لهم واحترام لشخصياتهم ومتعة لهم .


    ولا تستخدم التوبيخ وسيلة للإقناع . فمثلاً فى مكافحة الأمية يلزم أن تقدر أن الأمى يواجه صعوبات جمة فى سبيل التعليم ، وفى الاقتصاد المنزلى يلزم أن نفهم أن السيدة ليس من السهل عليها أن تميز بين النظافة والقذارة ، فكلاهما سواء عندها ، وتحتاج للتوجيه بمنتهى الرقة واللطف دون أن تجرح إحساس أحد .


شجع الناجح بامتداحه ، وتصفيق الجماعة له ، وبذلك تبدأ المناقشة بروح حبية وسلمية بين الجماعة نحو الهدف الأسمى .


    ولكن أعظم قائد يعمل مع أشخاص لا يتعاونون معه لابد أن يفشل . لهذا من جانب التابعين يلزم أن يلاحظوا :


أ معاونة القائد مع احترامه وتقديره .


ب توجيه القائد من أخطأ بروح المحبة والسلام .


ج تحديد مدة القيادة ، فمتى فشل القائد فى عمله يمكن تعيين شخص يحل محله . ربما تكون هذه المدة ثلاثة أشهر أو ستة أشهر أو سنة .


 


 


2 الحكم الصائب على الأمور :


 هذه صفة تنمو بالتدريب والاختبار والتعلم عندما يفهم القائد المشكلات ويمكنه الحكم الصائب الذى يدل على فهمه لحقيقة الموقف ، وبالتالى يحل المشكلة . وقد يكون الحكم الصائب ضده ، فيجب أن يكون القائد أول شخص يصرح بأنه مخطئ إن كان مخطئاً . كما أنه     الصائب ونقده الصحيح للتصرفات والأعمال يعاون على تماسك الجماعة وارتباطها .


3 الانطلاق :


    من مستلزمات القائد المرح ، الانطلاق فى الحديث ، والقدرة على التعبير عن ما يجول فى نفسه تعبيراً منطقياً سليماً ، واليقظة لكل ما يدور فى الجماعة أو فى الاجتماعات والإسهام بحماس فى كل ما يتعلق بالأعمال التعاونية فى الجماعة . بل يتطور معنى الانطلاق إلى أنه سرعة الاندماج فى الجماعة ليصير القائد واحداً منها ، يحس بكل احساساتها ويواجه كل مشكلاتها .


4 المقدرة على التكيف مع شخصيات الآخرين :


    يحتاج القائد لأن يتدرب على التعامل والتكيف مع شخصيات وأخلاق مختلفة . إنه يحتاج لخصوبة النفس ومرونة التصرف ليتمكن من تأدية رسالته بينهم .


ولهذا يجب أن يكون القائد مستعداً دائماً للتعلم والاستفادة من غيره ، فإن الإنسان يعيش طول عمره تلميذاً فى مدرسة الحياة .


ويؤسفنا أن البعض يتصرفون بجفاف وقسوة وشدة مع المخطئين ، وهم لا يدركون أن هذه هى الكبرياء الروحية بعينها .


إن القائد وعلى الأخص فى الريف يحتاج لأن يتدرب على شئ من الاتيكيت وحسن المعاملة ولطف الحديث .


5 المقدرة على عدم التكلف :


    إن الكثيرون عندما يمثلون مركز قيادة يتغير سلوكهم فوراً . فلو كان التغيير مرتبطاً بزيادة إحساسهم بالمسئولية ، كان هذا حسناً ، أما محاولة التكلف فهى مشكلة فى حد ذاتها .


    وقد نشاهد على الأخص فى الريف أن الموقف الرسمى يؤثر على الشخص فى وقفته وجلسته إلى حد الجمود . فنراه يجلس جلسة متكلفة غير طبيعية ، ينتصب فيها ظهره ، وتعلو وجهه تكشيرة معينة ، ويضع يديه على رجليه مفتوحتى الأصابع . والبعض يسيئون فهم المرح ، ويفسرونه بالحقارة . لذا يتكلف المظاهر المعينة التى يظن أنها تتناسب مع موقفه الرسمى .


لهذا يلزم تدريب القائد الريفى ليكون طبيعياً ، وليدرك أن الضحك والمرح والمواقف غير الرسمية لها احترامها وتقديرها .


6 المظهر الخارجى :


    لا شك أن للمظهر الخارجى أثره فى نفس الإنسان ، فهناك إنسان تتضايق منه من أول نظرة لأن مظهره يوحى إليك بذلك . فالمظهر له جاذبيته واحترامه متى كان لائقاً . والمظهر هنا يشمل الملبس والابتسامة على حد سواء .


والاهتمام بهذا فى الريف يعتبر ضرورة . وإنما يستحسن أن يتدرب مثلاً على النظافة التى لا تكلفه كثيراً ، وعلى بشاشة الوجه .


7 التكريس الروحى :


    وهذه أذكرها آخر الكل وهى أهم الكل . إن فترة التدريب هى فترة التكريس الروحى : تكريس الذهن ، والمواهب ، والحياة كلها لخدمة الفادى .


ولا شك أنه حيثما يرتفع مستوى الحياة الروحية ، نجد القادة النابهين ، وحيثما نجد القادة المخلصين فى عملهم ندرك أن مستوى الحياة الروحية مرتفع ، فإن فرصة التدريب فرصة لتكريس الأهداف والدوافع النفسية ، كما أنها فرصة تخصيص للخدمة المعينة .

إن القيادة الصحيحة تحتاج للشئ الكثير من التضحية والجهاد ، ولا يمكن أن يصل القائد إلى هذه ما لم يمتلئ بنعمة الله والروح القدس