لقاء الله في البرية للأب فاضل سيداروس اليسوعيّ

* العلاقة الروحية: فالبرية هي موضع العلاقة الحميمة مع الله، وتجارب الشرير.

* العلاقة الاجتماعية: البرية هي انفصال عن عالم البشر، وحضور لهم.

* العلاقة المادية: البرية هي رمز للترحال من دون ارتباط بالأرض ولا بالممتلكات، وهي رمز إلى الاستقرار في مكان معين.

لنحلل- في سلسلة مقالات- هذه الأبعاد الثلاثة التي تكوّن لُحمة حياة أي إنسان، أي علاقته بالله وبالبشر وبالعالم. ولنبحث عنها في سيرة القديس أنطونيوس، ولنطبقها على الحياة الرهبانية.

وفي هذا المقال، نختار بعض الشخصيات البارزة من الكتاب المقدس- في عهديه القديم والجديد- لنستشف من خلالها علاقتها في البرية مع الله، وذلك في ضوء حياة القديس أنطونيوس.

1- موسى (خر 3/1-15)

يروي لنا الفصل الثالث من سفر الخروج، ترائي الله لموسى في عليقة مشتعلة؛ فأول لقاء بين الله وموسى قد تم في البرية والجبل (الآية1) وفي أثناء هذا اللقاء، كشف الله ذاته لموسى: “أنا إله أبيك إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب” (4-6)؛ كما أنه أعلن له اسمه: “أنا هو مَن هو” (خر 13-14).

وفي هذا اللقاء، كشف الله لموسى اهتمامه بشعبه: “إني رأيت مذلة شعبي الذي بمصر. وسمعت صراخه بسبب مسخريه، وعلمت بآلامه. فنزلت لأنقذه… وأصعده…” (خر 7-9). وفي سبيل ذلك أرسل الله موسى: “الآن. اذهب أرسلك إلى فرعون، أخرج شعبي بني إسرائيل من مصر… كذا تقول لبني إسرائيل: الرب إله آبائكم… أرسلني إليكم” (10و15).

فخلاصة قصة دعوة موسى أنه اختبر الرب واستلم رسالته من الرب في البرية. فالبرية موضع لقاء بالله لقاءً شخصياً يتوج بالإرسال إلى الآخرين؛ فهناك عنصران أساسيان إذاً نجدهما في الحياة الرهبانية أيضاً: العلاقة الشخصية مع الله/ الإرسال إلى البشر؛ وكلاهما مرتبطان بالبرية.

وأما القديس أنطونيوس، فمن خلال صلاته ونسكه، كان يحيا “الإيمان بالمسيح”، حتى إن الذين عرفوه “سموه حبيب الله” (عدد4). وقد أرشد النساك الجدد في ضوء خبرته الروحية الشخصية، موصياً إياهم: “ينبغي ألا نضع في العالم شيئاً، أرفع من محبتنا للمسيح” (العدد14). وكان يحث زواره على “الإيمان بالله وعلى محبتهم له” (عدد55). وفي خطبة وداعه، إذ أوصى إخوته الرهبان بالعديد من التوصيات، ختم حديثه بقوله: “حافظوا… قبل كل شيء على الإيمان القويم بيسوع المسيح” (عدد89)؛ وكذلك أوصى الناسكين اللذين خدماه في شيخوخته مدة خمسة عشر عاماً، قائلاً لهما: “اتحدا أولاً بالمسيح” (عدد91). هكذا، فإن العلاقة مع الله، ولا سيما مع شخص يسوع المسيح، أساس الحياة الرهبانية وهدفها المطلق ومصدر جميع الأعمال التقوية والنسكية والخدمية.

وإن رسالته قد تمثلت في استقبال زواره  رغم  رغبته  العميقة  في التوحد(عدد13)، وشفاء بعضهم وتحريرهم من قوى الشرير (48،71،83..)، وإرشاد غيرهم (85-88…)، والمجادلات مع الهـراطقـة (68-70) ومع الفلاسفة(72-80)، وتعليم تلامذته (14-43)، حتى قطع مرة خلوته مع الرب “لأن زيارة الإخوة كانت ضرورية” (عدد15)، ومرة أخرى عند نشوب الاضطهادات “ترك الدير قائلاً: لنذهب نحن أيضاً كي نجاهد إذا ما دعانا الرب أو حتى نرى المجاهدين” (عدد46)، ومرة أخرى أيضاً عند احتداد بدعة الأريوسية “نزل من الجبل على حسب طلب الأساقفة وجميع الإخوة. وحينما دخل الإسكندرية… كان يعلّم الشعب…” (69،68-70) هكذا، فإن علاقته مع الله قد أثمرت رسالته في داخل الكنيسة وفي خارجها.

2- الشعب العبراني

اختبر الشعب العبراني الله اختباراً فريداً من نوعه في البرية، حتى إن هذا الاختبار ظل في ذاكرتهم خالداً توارثته الأجيال(1).

فكيف تم هذا الاختبار؟ من الغريب أنه تم من خلال امتحان الله لشعبه- ولا سيما من خلال المشرب والمأكل- ومن خلال تعليم الله لشعبه وقطع عهد معه.

هذا ما نراه بالتتالي:

* امتحان مياه “مارة” (خر 15/22ت)

تذمّر الشعب في البرية ضد الله لأنه لم يجد مياهاً يشربها، ولما وجد المياه كانت “مارة” أي مُرة. ومغزى هذا الحادث أن “هناك امتحنهم الرب” (الآية 25)، حتى يتأكد إن كانوا سيثقون به وبعنايته، وهذا ما لم يفعلوه.

وإن مغزى هذا الامتحان في الحياة الرهبانية متعدد المعاني:

فمن جهة، يتعلق الامتحان بضروريات الحياة المرموزة في الماء. فإن كان الماء لا غنى عنه للحياة، إلا أن رمز هذا الامتحان هو معرفة ما إذا كان الراهب على استعداد للتخلي عما يعتقد أنه ضروري لحياته، لا غنى عنه على الإطلاق. ويحدث ذلك بوجه خاص في بداية حياة الابتداء حيث روح الحياة الماضية لا تزال حية فلا يتصور الراهب نفسه يستغني عن بعض ضروريات الحياة المُلّحة.

ومن جهة ثانية، يختص الامتحان بالثقة بالله، بمعنى هل الراهب يؤمن بأن الله هو الذي يُسد حاجاته ويُشبعها، فيثق به ثقة الابن.

ومن جهة أخرى، إن تحويل المياة المُرة إلى مياه عذبة رمز لتحويل الرب حياة الراهب وقلبه، إذ قال الله لشعبه ليُفهمه معنى ما حدث: “أنا الرب معافيك” (الآية) 26)، فالرب يُعيد الصحة والعافية الروحية، وقد اختبر الراهب ضعفه واكتشف حقيقته. وإنّ نعم الله سبّاقة عليه. فمثلما وصل العبرانيون إلى أيليم فوجدوا “اثنتي عشرة عين ماء وسبعين نخلة” (الآية27)، هكذا فإن الله يهب نعمه الفياضة بلا حساب ولا مقابل وفوق كل توقّع بشري.

ونرى أن القديس أنطونيوس قد عاش تجرداً تماً وتخلياً كاملاً: “صمّم على عدم العودة إلى الاهتمام بالأمور العائلية، وعلى عدم تذكر أقربائه، فثبت كل رغبته وغيرته على قوة النسك” (عدد3).

وقد وضع ثقته الكاملة في الرب الذي حوّل حياته إلى حياة جديدة: “كان يضع رجاؤه- كما كُتب- في الرب” (عدد51). وكان ذلك كله قد تم في البرية وفي صمتها.

* امتحان المنّ والسلوى (خر 16/1ت)

وتذمّر الشعب ثانية إذ تذكّروا طعام أرض العبودية لما جاعوا في البرية. وأما الله فأطعمهم مناً وسلوى وقال لموسى: “لكي أمتحنهم: أيسلكون على شريعتي أم لا” (الآية4). ويتمثل امتحان الله في أن الشعب يلتقط المن كل يوم في يومه- ما عدا اليوم السادس فالضعف ليوم السبت- حتى يثق بالله وبعنايته اليومية، “فتعلمون أني أنا الرب إلهكم” (الآية12). وهذا ما لم يفعله الشعب. وأما السلوى، فلقد منّها الله على شعبه مرة واحدة لا كل يوم.

وإن مغزى هذا الامتحان في الحياة الرهبانية متعدد المعاني:

فمن جهة، يعيش الراهب- في بداية حياته الرهبانية خاصة- امتحان الحنين إلى الماضي: “كنا نجلس عند قدر اللحم ونأكل من الطعام شبعنا” (الآية3). وقد امتُحن أنطونيوس في هذا المضمار، فيسرد لنا أثناسيوس- بأسلوب عصره- الامتحان هذا: “في البدء، حاول (الشيطان) أن يهدم حياة أنطونيوس النسكية، مذكراً إياه بممتلكاته وبالعناية بأخته وبمودة أقربائه وبمحبة المال وبالمجد الباطل وبالأطعمة وبمتع أُخَر من الحياة…”. وأما الله، فقد وجّه فكر أنطونيوس نحو المسيح لا نحو الماضي: “وأما هو فكان يفكر في المسيح، وفي نُبله المسيحي، وفي روحانية النفس” (العدد5).

وبالمثل فإن الله يوجه ذاكرة الراهب، لا إلى حياته الماضية، بل إلى عمل الله في حياته الماضية، مثلما كان يذكّر شعبه بأعماله الخلاصية لهم؛ وإن الشواهد الكتابية كثيرة حيث ذكر لفظ “أُذكُر”، أي ذكر أعمال الله، لا ذكر حياة الشعب الماضية. وقد قال أوغسطينوس في هذا الصدد، إن الذاكرة البشرية قد وهبها الله للإنسان لكي يشكر ربه على كل ما صنعه له. ويقول أثناسيوس في خضم امتحان أنطونيوس: “أما أنطونيوس فشكر الرب” (العدد6).

ومن جهة أخرى، من معاني امتحان الله لشعبه، ثقة الشعب بالرب في أنه يهتم بهم. وقد علّم يسوع نفسه تلاميذه هذه الثقة حين أورد في الصلاة الربية ذكر الخبز اليومي: “ارزقنا اليوم خبز يومنا” (مت 6/11)، وقد أضاف: “لا يهمكم أمور الغد، فالغد يهتم بنفسه” (مت 6/34) (2).

وأما السلوى التي لا تُعطى يومياً، فهي رمز لعطايا الله المجانية التي لا حق للراهب في نيلها. بل يمن بها الله عليه عندما يريد وكيفما يريد، في لحظات خاطفة غير اعتيادية. ومن المعروف في الحياة المسيحية عامة والرهبانية خاصة أن إنعامات الله الخاصة نادرة، فحسب المسيحي أو الراهب أن يختبرها مرة واحدة ليستنير بها طول حياته. فتقص علينا تريزا الأفيلية كيف أن الله أنعم عليها أن تختبر جهنم في لحظة خاطفة من حياتها، وكيف أثر فيها هذا الاختبار مدى حياتها، بحيث أنها كانت تعرض حتى عن الخطايا العرضية. فأما المن فيرمز إلى ديمومة نعم الله، وأما السلوى فعلى مجانيتها؛ وكلتاهما تعبران عن كيفية معاملة الله مع البشر.

* تجربة “ماسة ومريبة” (خر 17/1-7)

خاصم الشعب موسى مرة أخرى لأنه لم يجد ماء؛ غير أن موسى تيقن أن الشعب يُجرب هكذا الرب. ولما أروى الله شعبه،- عن طريق “عصا” موسى- سمى موسى المكان “ماسة ومريبة” أي “تربة ومخاصمة” الشعب لله، في الوقت الذي اعتنى الله بشعبه واهتم بهم، وهو “قائم أمام” موسى- ممثل الشعب- “على الصخرة” الثابتة عندما ضرب الصخر بعصاه؛ والصخرة رمز لثبات اهتمام الله ولأمانة اعتنائه بشعبه.

وقد حدث لجماعة من الرهبان، كان يرافقهم أنطونيوس، أن “فرغ الماء في الطريق”. ولما “استولى عليهم اليأس”، أحس الشيخ أنطونيوس أن الخطر أحدق بهم، فتنهد بحزن وابتعد عن المكان ورفع يديه وجثي على ركبتيه وصلى”. وحدث للوقت أن “الرب أخرج ماءً حيث وقف أنطونيوس للصلاة” (عد54)؛ فتدخُّل الله معهم كان مثل تدخله مع الشعب العبراني، إلا أن الوسيط كان أنطونيوس عوضاً عن موسى.

والراهب أيضاً، في وقت الضيق والأزمات، قد يُجرّب الله ويخاصمه- مثل الشعب العبراني- طالباً إليه علامات حسيّة وماديّة إرضاءً لحاجاته؛ وهو يختبر اهتمام الله به بنعمه، لأن الله الذي دعاه يعني به. وإنه مدعو إلى أن يتشفع من أجل الآخرين- على مثال موسى وأنطونيوس- حتى يُفجّر الله فيهم ينابيع نعمه الفياضة، فلا يحيا لأجل نفسه ولإرضاء حاجاته- وإن كانت روحية- بل يتشفّع من أجل العالم والكنيسة والآخرين.

* تعليم الله شعبه، وعهده معهم (خر19)

في البرية، علّم الله شعبه من خلال موسى. فلم يهتم الله بأكلهم وشربهم فحسب بل بتعليمهم أيضاً، لأنه “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان” (تث 8/3).

والمعروف اللغة العبرية أن لفظ “مدبر”- أي برية- ولفظ “دفار”- أي كلمة- من أصل واحد. فالبرية والكلمة مرتبطان ارتباطاً أصلياً. والله قد غذى شعبه بكلمته لا بالمن فحسب(3).

فكان موسى يعلّم الشعب في البرية بشأن تاريخهم المقدس، ولا سيما اختيار الله لهم كشعب وقطعه عهده معهم- عن طريق الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب- ومنحه إياهم وصاياه العشر (خر 20/1-17).

هكذا اختبر الشعب أنهم شعب الله، وأن الله إلههم، وقد منحهم وصاياه: “الآن، إن سمعتم سماعاً لصوتي وحفظتم عهدي، فإنكم تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب. لأن الأرض كلها لي. وأنتم تكونون لي مملكة من الكهنة وأمة مقدسة” (خر 19/5-6).

ثم تجلى الله لشعبه، وقد أخرج موسى الشعب “لملاقاة الله”، فاختبروا هكذا أنهم شعب الله وأن الله إلههم.

ولكنهم في الوقت نفسه، طلبوا من موسى: “كلمنا أنت فنسمع، ولا يكلمنا الله لئلا نموت”. فأتي جواب موسى: “لا تخافوا، فإن الله إنما جاء ليمتحنكم ولتكون مخافته أمام وجوهكم لئلا تخطأوا” (خر 20/19-20). فإلى جانب ملاقاة الله، هناك “امتحان” الله لشعبه الخاص بسماع كلمته ولا سيما طاعة وصاياه.

ويُظهر لنا سفر تثنية الاشتراع استبطان إسرائيل لكلمة الله: “اسمع، يا إسرائيل” (6/4). فكلمة الله هي موجهة إلى إسرائيل لكي يسمعها ويحققها:

“أحبب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل قوتك. لتكن هذه الكلمات التي أنا آمرك بها اليوم في قلبك” (6/4-6).

فلم تعد كلمة الله مكتوبة على ألواح حجرية. بل أصبحت محفورة في القلوب. وإن نبرة العلاقة بين الله وشعبه تُفيد بأنها أصبحت شخصية، فالله هو “الرب إلهك” (6/10و13). وعلى الشعب ألا ينسى أعمال الله الخلاصية، ولا سيما إخراجهم من أرض العبودية وإصعادهم إلى أرض الميعاد (6/12)؛ فعليهم أن يتذكروا أعمال الله هذه. حتى إنهم يتوارثون الاحتفال بها جيلاً فجيلاً في عيد “الذكارون”، أي ذكرى الخروج فخلاص الله لهم.

ففي البرية، استبطن الشعب كلام الرب بالسماع والذكرى. وكذلك فعل أنطونيوس إذ كان يتأمل في الكتاب المقدس: “كان يُصغي إلى تلاوة الكتاب المقدس، حتى لا يسقط شيء مما يقرأه على الأرض. فيحفظه ليكون في ذاكرته بدل الكتاب المقدس” (عدد3). وعلى مثاله، أصبحت الأديرة في البرية “تحب كلمة الرب” (عدد44). ومن اللافت للنظر أن تعليمه كله مشبّع بالمزامير والأناجيل والرسائل…، علامة أنه قد تأملها واستنبطها وأدمجها في حياته حتى استطاع أن يستشهد بها فيعزي ويقوي زواره وتلاميذه.

وأما الراهب، فهو أيضاً أمام كلمة الله، يقرأها ويتأملها لكي تُصبح كلمته الشخصية لا كلمة خارجة غريبة عنه. وهو الروح القدس الذي يجعله يسمعها ويستنبطها ويتذكر أعمال الله، فيلتقي بالله من خلال أقواله وأفعاله الخلاصية، أقواله الواردة في كلمته المقدس، وأفعاله المدونة في تاريخ البشر عامة والنفوس خاصة.

* الخلاصة
لقد اختبر الشعب العبراني الرب إله في البرية اختباراً حقيقياً، وذلك من خلال تحريرهم من أرض العبودية وإدخالهم أرض الميعاد، ومن خلال إطعامهم وإروائهم، ومن خلال منحهم كلمته في الوصايا، ومن خلال قطع عهده معهم. لذلك فهم يعتبرون البرية موضع التقائه بهم وخلاصة لهم، موضع عنايته وعطاياه لهم. فما أبعد هذه النظرة العميقة إلى البرية من النظرة السطحية التي تجهلها أو تتجاهلها. وإن الراهب مدعو إلى أن ينظر إلى البرية النظرة العميقة عينها.






(1) يمكن الإقرار أن الحدث التأسيسي لشعب إسرائيل إنما هو “الخروج”. ومن منطلقه اختبروا “اختيار” الله لهم و “عهده” معهم و “وعوده” لهم منذ إبراهيم فإسحق ويعقوب بل إن “الخلق” نفسه في سفر “التكوين” قراءة من منطلق “الخروج”.


(2) إن كلمة يسوع هذه قد غيرت مجرى حياة أنطونيوس (عدد3)، مع وصيته للشاب الغني (عدد2).


(3) إن يسوع أيضاً علّم الشعب وغذّاهم في مكان قفر.

 

المرجع: عن مجلة صديق الكاهن